الخميس، 9 مايو 2013

في مدرسة ابي تمام الابتدائية للبنين ...مدرستي بقلم :الدكتور ابراهيم خليل العلاف

في مدرسة ابي تمام الابتدائية للبنين ...مدرستي بقلم :الدكتور ابراهيم خليل العلاف
******************************************
مدرسة ابي تمام الابتائية للبنين هي  من المدارس الابتدائية العريقة في الموصل وكانت هي والمدرسة القحطانية والعدنانية والحسينية والعراقية تحتل مكانة متقدمة في سجل المدارس الموصلية  الحديثة ان كان ذلك على اساس ملاكها او نتائجها او ادارتها .
دخلت مدرسة ابي تمام في السنة 1951 وكان مدير المدرسة الاستاذ محمد النعيمي وتخرجت منها سنة 1957 ومديرها الاستاذ الحاج عز الدين المختار وتقع المدرسة في منطقة عبدو خوب قرب بيوت ال الطالب وكانت للبنين فقط ولم تكن مختطة ومن المعلمين البارزين فيها محمد اسماعيل وغصوب الشيخ عبار وابراهيم النجار وفرج عبد الاحد سيبا ومحمد امين حاجي البرواري وكان غانم ذنون معلم الرياضة وكنا نداوم 4 دروس صباحا و2 بعد الظهر ماعدا الاثنين والخميس وكانت مدرسة متقدمة ولدينا نشاطات غير صيفية وكان لدينا حقل نزرعه في حديقة الشعب في الجانب الايسر من المدينة (قرب مدينة الالعاب حاليا ) نذهب اليه برفقة المعلمين كل اسبوع (يوم الاثنين ) .. وكان للمدرسة سفرات ومن الاماكن التي كنا نذهب اليها البقاق والاربجية ... والاستاذ محمد النعيمي كان استاذا طيبا ومثله الاستاذ عز الدين المختار (لدي مقال عنه منشور في النت ) ومدرسة ابي تمام الابتدائية هي غير روضة ابي تمام النموذجية في الجوسق ومن زملائي خالد علي محو شقيق الدكتور عجيب ومن زملائي الحاج ابو معاذ الشيخ نافع عبد الله ومن زملائي الخطاط والخطيب في جامع فتحي العلي الاستاذ علي حامد الراوي ومن زملائي اكرم طه الخشاب .وللاسف ليست لدي صورة للمدرسة وبالامكان اخذها الان .وقد ترك الاستاذ محمد اسماعيل معلم اللغة العربية تأثيرا  علي وكان يكلفني بأستنساخ ما يختاره من مقالات عن ابن خلدون وابن بطوطة وطه حسين وعبد الرحمن الرافعي فأستفدت من ذلك كثيرا ، وكان معلما صارما لكنه طيبا مع التلاميذ وفيما يلي ماكتبته عن مدرسة ابي تمام  في مذكراتي الموسومة :"جني العمر :سيرة وذكريات " وهي غير منشورة :
" كان مدير مدرستنا الحاج محمد ألنعيمي وكان ولده أيمن من زملائي في المدرسة ،وبعده تولى الإدارة الحاج المربي عز الدين المختار وكان ولده سعد صديقي وقد نال فيما بعد الدكتوراه وأصبح أستاذا ورئيسا لقسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الموصل .ومن معلمي مدرستنا الأساتذة محمد إسماعيل، وغصوب الشيخ عبار، وغانم ذنون، وزيدان كركجة، وفرج عبد الأحد سيبا ،وإبراهيم بطرس ابراهيم(1903 – 1962 ) .وقد عرفت فيما بعد ان الاستاذ ابراهيم بطرس ابراهيم كان كاتبا ومترجما وقد وثق له الاستاذ حميد المطبعي في موسوعته :"موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين " فقال بأنه نشر العديد من مقالاته الاجتماعية والاخلاقية في مجلتي "النجم " و" النور " .وله مؤلفات ومترجمات مطبوعة منها "أربع محاضرات تاريخية " وهو كتاب مترجم 1949 وله كتاب مترجم اخر عنوانه " العصر الذري " 1954 وله كتاب اخر بعنوان : " كيف تختار لك مسلكا ناجحا " 1958 وقصة مترجمة بعنوان : " بلاد العميان " طبعت بدون تاريخ . ولازلت اتذكر بأنه كان اعرجا . ومن الامور التي افادنا بها عند تدريسه لنا اللغة الانكليزية انه كان يطبق ما يعلمنا اياه تطبيقا عمليا فعلى سبيل المثال كان يذرع الصف ذهابا وجيئا ليعلمنا اليسار واليمين في الحركة .وقد احببت ذلك المعلم وظلت علاقته به متواصلة حتى انتقاله من الموصل على ما اظن ثم وفاته .وهنا اود القول ان المعلمين الذين ذكرتهم لم يكونوا معلمين تقليديين بل كانوا مدارس قائمة بذاتها ..كانوا كتلة من الحيوية، والاخلاص ،والمعرفة، والصدق ..كنت اجدهم مربين من الدرجة الاولى. واود ان اشير الى انني هربت يوما من الزقاق في محلتي رأس الكور ،وكان يوم عطلة ، عندما شاهدت معلم اللغة الانكليزية الاستاذ فرج عبد الاحد سيبا (فرسيبا كما يسميه التلاميذ حينذاك ) يمر في الشارع ومع هذا فأنه رأني وجاء يوم السبت ليرسل في طلبي ويسألني لماذا كنت في الزقاق يوم الجمعة ؟ لم اكن اشعر بان واحدا من اولئك المعلمين كان قاسيا مع التلاميذ وحتى معلم اللغة العربية الاستاذ محمد اسماعيل (وكان يعرف أبو جاسم ) ،والذي يبدو وكأنه كان معروفا بالقسوة، الا انني كنت أجد قسوته في محلها،فالتلميذ الذي يقرأ في مادة القراءة موضوعا ويخطأ في قراءته كان المعلم يكلفه بكتابة الموضوع عشرين مرة ويقول له اذا لم يتوفر لديك الورق الكافي فأنا مستعد لتزويدك بما تحتاجه وعندما يأتي التلميذ وقد أنجز الواجب يقوم المعلم بأخذ الواجب وتمزيقه ووضع ما مزق في سلة المهملات، وعندما نسأله لماذا يفعل ذلك يقول ان الهدف قد تحقق فالتلميذ اصبح يخشى ان يخطأ باللغة العربية ويقرأ بشكل صحيح. كما أن خطه(ويُعرف بالمشق انذاك ) سيصبح بمرور الزمن جميلا وقويا والخط الجميل- كما يقول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام- يزيد الحق وضوحا . هكذا كان المعلمون مربين ويهتمون بتدريب تلاميذهم وتقوية ملكاتهم واشعارهم بالاهمية في المجتمع وهذا بدون شك يسهم اسهاما فاعلا في تكوين شخصياتهم في قابل الايام . وفي المدرسة تفتح ذهني على القراءة وكان لمعلم اللغة العربية الأستاذ محمد إسماعيل دور في تنمية الرغبة عندي للقراءة ومن ذلك انه كان يكلفني باستنساخ موضوعات يختارها من الكتب وقد تعلمت الكثير من هذه الوسيلة فلأول مرة عرفت ابن بطوطة ،وأبي تمام، والمتنبي ،وابن خلدون ،وتشارلز ديكنز وأنا لما أزل تلميذا في المدرسة الابتدائية . من المعلمين الذين علموني كذلك في مدرسة ابي تمام الاستاذ ابراهيم رمضان النجار وقد درسني الانكليزية والاستاذ زيدان كركجة وقد درسني الحساب والاستاذ مصطفى حسين وقد درسني الجغرافية ، والاستاذ ذنون يونس وقد درسني الاشياء والاستاذ  مصطفى محمد وقد درسني اللغة العربية .وهنا نسيت أن اذكر بأن جدي أدخلني قبل أن التحق بالمدرسة الابتدائية في كتاب الملا إسماعيل بن مصطفى الخفاف في جامع عبد الله المكي بشارع المكاوي القريب من بيتنا وفي الكتاب (الملا ) تعلمت شيئا من القران الكريم والقراءة والحساب ".

*كتبتُ هذه السطور استجابة لطلب واسئلة الاخ الدكتور علي عيسى نجم عميد  الكلية المفتوحة في الموصل ولديه بحث عن مدارس الموصل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...