ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-العراق
الاستاذ كمال ابراهيم ، من الاساتذة الجامعيين العراقيين الرواد وهو كمال بن إبراهيم بن محمد بن حسن بن حمادي العبيدي ..كان عميدا لكلية التربية ببغداد وكانت من قبل ثورة 14 تموز 1958 تسمى دار المعلمين العالية .عندما يٌذكر الكسائي رئيس مدرسة الكوفة يُذكر الاستاذ كمال ابراهيم فلقد تخصص بالكتابة عنه . كان رئيسا لقسم اللغة العربية في دار المعلمين العالية وكان رئيسا لتحرير مجلتها الرائدة "الاستاذ " لسنوات ..
ولد الاستاذ كمال ابراهيم في محلة الشيوخ بمدينة الاعظمية ببغداد سنة 1910 ودخل الكتاب ثم اكمل دراسته الابتدائية وبعدها دخل مدرسة الامام ابو حنيفة وبعد تخرجه التحق بجامعة ال البيت ببغداد وكان امينها العام الاستاذ فهمي المدرس ،وتخرج فيها سنة 1927 .
سافر الى مصر وحصل على شهادة الدبلوم من كلية دار العلوم العليا في القاهرة سنة 1932وانخرط بعد عودته الى العراق في سلك التدريس ثم اختير ليكون مديرا للمطبوعات العامة فمديرا لاذاعة بغداد حتى سنة 1941 .وكما هو معروف فأنه كان مناصرا لحركة مايس الوطنية القومية ضد الانكليز والسلطة الحاكمة سنة 1941 ويذيع بياناتها بنفسه من اذاعة سرية نُصبت في احدى بساتين الاعظمية .لذلك وبعد فشل الحركة فُصل من وظيفته وظل متخفيا لثلاث سنوات وقيل انه كان يلبس ملابس القسس تمويها للسلطة الحاكمة وخوفا من ان تُلقي القبض عليه .وعندما صدر العفو عن المشاركين بالحركة عاد الى الحياة العامة .
عُين سنة 1947مدرسا في دار المعلمين العالية وبعدها اختير ثانية ليكون مديرا عاما للدعاية في سنة 1950 وسرعان ماأعيد مدرسا في دار المعلمين العالية وتولى رئاسة قسم اللغة العربية فيها بعد ان تدرج ليصبح استاذا (بروفيسورا ) . وبعد ثورة 14 تموز 1958 ببضعة اشهر اختير لوكالة عمادة كلية التربية ثم عميدا أصيلا لها ..
كتب عنه صديقنا الاستاذ حميد المطبعي في " موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين " فقال :" انه باحث ادبي ،مصوب لغة " في عقد الثلاثينات من القرن الماضي تصدى لاغلاط الادباء والكتاب وجادلهم كثيرا في الصحف المحلية وفي مجالس الادب واصدر في ذلك كتابا بعنوان :" أغلاط الكتاب " طبعه سنة 1935 وظهر منه الجزء الاول ومن مؤلفاته :الاخرى "عمدة الصرف " وله " الاساس في تاريخ الادب العربي " الفه بالاشتراك .وقيل ان له كُتبا مخطوطة منها :"أغلاط الشعراء " و" دراسات في فقه اللغة " و" دراسات ورسائل عن رجالات الفتح العربي " و"نقود وردود في اللغة " .كما ان له عددا كبيرا من البحوث والدراسات والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات وله احاديث اذاعية كثيرة في اللغة والادب والنقد .وممن كتب عنه الاستاذ وليد الاعظمي قي كتابه :"أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران "والذي نشرته مكتبة الرقيم ببغداد سنة 2001 .
وجدتُ للاستاذ كمال ابراهيم في مجلة "الاستاذ " وحدها البحوث التالية وهي في مكتبتي الخاصة وقد طلبها مني قبل أيام احد الاصدقاء الاساتذة الذي قال لي بأنه قد كلف له طالبا لدراسة جوانب مما تركه الاستاذ كمال ابراهيم وهذه البحوث هي :
*" أعلام النحويين : الكسائي رئيس مدرسة الكوفة النحوية " القسم الاول
*" الكسائي رئيس مدرسة الكوفة النحوية " القسم الثاني .
*انحطاط العربية في العراق :اسبابه وعلاجه .
*ابو العباس المبرد
*ابن المقفع
انتخب سنة 1971 عضوا عاملا في "المجمع العلمي العراقي" .وفي الاول من اذار سنة 1973 مثل المجمع العلمي العراقي في " مؤتمر توحيد المصطلحات العربية " بدمشق -سوريا ، لكن صحته بدأت بالتدهور فأحال نفسه على التقاعد وجاء أجله -رحمه الله - في اليوم الموعود حين توفي صباح يوم الخميس 14 ربيع الثاني 1393هـ، الموافق سنة 1973 م عندما كان يناقش رسالة للماجستير في جامعة بغداد ، وقد شيع في موكب مهيب الى جامع الامام الاعظم ابو حنيفة النعمان ودفن في مقبرة الخيزران في الاعظمية .
رحم الله الاستاذ كمال ابراهيم وجزاه خيرا على ماقدم للغته ووطنه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق