بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاّف مدير مركز الدراسات الإقليمية في حفل افتتاح المؤتمر العلمي السادس للمركز والمنعقد يومي 27و 28 أيار 2009
حول
(مستقبل علاقات العراق ودول الجوار)
في المنتدى العلمي والأدبي بجامعة الموصل
الأستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي المحترم
السادة عمداء الكليات ومدراء المراكز البحثية المحترمون
الأخوات والإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله
يسعدني ويشرفني أن أقف اليوم أمامكم لأُقدم أعمال المؤتمر العلمي السنوي السادس لمركز الدراسات الإقليمية بجامعتنا العتيدة، والذي سينعقد على مدى يومي 27و 28 أيار 2009 بعنوان: "مستقبل علاقات العراق ودول الجوار".. وكما تعلمون فإن المركز قد اعتاد على عقد مؤتمر علمي كل سنتين، وكل مؤتمرات المركز العلمية تدور حول مايمكن أن نفعله لتطوير علاقات العراق بدول الجوار والسعي باتجاه تحديد معالم هذه العلاقات ومعرفة واقعها والخروج بتوصيات علمية وعملية تسهم في تفعيل جوانب تلك العلاقات.
لقد واجهت علاقات العراق بدول الجوار عبر السنوات الـ(50) الماضية الكثير من الإشكالات والتعقيدات التي تراوحت بين التدخل في شؤونه وشن الحرب عليه وفرض الحصار أو الإسهام في أحكام قبضته وقد عانى العراقيون ولايزالون من الأثر السلبي لتلك المواقف ليس هنا مجال الحديث عنها.. لكننا ونحن في مركز الدراسات الإقليمية نعتقد أن الوقت قد حان لوضع أسس قويمة لهذه العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإجراء الحوار حول كل مايعيق تطوير هذه العلاقات والأهم من ذلك كله السعي (لتشبيك) هذه العلاقات بالكثير من أساليب الاتصال والتعاون ليس بين الحكومات وحسب بل وبين شرائح المجتمع، سواء أكانوا مهندسين أو تجاراً أو أطباء أو أساتذة أو صحفيين أو رجال أعمال. وهذا مانفتقده ليس اليوم وإنما منذ أمد بعيد. ويقيناً أن المصالح إذا ماتشابكت فإن انفراط عقدها يصبح صعب المنال. ليس هذا وحسب بل إننا، ومن هذا المنبر، ندعو الدول الشقيقة المجاورة للعراق العربية والإسلامية الى مساندة طلب الحكومة العراقية، الأمم المتحدة بإخراج العراق من الفصل السابع وتأكيد استقلاله وتقديم العون له لإعادة بناء مؤسساته وتحقيق رفاهية شعبه والنظر في إمكانية تعويضه عمّا حلّ به منذ التاسع من نيسان 2009 وهذا ماتقره القوانين والمواثيق الدولية المعروفة.
إن خيارات العراق الإستراتيجية في إقامة أوثق العلاقات مع دول الجوار وخاصة في مجالات الاستثمار والتجارة والزراعة والنواحي العلمية والتعاون المائي والأمني والإعلامي في الوقت الحاضر كبيرة، وإذا ماكان العراق قد غادر الاقتصاد الموجه، وانفتح أو سيحاول الانفتاح على اقتصاد السوق، فإنه يعد بلداً واعداً، وهذا مايضع على عاتق أبناءه مسؤوليات جمة أبرزها العمل على تحديثه وترقيته وجعله في مصاف الدول المتقدمة وهذا لايتم إلا وفق منظومة اقتصادية وأمنية لها صلة بالدول المجاورة فليس من الحكمة أن يظل العراق وحيداً في الساحة بل لابد من أن يكون له دور إقليمي ينسجم مع قدراته وثرواته وخزينه البشري وحضارته الموغلة في القدم. وهنا ينبغي التأكيد على إن قراءة مستقبل علاقات العراق ودول الجوار ينبغي أن تكون قراءة علمية عقلية ليس للعواطف فيها مكان، فكفانا انسياقاً وراء العواطف.. ولابد من أن يتحقق ذلك عبر حركة منضبطة وهذا بدون شك يحتاج الى استقرار أمني واستعداد نفسي وثبات في الرؤية وتحديد الخيارات والمشاهد المستقبلية للنهوض وفق ماضي وحاضر العراق ومستقبله الزاهر بإذن الله.
لقد قدم لهذا المؤتمر أكثر من أربعين بحثاً أسهم في كتابتها نخبة من الأساتذة الباحثين المتخصصين في التاريخ والاقتصاد والسياسة الإعلام وعلم النفس وعلم الاجتماع والشؤون العسكرية والأمنية، داخل المركز وخارجه، ومما يسجل في هذا الإطار أن المركز قد استطاع عبر الربع قرن الماضي أن يستقطب الكثير من أساتذة جامعة الموصل ومن غير العاملين في المركز وهذا فخر للمركز وفخر للجامعة كلها وبالتأكيد فإن هذا الاستقطاب لم يكن ليحصل لولا المتابعة الجادة من إدارة المركز وحسن علاقتها مع الأطراف المختلفة وتجاوب السادة العمداء الأكارم مع متطلبات العمل البحثي وبدون أية شروط أو قيود.. وقد حظى المركز ولايزال بدعم القيادات العليا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ابتداء من السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووكيله مدير عام البحث والتطوير والسيد رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي والسادة مساعديه الأفاضل كل من الأستاذ الدكتور نزار مجيد قبع والأستاذ الدكتور فؤاد قاسم محمد، لكن مما ينبغي أن يذكر، والذكرى تنفع المؤمنين، إن هناك وفي داخل الجامعة من لايدرك أهمية مراكز البحوث ولايقدر عملها ويرى أن ماتقوم به نوع من العبث وضياع الأموال ولا أريد أن أحدد هذه الجهات، لكن أود أن أقول لها من على هذا المنبر إننا نحفر في الصخر ونعمل من أجل تطوير مراكز البحوث ومنها مركزنا بنية صادقة وبنفس وطني وبعلمية لأننا نرى أن رسالتنا في الحياة تقتضي أن نعمل ونعمل ونعمل بغض النظر عن المكاسب والمصالح الشخصية وليسمع هؤلاء حديث الرسول الكريم ((محمد صلّى الله عليه وسلم)) ودعوته المليئة بالأمل والرغبة في العمل حين يقول: ((لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)).
الأخوات العزيزات والإخوة الأعزاء
لقد توزعت بحوث المؤتمر على محاور سياسية وإستراتيجية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية وعسكرية وأمنية ومن المؤكد إن كل من أسهم في هذا المؤتمر، سواء بالمشاركة ببحث أوسيشارك في الحوار والحضور الفاعل كان مدفوعاً بأمرين طالما أكدنا عليهما في نشرياتنا وإصداراتنا العلمية وهما الرغبة العلمية والحافز الوطني. نأمل في أن تكون البحوث والدراسات المقدمة ومداخلات حضراتكم العلمية مفيدة لصانع القرار وللمهتم وللمتخصص ونأمل كذلك في أن تسهم البحوث والتوصيات التي نُنهي بها مؤتمرنا في وضع الحلول لبعض المشكلات وإنارة الطريق أمام صنّاع القرار للبدء بحملة يكون عنوانها: ((كيف نستطيع أن نجعل العراق بلداً متقدماً في كل نواحي الحياة، يتمتع أهله بكل وسائل الرفاهية، ثم كيف نعمل من أجل أن يحتفظ العراق بعلاقات طيبة ووثيقة مع دول الجوار الأقرب وحتى الأبعد. نأمل ذلك ومن الله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاّف مدير مركز الدراسات الإقليمية في حفل افتتاح المؤتمر العلمي السادس للمركز والمنعقد يومي 27و 28 أيار 2009
حول
(مستقبل علاقات العراق ودول الجوار)
في المنتدى العلمي والأدبي بجامعة الموصل
الأستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي المحترم
السادة عمداء الكليات ومدراء المراكز البحثية المحترمون
الأخوات والإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله
يسعدني ويشرفني أن أقف اليوم أمامكم لأُقدم أعمال المؤتمر العلمي السنوي السادس لمركز الدراسات الإقليمية بجامعتنا العتيدة، والذي سينعقد على مدى يومي 27و 28 أيار 2009 بعنوان: "مستقبل علاقات العراق ودول الجوار".. وكما تعلمون فإن المركز قد اعتاد على عقد مؤتمر علمي كل سنتين، وكل مؤتمرات المركز العلمية تدور حول مايمكن أن نفعله لتطوير علاقات العراق بدول الجوار والسعي باتجاه تحديد معالم هذه العلاقات ومعرفة واقعها والخروج بتوصيات علمية وعملية تسهم في تفعيل جوانب تلك العلاقات.
لقد واجهت علاقات العراق بدول الجوار عبر السنوات الـ(50) الماضية الكثير من الإشكالات والتعقيدات التي تراوحت بين التدخل في شؤونه وشن الحرب عليه وفرض الحصار أو الإسهام في أحكام قبضته وقد عانى العراقيون ولايزالون من الأثر السلبي لتلك المواقف ليس هنا مجال الحديث عنها.. لكننا ونحن في مركز الدراسات الإقليمية نعتقد أن الوقت قد حان لوضع أسس قويمة لهذه العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإجراء الحوار حول كل مايعيق تطوير هذه العلاقات والأهم من ذلك كله السعي (لتشبيك) هذه العلاقات بالكثير من أساليب الاتصال والتعاون ليس بين الحكومات وحسب بل وبين شرائح المجتمع، سواء أكانوا مهندسين أو تجاراً أو أطباء أو أساتذة أو صحفيين أو رجال أعمال. وهذا مانفتقده ليس اليوم وإنما منذ أمد بعيد. ويقيناً أن المصالح إذا ماتشابكت فإن انفراط عقدها يصبح صعب المنال. ليس هذا وحسب بل إننا، ومن هذا المنبر، ندعو الدول الشقيقة المجاورة للعراق العربية والإسلامية الى مساندة طلب الحكومة العراقية، الأمم المتحدة بإخراج العراق من الفصل السابع وتأكيد استقلاله وتقديم العون له لإعادة بناء مؤسساته وتحقيق رفاهية شعبه والنظر في إمكانية تعويضه عمّا حلّ به منذ التاسع من نيسان 2009 وهذا ماتقره القوانين والمواثيق الدولية المعروفة.
إن خيارات العراق الإستراتيجية في إقامة أوثق العلاقات مع دول الجوار وخاصة في مجالات الاستثمار والتجارة والزراعة والنواحي العلمية والتعاون المائي والأمني والإعلامي في الوقت الحاضر كبيرة، وإذا ماكان العراق قد غادر الاقتصاد الموجه، وانفتح أو سيحاول الانفتاح على اقتصاد السوق، فإنه يعد بلداً واعداً، وهذا مايضع على عاتق أبناءه مسؤوليات جمة أبرزها العمل على تحديثه وترقيته وجعله في مصاف الدول المتقدمة وهذا لايتم إلا وفق منظومة اقتصادية وأمنية لها صلة بالدول المجاورة فليس من الحكمة أن يظل العراق وحيداً في الساحة بل لابد من أن يكون له دور إقليمي ينسجم مع قدراته وثرواته وخزينه البشري وحضارته الموغلة في القدم. وهنا ينبغي التأكيد على إن قراءة مستقبل علاقات العراق ودول الجوار ينبغي أن تكون قراءة علمية عقلية ليس للعواطف فيها مكان، فكفانا انسياقاً وراء العواطف.. ولابد من أن يتحقق ذلك عبر حركة منضبطة وهذا بدون شك يحتاج الى استقرار أمني واستعداد نفسي وثبات في الرؤية وتحديد الخيارات والمشاهد المستقبلية للنهوض وفق ماضي وحاضر العراق ومستقبله الزاهر بإذن الله.
لقد قدم لهذا المؤتمر أكثر من أربعين بحثاً أسهم في كتابتها نخبة من الأساتذة الباحثين المتخصصين في التاريخ والاقتصاد والسياسة الإعلام وعلم النفس وعلم الاجتماع والشؤون العسكرية والأمنية، داخل المركز وخارجه، ومما يسجل في هذا الإطار أن المركز قد استطاع عبر الربع قرن الماضي أن يستقطب الكثير من أساتذة جامعة الموصل ومن غير العاملين في المركز وهذا فخر للمركز وفخر للجامعة كلها وبالتأكيد فإن هذا الاستقطاب لم يكن ليحصل لولا المتابعة الجادة من إدارة المركز وحسن علاقتها مع الأطراف المختلفة وتجاوب السادة العمداء الأكارم مع متطلبات العمل البحثي وبدون أية شروط أو قيود.. وقد حظى المركز ولايزال بدعم القيادات العليا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ابتداء من السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووكيله مدير عام البحث والتطوير والسيد رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي والسادة مساعديه الأفاضل كل من الأستاذ الدكتور نزار مجيد قبع والأستاذ الدكتور فؤاد قاسم محمد، لكن مما ينبغي أن يذكر، والذكرى تنفع المؤمنين، إن هناك وفي داخل الجامعة من لايدرك أهمية مراكز البحوث ولايقدر عملها ويرى أن ماتقوم به نوع من العبث وضياع الأموال ولا أريد أن أحدد هذه الجهات، لكن أود أن أقول لها من على هذا المنبر إننا نحفر في الصخر ونعمل من أجل تطوير مراكز البحوث ومنها مركزنا بنية صادقة وبنفس وطني وبعلمية لأننا نرى أن رسالتنا في الحياة تقتضي أن نعمل ونعمل ونعمل بغض النظر عن المكاسب والمصالح الشخصية وليسمع هؤلاء حديث الرسول الكريم ((محمد صلّى الله عليه وسلم)) ودعوته المليئة بالأمل والرغبة في العمل حين يقول: ((لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)).
الأخوات العزيزات والإخوة الأعزاء
لقد توزعت بحوث المؤتمر على محاور سياسية وإستراتيجية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية وعسكرية وأمنية ومن المؤكد إن كل من أسهم في هذا المؤتمر، سواء بالمشاركة ببحث أوسيشارك في الحوار والحضور الفاعل كان مدفوعاً بأمرين طالما أكدنا عليهما في نشرياتنا وإصداراتنا العلمية وهما الرغبة العلمية والحافز الوطني. نأمل في أن تكون البحوث والدراسات المقدمة ومداخلات حضراتكم العلمية مفيدة لصانع القرار وللمهتم وللمتخصص ونأمل كذلك في أن تسهم البحوث والتوصيات التي نُنهي بها مؤتمرنا في وضع الحلول لبعض المشكلات وإنارة الطريق أمام صنّاع القرار للبدء بحملة يكون عنوانها: ((كيف نستطيع أن نجعل العراق بلداً متقدماً في كل نواحي الحياة، يتمتع أهله بكل وسائل الرفاهية، ثم كيف نعمل من أجل أن يحتفظ العراق بعلاقات طيبة ووثيقة مع دول الجوار الأقرب وحتى الأبعد. نأمل ذلك ومن الله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق