الجمعة، 24 أبريل 2015

رحيل الشاعر السوداني الكبير محمد مفتاح الفيتوري

رحيل الشاعر السوداني الكبير محمد  مفتاح الفيتوري… شاعر القضايا الانسانية والسياسية الكبرى

بقلم : الطاهر الطويل

أبريل 24, 2015
الرباط ـ «القدس العربي»: هذه المرة لم يعد الأمر مجرد إشاعة، فقد غيب الموت شاعر السودان وإفريقيا والعرب الكبير محمد الفيتوري بعد معاناة طويلة مع المرض. ولفظ الفيتوري أنفاسه الأخيرة الجمعة في مستشفى الشيخ زايد في العاصمة المغربية الرباط، حيث كان يخضع للعلاج. اشتهر الراحل بقصائده التي تتغنى ببلاده وبالقضايا العربية القوية، بالإضافة إلى الحضور الطاغي لموضوع الزنجية في العديد من نصوصه الشعرية، حيث كان ينتصر لكرامة وإنسانية المواطن الإفريقي بغض النظر عن اللون أو الجنس، حيث يقول في إحدى قصائده:
قلها لا تجبن .. لا تجبن
قلها في وجه البشرية
أنا زنجي
وأبي زنجي الجد
وأمي زنجية
أنا أسود
أسود لكني حر أمتلك الحرية.
ورغم التزام الفيتوري بالتعبير عن همومه الإفريقية والعربية والإنسانية عامة، فإن ذلك لم يحل دون وجود جانب رومانسي فيه، حيث تغنى بالحب مرارا، مثلما يرى الأديب والإعلامي شاكر نوري في ملف عنه نشر العام الماضي في مجلة «الدوحة»، فالحب في نظر الفيتوري، جسر يمتد بين عاطفتين، وبين كائنين، وبين ذاتين في انصهارهما الوجداني والحميمي، وكل عاطفة إزاء المرأة هي صادقة، وهي التي تمّده بالإبداع والعطاء، والإيجابية،. وقد عرف الشاعر الحب مرات عديدة، وهو يعتبره مقياساً لرجولته، فهو الرجل الملتهب، بخرائط إفريقيا، هذا الزنجي، المندفع نحو شهواته وغرائزه وولهه، كان حبه الحقيقي الأول على حد تعبيره لشاعرة بيضاء لا يذكر اسمها، والفيتوري عامة لا يذكر أسماء نسائه، بل يحوّل جميع النساء إلى امرأة واحدة، هي امرأة الحلم، هي التي علمته العشق وأنضجته رجلاً، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره بعد، وفتحت حواسه على معنى الحب. لكن سرعان ما أصبح ذلك الحب مثاراً للشك والغيرة، ولم يكن لها ذنب سوى أنها بيضاء، وهو الزنجي الذي يحمل كبرياءه على كتفه، وكان ذلك الحب ندياً وقاسياً.
للفيتوري وجه آخر، اشتهر به في حياته، هو جزء الإعلامي، إذ مارس الصحافة سواء خلال مقامه في مصر أو في لبنان أو السودان أو ليبيا. وهو من مواليد عام 1936 بالسودان، ونشأ في الإسكندرية حيث حفظ القرآن ودرس بالمعهد الديني، ثم انتقل إلى القاهرة حيث أكمل تعليمه في كلية الأزهر . وقد عمل خبيرا إعلاميا في الجامعة العربية، وعمل مستشارا ثقافيا في السفارة الليبية في إيطاليا، ومست، كما شغل منصب مستشار وسفير بالسفارة الليبية ببيروت، وعمل أيضا مستشارا سياسيا وإعلامياً بسفارة ليبيا في المغرب. واختار المغرب مقاما ومستقرا له، إلى حين وفاته.
من دواوينه الشعرية: «أغاني إفريقيا»، «عاشق من إفريقيا»، «اذكريني يا إفريقيا»، «سقوط بشليم»، «معزوفة لدرويش متجول»، «سولارا»، «الثورة والبطل والمشنقة»، «أقوال شاهد إثبات»، «ثورة عمر المختار»، «ابتسمي حتى تمر الخيل»…
من فضاءاته الشعرية، اخترنا ما يلي:
أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقي
واذا الفجر جناحان يرفان عليك
واذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي
والذي شد وثاقا لوثاق
والذي بعثرنا في كل وادي
فرحة نابعة من كل قلب يابلادي
أصبح الصبح
وها نحن مع النور التقينا
التقى جيل البطولات
بجيل التضحيات
التقى كل شهيد
قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض
بذور الذكريات
أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا
بالذي اصبح شمسا في يدينا
وغناء عاطرا تعدو به الريح
فتختال الهوينى
من كل قلب يا بلادي
فرحة نابعة من كل قلب يا بلادي…
*القدس العربي http://www.alquds.uk/?p=382861

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...