الأربعاء، 28 يناير 2015

الاحزاب السياسية في العراق 1921-1932 * ا.ابراهيم خليل العلاف

الاحزاب السياسية في العراق 1921-1932 *
ا.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
بين سنتي 1921و1932 وهي الفترة التي اصطلح عليها المؤرخون اسم " عهد الانتداب " ،شهد العراق ظهور احزاب سياسية متعددة عكست مصالح بعض الطبقات التي كان يتكون منها المجتمع العراقي .
ومن ابرز هذه الاحزاب :
الحزب الوطني
حزب التقدم
حزب الشعب
حزب العهد
حزب الاخاء الوطني
حزب الاستقلال العراقي –الموصل
ومما يميز مناهج هذه الاحزاب تركيزها على القضية السياسية المتمثلة بالعمل من اجل التحرر من النفوذ الاجنبي في حين اغفلت القضية الاجتماعية اغفالا تاما بسبب تركيبتهالا الطبقية من جهة وضعف وعيها بحقيقة المحركات الحقيقي للواقع من جهة اخرى
ويكتسب كتاب الصديق الاستاذ الدكتور فاروق صالح العمر –وهو من ابرز المؤرخين العراقيين المتخصصين بالتاريخ العراقي المعاصر ويعمل استاذا متمرسا في كلية الاداب –جامعة البصرة وله مؤلفات عديدة منها كتابه :" المعاهدات العراقية –البريطانية واثرها في السياسة الداخلية 1922 -1948 " وكتاب :" السياسة البريطانية في العراق 1914-1921 " ، اهميته في هذا الوقت الذي تزداد فيه محاولات فتح ملفات تاريخنا الحديث والمعاصر .
ان الفترة التي يغطيها الكتاب هي فترة وضعت فيها الاسس الدستورية والسياسية والاجتماعية للنظام الملكي في العراق والذي انهار في 14 تموز 1958 .
يقول الاستاذ حسين جميل وهو مناضل وسياسي وقانوني عراقي كبير في تقديمه للكتاب :" وهكذا نجد ...ان الاحزاب السياسية التي تألفت (في عهد الانتداب ) اما انها انبثقت عن حكومات ...وإما انها احزاب تألفت لغرض معين مثل العمل على ابقاء الموصل جزءا من العراق ،ولانجد في فترة الانتداب حزبا له رسالة ولو كانت محمدة بحدود سياسية فقط في العمل للوصول الى الاستقلال غير حزب واحد هو الحزب الوطني برئاسة جعفر ابو التمن وحتى هذا الحزب وجدنا ان عددا من قادته هجروا الحزب ليكونوا نوابا او ليشاركوا في الحكم بوجه من الوجوه ..." .
لقد استطاع المؤلف ان يقرر بعد تحليله لمناهج وانظمة تلك الاحزاب جملة امور منها :
• ان جميع تلك الاحزاب كانت تمثل طبقة اجتماعية واحدة .لهذا لنم تكن لها اهداف اجتماعية واقتصادية متباينة تعكس في مناهجها .
• كانت جميعها متفقة على العلاقة مع بريطانيا والتحالف معها مع الاختلاف في مدى وعمق هذه العلاقة .الا ان بعض الاحزاب كحزب التقدم ورئيسه عبد المحسن السعدون اخذ يغير موقفه من بريطانيا بعد ان تركزت حدود العراق وبدأ يطالب بتبديل موقفها من القضايا التي تهم البلاد .
• ان القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي احتوتها مناهج تلك الاحزاب كانت ضعيفة في مطالبها الا انها ابدت بعض الاهتمام بالاصلاحات التربوية والتعليمية .
• انها احزاب سياسية برلمانية لم تعتمد على الجماهير ولم تكن تمتلك برامج للتغيير لذا فإنه ماتت بمجرد ان تحفظت بعض اهدافها السياسية .
• غير انها رغم كل النواقص والانتقادات التي وجهت لهذه الاحزاب فإنها عملت على تقوية الوعي الوطني في العراق
• كان من الافضل ان تكون المراجعة النقدية للمصادر في صدر الكتاب وليس في نهايته .
• الملاحق المرفقة بالكتاب التي بلغ عددها 16 ملحقا مهمة .
• صدر اول تقرير عن دائرة المندوب السامي البريطاني سنة 1923 وليس 1922 .
• توجد اخطاء مطبعية شوهت بعض الاسماء والمعاني ومن ذلك مثلا ماورد على الصفحة 318 فمكي الشربيني هو في الحقيقة (مكي الشربتي ) وابراهيم عطار رياش هو في الحقيقة (ابراهيم عطار باشي ) .
• كنت آمل ان يفرد المؤلف الكبير في الكتاب فصلا مستقلا يدرس في التطورات الاقتصادية والاتماعية في العراق منذ اواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وذلك لفهم العوامل المؤثرة في المجتمع العراقي ومعرفة طبيعة التركيبة الاجتماعية للقوى السياسية فيه .
• الخلاصة فأن الكتاب جهد علمي قيم وإثراء لجانب من جوانب التاريخ الدستوري للعراق المعاصر هذا الجانب المهم الذي لم يأخذ حقه كثيرا من اهتمام المؤرخين .
.......................................................................................................
*المقالة منشورة في جريدة "الجمهورية " البغدادية 8 أيلول 1978


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...