الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ..................الحلقة ( 19) فغش الشتي ؛ لمقام السهر


أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ..................الحلقة ( 19) فغش الشتي ؛ لمقام السهر
بقلم : محمد مناف ياسين
فغش الشتي ؛ لمقام السهر
وعذرا فانا لااريد تحويل ( الغين ) الى عقدة لغوية بقدر تنمية موسيقاها اللفظي وجماله ٠٠
يتحدث العنوان اياه عن التهيؤ للشتاء البارد في البيت الموصلي الذي يخضع لتبدلات تستوجب الاعتناء بها اماكنا واشخاصا ٠٠ فعند الخريف وفي منتصفه على الغالب تكون سيدة البيت متهيئة لبرد الشتاء في بيتها ٠٠ وهذا يستلزم الكثير من الجهدوالتفكير بالبرد المتوقع والاولاد وامكانية زيادة الزيارات في ( تعليله ) يحبها الجميع ويرتاحون اليها ٠٠ لانها تبسط الحياة وتقرب الناس للناس اكثر ٠٠
وقد يكون السكن غرفة واحدة وقد يكون اكثر في كل الحالات لابد للغرفة التي تسهر فيها الاسرة مع اصدقائها وفي العادة يكون هناك مجالا ارضيا لفتحة الباب ! هذا ما اذكره في تجربتي الشخصية ٠٠! يصبح هذا جزء هاما من شكل الغرفة او ما نسميه اليوم ( ديكور )٠٠ يتوجب على من يدخل الغرفة ان لايدخل باحذيته ويتركها عند الباب او في المجال الداخلي المخصص لذلك ٠٠ وهنا تدخل اهمية ان يتقدم الضيف او حتى ابن البيت اوابنته بجواريب شتوية جميلة يهتم من يريد بشكلها وجدتها والوان حياكتها ! وانتشر في اوائل الخمسينات لبس ما اطلق عليه ( البنتوف ) ٠٠ او نسج شبه جورب للقدم فقط ٠٠ يستطيع الضيف او احد افراد الاسرة المشاركه بالصلاة ٠٠
لابد اذا ان يدخل الضيف الى المكان باحترام لما تهيا له وللجميع فتكون ( الحصيرة ) وتباع في الاسواق عادة وهي التي تحمي من البرد واية رطوبة ممكنة ويفرش فوقها السجاد ( ويكون بتسمية المحفوغة ) هذه المحفوغة هي وجه البيت ومظهره الاهم لدى اهل البيت ٠٠
اذكر ان ضيفا جاءنا وهو من بيئة اخرى فاقترح شيئا مساعدا وقدمه لأهل البيت معتذرا فهو قد صنعه لبيته اولا وهو نوع من صندوق بفتحات مناسبه لوضع الاحذية ٠٠ واذكر ان جدلا بسيطا واستحسانا قد نال من الجميع ٠٠ وقد يكون الحديث المبدئي للزائر الجديد هو نوع السجاد ! حجمه ! حياكته ! كم من الخيوط في مساحته وقماشتها وغالبا ما تكون سيدة البيت الموصلية قد هيات مكانا اضافيا للمنقله او ( صوبه) تصنع محليا وحين فتحنا عيوننا كانت الصوبة ( الخضراء = علاء ) تزهو بنارها الجميلة وفتحات غطاؤها يشكل اجمل الرسوم المختلفه في سقف الغرفة ٠٠ يستمتع بها الصغار وكانهم كما نقول اليوم يقدمون فلما سينمائيا خاصا ٠٠٠ شاشة السقف المتنوعة والكثيرة كانت اول عمل سينمائي حدثني به صديق قديم ٠٠ ذاك قبل ان يحل التلفزيون علينا ٠٠ ومن ثم محطاته المتراكمه عددا٠٠
ذاك الفغش ( فرش ) مقام الجلوس والاستقبال يتكرر. في الموصل كل شتاء ربما حتى اليوم ٠٠! وتطل على العراقيين اليوم الف محطة تلفزيونية ٠٠ كان العالم المحدود بمقام الاستقبال والسهر عالما تخلقه سيدة البيت وسعيدة من كان لديها مساعدة من ابنة او اخت او حتى جارة ٠٠ فقدكان الجار في عصرنا المتوارث الهدوء ٠٠ مزين باخوية وعائلية يعرف اهميتها اهلنا ومن ربينا بين ايديهم ٠٠
كانت السهرات ( تعلولة ) احاديث طيبة واقاصيص استنبتت الحياة اليومية ٠٠ وجعلت ليل الشتاء حميميا عميق الدفء ٠٠ تتنفس فيه المحبة والصداقة ٠٠


مناف ياسين ٠٠
اواخر تشيرين الثاني ٢٠ ٢١



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فتح القسطنطينية ...................في كتاب

  فتح القسطنطينية ...................في كتاب -ابراهيم العلاف مما هو متوفر في مكتبتي الشخصية ، كتاب صغير بحجمه لكنه كبير بمضمونه ، صدر عن اله...