الخميس، 2 أبريل 2015

البطاقة الاخيرة قصة قصيرة جدا بقلم : ثبات نايف

البطاقة الاخيرة 
قصة قصيرة جدا بقلم : ثبات نايف

وقف امام النافذة الاولى وناولهم ورقته فاستلمتها الموظفة الشابة واشارت له الى النافذة المجاورة
ارهقوه بطلبات كثيرة ..... استنسخ هويتك الخاصة استنسخ شهادة الجنسية التي تثبت عراقيتك نريد اربعة صور حديثة خلفيتها بيضاء نريد بطاقة السكن الاصلية ولاتنسى البطاقة التي تزودك بغذائك انت واسرتك مجانا منذ خمسة وعشرين عاما وهكذا من نافذة الى اخرى ومن موظفة الى اخرى واسئلة كثيرة وهو يجيبهم ثم يامرونه بالذهاب وتعال بعد شهر ويعود لم نكملها تعال بعد شهر اخر ثم اخر ..
وبعد ان اكمل كل طلباتهم قالوا له والان نطلب منك صحة صدور هذه المستمسكات فقد تكون مزورة
احس بصداع شديد وخرج من البناية ، مشى بطيئا فشعر بتعب جلس على مدرج الباب الخارجي وراح يرقب الناس في دخولهم الى المبنى وخروجهم منه فكر ، وجوه متعبة مثله ، قضت معظم ما كتب الله لها من عمر في عمل متواصل كل ايام السنة عدا يوم الجمعة شهور جرت شهور وسنين جرت سنين حتى اكمل الخدمة القانونية فكان يوما حزينا طلب تاجيله لكنهم رفضوا قالوا له ،لتاخذ الاجيال الشابة مكانها في عجلة الحياة قال مستسلما
حق ...
قالها على مضض وكاد ان يسالهم ماذا سافعل بالوقت ؟
وهكذا سلموه امر احالته على التقاعد وهاهو يراجع هذه المديرية التي ستنمحه راتبه التقاعدي البسيط ولكن سيقيه مر الحاجة والسؤال ربما سيكون المبلغ ثلث راتبه الذي كان ولكنه افضل من لاشي
نظر الى وجوه الناس ..لفت نظره كثرة النساء المسنات وقال مع نفسه
ارامل يعشن هانئات برواتب ورثنها عن الازواج ثم هز راسه هن رابحات منهم دائما في الحياة والممات
ربما مرت سنة كاملة عندما وقف امام الشباك الاخيرالذي يطل منه وجه موظفة بشوش قالت له
- اهلا استاذ لقد اكملنا بطاقتك
مد يده و لايدري لم خيم على نفسه حزن شديد فقد شعر ان تلك البطاقة تعني بداية انتظار النهاية التي لابد منها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...