الخميس، 29 يناير 2015

محمد بسيم الذويب 1908-1983 ...سيرة شاعر وكاتب عروبي ا.د.ابراهيم خليل العلاف












محمد بسيم الذويب 1908-1983 ...سيرة شاعر وكاتب عروبي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
من رموز الحركة العربية القومية في العراق.. برز ضابطا ، ثم سياسيا ، وشاعرا ، وكاتبا، وإداريا ، وصحفيا .. كتب عنه صديقنا الاستاذ حميد المطبعي في موسوعته :" أعلام وعلماء العراق " .كما كتبت عن سيرته حفيدته إسراء محمد بسيم الذويب فقالت :"إنه محمد بسيم بن محمد كمال أفندي الذويب ولد في بغداد وقضى حياته فيها ..تلقى عن والده مبادئ علوم العربية، ثم التحق بالمدرسة البارودية الابتدائية واستكمل تعليمه في الإعدادية المركزية ببغداد (1924)، التحق بعدها بالكلية العسكرية وتخرج فيها ضابطا برتبة ملازم ثان ِسنة 1927 " .
عمل ضابطًا في الجيش العراقي بين سنتي (1927 - 1951)، ثم أستاذًا في كلية الشرطة (1954)، ومديرًا للكلية سنة 1957 برتبة عقيد لكنه فصل سنة 1958 لاسباب سياسية تتعلق بتوجهاته القومية . وقد أعيد الى الخدمة سنة 1963 ليعين مديرا لسجن الناصرية .ثم مديرًا للمكتبات في وزارة الثقافة والاعلام حتى سنة إحالته على التقاعد سنة 1965.
عمل رئيسا لتحرير جريدة "الجبهة الشعبية" (1952)، وكاتبا سياسيًا في جريدة "الحارس" ، وأصدر جريدة "الوطن العربي" اليومية السياسية سنة 1963، ثم أصدر مجلته "الرافدان" الأسبوعية. وقد أنشأ " دار الذويب للطباعة والنشر" ، وكان عضوًا مؤسسا في جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين .
بدأت تجربة محمد بسيم الذويب الادبية في العشرينات .. حين نشر أولى مقالاته في جريدة "الرافدان " لصاحبها الاستاذ سامي خوندة ، واستمر في نشر نتاجاته الادبية حتى اصدر جريدته :" الوطن العربي " سنة 1963 ثم اصدر مجلة "الرافدان " الاسبوعية .
- له ديوان شعري بعنوان: "صدى السنين" - مطبعة الإيمان - بغداد 1961 . وله قصائد نُشرت في مجلة "الكتاب" العراقية والتي كانت تصدرها جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين ، منها: " الحب المجنون" - العدد الثالث – تشرين الاول 1973، و"سائحة" - العدد الثامن – آب 1975.
كما ان له عددا من الأعمال المتنوعة بين الإبداع القصصي والنقد، منها: "الثمرة الاولى " - مطبعة دار الطباعة الحديثة - بغداد 1926، و"الثمرات " 1928 و"آثام" - مطبعة العاني - بغداد 1957، و" انعتاق" - بغداد 1958، و"شعراء المهرجان" (تعريف بالشعراء: محمد مهدي الجواهري - مصطفى جمال الدين - هلال ناجي) - بغداد 1960، و"مختارات بسيم الذويب" - بغداد 1960، و"صدى السنين " شعر 1961 و"إمرأة سيئة السمعة" - مطبعة الزمان - بغداد 1967، و"أربعة شعراء وشاعرة" - بغداد 1969. وأشارت بعض المصادر إلى كتابين مخطوطين: "قصة التسلح" – "الشعر في ألف ليلة وليلة" .
يعد من الشعراء المجددين، ذلك أن قصائده تعكس رؤيته في مجال الابداع والتجديد سواء في الشكل، والمضمون. ومما يلحظ في شعره تعدد القوافي في عدد من قصائده الشعرية .
كان الاستاذ محمد بسيم الذويب مهموما بالقضايا الوطنية والقومية والانسانية ، وكان عروبيا في توجهاته وآراءه ومعتقداته السياسية ..
كتب الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محيي الدين مقدمة ديوانه:" صدى السنين " وقال أن قصائده تحمل توهجا قوميا عربيا ، وروحا اسلامية ويضيف الى ذلك قوله :" ان له تجارب ذاتية طريفة، كالمفارقة التي عرض بها إسمه "بسيم"، وتأمله لميلاد طفلة عند ولادتها.
ومن قصائده هذه القصيدة الموسومة : "حنين الى بغداد"
والتي يصف فيها معاناته وشوقه الى بغداد:
دمع يسيل ... وأعين سحاء *** لم يمنع الدمع الهتون حياءُ
فالقلب من فرط الصبابة موجع *** والجسمُ كاد يصيبه الاعياء
فارقت بغداد الحبيبة راغما قد *** ضاع لي أمل و خاب رجاء
شهران قد مرا علي ..... ولم *** أزل في محنة مستني الضراء
طال الحنين الى ملاعب صبية *** كالزهر قد ضمتهم الزوراء
بغداد يا بلد الكرام تحية من *** شاعر قد عصفت به الارزاء
يقضي الليالي..... خائفا مترقبا *** مما يبيته له....... الدخلاء
طوفت في الدنيا فلم تسحرني *** الدنيا ولم تستهوني حسناء
فلانت يا بغداد.... خير مدينة *** حملتك تائهة بك... الغبراء
الماء عذب .. والهواء معطر.. *** وتراب أرضك منعش معطاء
والدار إن قدم الغريب.. فسيحة *** والعيش رغد و الوجوه رخاء
والاهل يا بغداد ان ذكرالندى *** يوما فأهل شهامة .. كرماء
واذا إستجار المستجير فهمة *** ورجولة و عزيمة و مضاء
فلدى الكريهة انهم أسد الشرى *** ولدى المكارم ديمة هطلاء
الكرخ خلد.. .. والرصافة جنة *** والاعظمية ... رونق وبهاء
وابو نؤاس في الليالي مشرق *** شعت على جنباته الاضواء
فانجابت الظلماء وانحسر الدجى *** حتى استوى الاصباح والامساء
وزوارق العشاق تمخر دجلة *** و لراكبيها رنة..... وغناء
بغداد لن انساكِ مهما نالني *** منك الهوانُ و روعت بلواء
أجد الملامة في هواك لذيذة *** يا مربعي.. فليعذلوا ما شاؤا
ما طاب لي عيش ... و تفصل *** بيننا يا منيتي البوابة السوداء
فاذا رجعت..... فاني متحفز *** للثار... ممن أرجفوا واساؤوا
واذا قضيت اسى شهيد محبتي *** وعروبتي فعلى الحياة.. عفاءُ
رحم الله الاستاذ محمد بسيم ذويب وجزاه خيرا على ماقدم فقد ترك بصمة واضحة في الحركة الثقافية العراقية المعاصرة .


هناك تعليق واحد:

  1. كان عندي ديوان صدى السنين ولكن ضاع مني ارجوكم كيف يمكنني الحصول عليه ومن اين ارجو الرد

    ردحذف

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...