الاثنين، 24 يونيو 2013

امينة علي صائب الرحال أول امرأة عراقية تحصل على اجازة سوق سنة 1936

  أمينة علي صائب الرحال أول إمرأة عراقية تحصل على  إجازة سوق سنة  1936


   
    
                   
المرحوم اللواء طارق عبد لفته مدير المرور العام يكرم أول إمرأة عراقية تحصل على إجازة سوق في عام 1936 وهي السيدة أمينة علي صائب الرحال
ونالت لقب السائقة المثالية لأنها اول سيدة تحصل على اجازة قيادة المركبات عام 1936 حيث (ساقت) سيارتها الخاصة الانكليزية الصنع في شوارع بغداد وسط ذهول وعدم تصديق البعض...ومباركة البعض الاخر انتصارا لحرية المرأة في ان تأخذ دورها الى جانب أخيها الرجل. وقد جرى حفل التكريم لمناسبة الإحتفال بأسبوع المرور العراقي...
 
واليكم هذا اللقاء الصحفي الذي أجراه أحد الزملاء مع هذه المرأة الرائدة
خلال الاحتفال بأسبوع المرور قبل عشرين عاما كرمت مديرية المرور العامة عددا من السواق والسائقات المثاليين الذين امضوا خمسة وعشرين عاما دون ان يرتكبوا اية مخالفة مرورية... ومن بين هؤلاء كانت السيدة امينة علي صائب الرحال

أمينة الرحال .. أقدم سائقة مثالية في بغداد:
علي ناصر الكناني
خلال الاحتفال بأسبوع المرور قبل عشرين عاما كرمت مديرية المرور العامة عددا من السواق والسائقات المثاليين الذين امضوا خمسة وعشرين عاما دون ان يرتكبوا اية مخالفة مرورية... ومن بين هؤلاء كانت السيدة امينة علي صائب الرحال صاحبة أول إجازة سوق خصوصي حصلت عليها عام 1936 وحدثتنا قائلة:
انا من مواليد بغداد عام 1919 وكان والدي قائممقاما عسكريا في زمن العثمانيين ومديرا للمدرسة الحربية في اسطنبول ثم أصبح فيما بعد قائمقاما مدنيا لعدد من المحافظات حيث كان كثير التنقل خلال ايام الشباب كنت أميل الى تعلم السياقة فما ان تجاوزت الثامنة عشرة من عمري وبعد ممارسة جيدة ومستمرة بالسياقة قدمت طلبا الى مديرية المرور لمنحي اجازة سوق خصوصي وفعلا تم ذلك بعد اجتيازي للاختبار الخاص بذلك وهو ان يجلس الى جوارك احد رجال المرور اثناء السياقة لتحديد مستوى كفاءة السائق.
ورغم إنها تجربة جديدة بالنسبة لي ولكن تشجيع الأهل والأصدقاء بدد مخاوفي ما ساهم في اجتيازي الاختبار بنجاح منذ المرة الأولى وكان ذلك عام 1936. وانا أيضا أول محامية في العراق تمارس المحاماة بعد تخرجها وكان ذلك عام 1943 مع المحامي عبد الرحمن خضر وبقيت مدة سنتين ثم انتقلت الى التعليم والتفتيش حيث قضيت 29 عاما احلت بعدها الى التقاعد.
وهنا أود أن اذكر لك شيئا وهو إنني ابنة العم الفنان الراحل خالد الرحال وهو اصغر مني سنا.
          

* وهل تتذكرين شيئا عن طفولته؟
- نعم... فقد كان يميل منذ طفولته الى الرسم والنحت واتذكر كيف كان يقلع الجام المنكسر والشبابيك ويضع عليه الطين ثم يصنع منه تماثيل باشكال مختلفة وكانت والدته غالبا ما تؤنبه على ذلك خوفا عليه لانه كان يعمد الى كسر زجاج الشبابيك احيانا لهذا السبب.
    
* وهل تتذكرين اسم وموديل اول سيارة امتلكتيها؟
- كان اسمها على ما أذكر بيبي فورد وذلك في عام 1936 ..
فبادرتها مستفسرا عن رد فعل الناس انذاك الذين كانت تمر من أمامهم اول امرأة عراقية وهي تقود سيارتها بنفسها فردت قائلة:
- رغم وجود بعض النساء الأجنبيات اللائي كن يمارسن السياقة بشكل اعتيادي إلا اني كنت عندما أمر بسيارتي في احد الشوارع ويعرفون إنني عراقية كان بعضهم يصاب بالدهشة والاستغراب. وخصوصا الأطفال الذين كانوا يصفقون لي في مداعبة طريفة لا تخلو من شغب طفولي بريء.. وبعضهم كان يمتعض غضبا لا يخلو من الشتائم لكوني إمرأة سافرة ولا أرتدي العباءة. ومن الطريف اني عندما كنت أتجول بسيارتي في شوارع بغداد كان بعض رجال الشرطة والمرور يؤدون لي التحية إعتقادا منهم اني موظفة أجنبية بمنصب كبير في السلك الدبلوماسي... فكنت اضحك في سري واتظاهر ((بالفخفخة))..
ثم تسترسل السيدة امينة في حديثها عبر شريط الذكريات عن بعض المواقف التي مرت بها قائلة:
من المواقف التي حصلت معي آنذاك انني استبدلت – خلال تلك الفترة سيارتي بسيارة أخرى وهي انكليزية الصنع وكان يجلس الى جواري شقيقي وخلال مرورنا في الشارع المجاور لبناية القشلة حيث كانت تمر به عربات تجرها الخيول... فإذا بي أفاجأ بظهور العربة حيث لم أتمكن حينها من إيقاف السيارة ما أدى الى اصطدامي بالحصان وإصابته بجروح بليغة ولكني تحملت تعويض وتصليح العربة ماديا.
* والان ما نوع سيارتك؟
- املك حاليا سيارة فولكس واكن المانية الصنع... وانا اعتز بها لكونها اقتصادية ومعتدلة السرعة.
* وماذا عن الغرامات المرورية في الوقت؟
- مضى علي اكثر من خمسين سنة لحصولي على الإجازة وحتى ألان لم ارتكب اية مخالفة مرورية!! لا تستغرب عندما أقول إنني لا اعرف مقدار الغرامة المرورية آنذاك لأنني لم ادفع اية غرامة في حياتي.
 
ولو اني اذكر شيئا انه لم تكن هناك إشارات ضوئية في شوارع بغداد ما عدا واحدة عند تقاطع الجسر الحديدي نتوقف عندها عندما يمر القطار.
  
بالإضافة الى قلة السيارات في الشوارع لان وسائط النقل كانت لاتتعدى عربات تجرها الخيول والكاري.
* وأخيرا أود ان أسألك لو فرضنا جدلا بعد كل هذه المسيرة الطويلة مع السياقة بلا مخالفة ان تستوقفك احد رجال شرطة المرور, ليقطع لك وصلا بمخالفة مرورية فماذا سيكون رد فعلك؟
- لا أظن ان ذلك سيحدث وان حدث ذلك لا سمح الله سأتجاوب مع ما يمليه علي القانون من واجب علي – كمواطنة ومحامية- تعرف هذا الأمر أكثر..
  
الگاردينيا: للأمانة...المادة قديمة أرسلها صديق المجلة وقد نشرت في عدد من المواقع والصحف... وهذا لايقلل من أهمية المادة.. فشكرا لصديقنا العزيز وبارك الله فيه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....