ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-العراق
سألني الصديق الاستاذ سنان احمد حقي عن العقيد عبد اللطيف الدراجي (رحمه الله ) ، والذي استشهد في حادث سقوط طائرة المشير الركن عبد السلام محمد عارف في منطقة النشوة بالبصرة مساء 13-14 نيسان سنة 1966 وقال انه لم يقرأ عنه شيئا كثيرا ولايعرف مصيره .
وكما هو معروف فأن العقيد عبد اللطيف الدراجي هو واحد من ابرز قادة ثورة 14 تموز 1958 التي اسقطت النظام الملكي الهاشمي في العراق واقامت جمهورية العراق والدراجي كان –بحق –الضلع الثالث في مثلث تنفيذ الثورة مع الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام محمد عارف فقد كان امرا للفوج الاول من اللواء 20 الذي نفذ الثورة مع اللواء 19 بقيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم .
وعبد اللطيف جاسم عبد الله حيدر عبد علي الدراجي وهذا هو اسمه الكامل من مواليد مدينة الرمادي بمحافظة الانبار سنة 1913 . كان والده موظفا في دائرة البرق والبريد والهاتف .اكمل دراسته الاولية في مدرسة الفلوجة الابتدائية للبنين ودخل دار المعلمين الابتدائية في بغداد وتخرج فيها سنة 1933 وصار معلما في مدارس هيت والبو عيثة.. لكن التعليم لم يوافق هواه ودخل الكلية العسكرية الملكية ببغداد سنة 1937 ضمن حصة أبناء العشائر وتخرج فيها برتبة ملازم ثان سنة 1938 . ونظرا لتميزه فقد اختير ليكون معلما في الكلية العسكرية . وبعد ذلك انتقل الى الوحدات الفعالة وتدرج في المناصب العسكرية وأعيد للعمل في الكلية العسكرية حتى سنة 1957 حيث رقي الى رتبة عقيد ونقل ليكون آمرا للفوج الاول في اللواء العشرين وكان يعسكر انذاك في شمالي العراق ، وهناك التقى كل من الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف المرحوم عبدالسلام عارف، كما انه التقى أيضاً الزعيم عبدالكريم قاسم وتم الاتفاق بين الثلاثة على تنفيذ خطة الثورة وتغيير النظام . وبعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 تسلم امرية اللواء ال20 وظل كذلك حتى 14 اب 1958 عندما عين امرا للكلية العسكرية 1958-1959 ويبدو انه كان يحرص على ان يكون بين طلبته في الكلية العسكرية لاطول فترة ممكنة لكن الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أراده في موقع اخر ، فصدر مرسوم جمهوري بتعيينه متصرفا (محافظا ) للواء الكوت (محافظة واسط ) 1959-1961 فمتصرا للواء الموصل (محافظة نينوى ) 1961-1963 فسفيرا للعراق في ليبيا 1963-1964 ثم سفيرا للعراق في تركيا 1964-1965 .
استوزر للداخلية في وزارتي عارف عبد الرزاق وعبد الرحمن البزاز وكان عضوا في مجلس الرئاسة عند سفر المشير الركن عبد السلام عارف الى الدار البيضاء لحضور مؤتمر القمة العربية في ايلول 1965 الى جانب كل من عارف عبد الرزاق رئيس الوزراء واللواء عبد الرحمن محمد عارف رئيس أركان الجيش وكالة. .
عرف العقيد(اللواء فيما بعد حيث رقي الى هذه الرتبة ) عبد اللطيف الدراجي بأنضباطه العسكري ، وشجاعته ، واقدامه ،ونظافته ونزاهته ، وحبه لوطنه ، ولاخلاصه لمبادئه وقيمه ،وبأريحيته وقد تمتع بأحترام اصدقائه وزملائه .رحم الله اللواء عبد اللطيف الدراجي(أبو صفوان ) وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه .
جزاك الله خير
ردحذف