الجمعة، 30 يناير 2015

الشاعرة العراقية نضال القاضي ومجموعتها الجديدة (بينالي عواء وبسكويت):



الشاعرة العراقية نضال القاضي ومجموعتها الجديدة (بينالي عواء وبسكويت):
************************************************************
من بغداد ـ صفاء ذياب
في مجموعتها الجديدة (بينالي عواء وبسكويت) الصادرة مؤخراً عن دار الشؤون الثقافية ضمن إصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، حاولت الشاعرة العراقية نضال القاضي أن تبني عوالم من المكان وتعيد قراءة الزمن بخصوصية جديدة، "وبغتةً.. الغبار طيورٌ متحجرة/ بغتةً.. النساء لا شكل لهن/ هنَّ../ أرومة رمل وقبائل دم/ وعواءٌ فارغٌ إلى هضبة..".
ترى القاضي، في حوار خاص مع "الصباح"، أن النص الشعري نص جمالي، بالتالي ما يجري من تطور عليه إنما هو مقدار الاشتغال في ميتا اللغة بوصفها الجمالي، متجنّبة المعيار، ليس بما يتعلق بالمفردة وحسب، وإنما في تدريب الحواس على أفكار مختلفة. في النظر إلى الأشياء مثلاً أو سماعها, ومن ثمَّ، فإنّ أيّ نشاط أركيولوجي يجري على اللغة سيحطم الأنساق المهيمنة أو السائدة للوعي, إزاء ما حولنا أو فينا من عوالم ستفارق في الخاتمة المنطق والمعقول, إلى عبارة موجزة مكثفة أو ساردة تواصل لا معقولية التناول لعناصر موجودة أصلاً في الواقع ومعقولة ومفروغ منها! "هكذا أكتب وهكذا غادرت ما كتبت أي المجموعتين:"ودائع المعوّل عليه" الصادرة عن مكتب المدى 2002 و"بينالي عواء وبسكويت" 2013 عن مشروع بغداد عاصمة الثقافة اللتين لا تنتميان لما بين يدي الآن "راهب العنب" مخطوطتي الجديدة التي ما زالت قيد الكتابة.
أسعى دائما إلى ما لا يشبه ما سبقه وينطبق هذا عندي حتى في الحياة، فأنا لا أعود إلى ما أغادره، مكاناً أو إنساناً".
وتضيف القاضي: دائما هناك جديد عندما تستقبل الحواس الحياة وتتعاطاها بعلمية، أي بطرق تؤدي، فكلّ ما لا يؤدي ليس علمياً. وقبول ما لم يعد مقبولاً نكوص وتداعٍ، وهذا أخطر ما يواجه العملية الإبداعية. فـ"أنا التي غادرت العمودي منذ زمن طويل ولديّ "من يأخذ النار إلى حجرتها"، وهي مجموعة شعرية "تفعيلة", التي إن لم أنجح في جعلها صراخاً داخل التفعيلة ذاتها فإنها لن ترى النور مطلقاً".
وتظن القاضي أنّ الأسلوب أيّاً كان هو: العلاقة بالجمال, وفي الكتابة تحديداً هو: شكل الإشتغال بما وراء اللغة, ولا بأس بمرآة عاكسة للفم تضع الكلمة ببخارها, طريّة َالجنين.
لكن "ينبغي أن نكون يقظين، فليس كل انزياح شعراً، من حيث أنّ القوانين المجرّدة بطبيعتها ظاهرة مستقرّة. إلاّ أنّ ما يحرّك الساكن ويحوله إبداعا هو: في كيف تعمل هذه القوانين في الجنس الأدبي".
اشتغلت القاضي في مجموعتها الجديدة على المشهد اليومي والمعاش والواقع العراقي، وهذا واضح في قصيدتها (المدينة)، ونصوص أخرى كتبت في باريس أو بيلوتس، إلا أنها تتحدث عن المكان وكأنها تتحدث عن بغداد. وعن هذا تقول القاضي إن العراق مشهدها اليومي هنا أو هناك، فهو المدن كلها لأنه ذات كليّة, لذا "(الأنا) الشخصيّة دائما في محنة! ففي اللحظة التي خرجنا فيها من أرحام أمّهاتنا إلى رحم كبير بقبائل ومجتمعات وأجهزة وضعت الحجر الأساس لذاكرة قسريّة اعتقلت تأريخيّا حواسّنا, نشأت حاجة مثل الماء والهواء, التبسوها واستبدلوها بفقراء وأغنياء, بأحزاب وسجون وثورات وحروب من أجل بداهة هي المأكل والملبس والمسكن، وكلما اشتقنا إلى تلك الملتبسة ازددنا التباسا واستلابا، كانا السبب في خلق ثنائيّات عبر العالم، وهي: حريتنا التي لم تتحقق في وطن, لذا ظل معادلا تاريخيّا لها ينزل في فنادق الدنيا قبلنا, وتسليتهُ الأثيرة أن يتفرّج على نفسه في القنوات الفضائية متسائلاً: لماذا تركت الوطن إذاً يا عراق؟"...

*http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=57568

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....