الى صديقي الاستاذ أزهر العبيدي...مع التحيات
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
تعود معرفتي بأخي وصديقي العزيز الاستاذ أزهر سعدالله العبيدي الى سنوات طويلة ، وما جمعنا ، هو الكتاب والبحث في تاريخ وتراث وانساب وأسر الموصل .. وجدته وهو الضابط في الجيش العراقي مولعا بالكتابة والبحث في تراث مدينته الموصل ، وتاريخها ، واهلها ، وعاداتهم ، وقيمهم ، وتقاليدهم ، وحكاياتهم .
ومما يُسجل في هذا الصدد ، أنه كان من أوائل من استجاب لدعوتنا في مركز دراسات الموصل التابع لجامعة الموصل في الكتابة عن تاريخ محلات (أحياء ) الموصل القديمة والعريقة ، فكتب عن محلة وجادة باب لكش كما كتب عن "باب الجديد " . وأصدر كتابه الجميل :"الموصل أيام زمان " ، فكان كتابا مفيدا لايستغني عنه أي موصلي لما فيه من مباحث مهمة عن الموصل ، وتاريخها، وتراثها، واسواقها ، وخاناتها ، وعاداتها .وقد طبع أكثر من مرة لاهميته واعتباره كتاب الاسرة الموصلية بحق وحقيق .
الاستاذ ازهر العبيدي باحث دؤوب ، لايكتفي بما هو مسطور في الكتب - كما يفعل غيره - بل نراه ، وقد حمل كامرته يجول ، ويصول في الاسواق والاحياء والقيصريات وبين ابناء الحرف والمهن يسأل ويستفسر ويسجل ويوثق وهكذا ؛ فكتاباته أصيلة، وذات قيمة علمية كبيرة لايعرفها الا من كابد البحث وعرف مشقته .
تيسرت لي فرصة السفر معه سنة 2010 الى مدينة " عشق اباد " عاصمة تركمانستان ، وكنا مدعوين سوية لحضور مؤتمر عن تاريخ الشعب التركمانستاني، وهناك إختبرت صبره ، وطيبته ، ووفاءه ، وتواضعه .
الاستاذ ازهر العبيدي هو أزهر سعدالله خليل حياوي العبيدي ، وهذا هو اسمه الكامل . ولد في محلة جامع خزام بالجانب الايمن من مدينة الموصل عام 1946، ودخل المدرسة الابتدائية في السنة الدراسية 1951-1952 في مدرستي الزهراء للأحداث في محلة الباب الجديد والوطن للبنين في محلة باب لكش، وأكمل الابتدائية في العام الدراسي 1956-1957. ثم انتقل إلى متوسطة أم الربيعين للبنين في محلة الدواسة، ونجح إلى الثانوية في العام الدراسي 1959-1960 حيث نقل إلى الإعدادية الشرقية للبنين قرب الجامع المجاهدي وتخرج منها في العام الدراسي 1961-1962.
سافر إلى بغداد في العام الدراسي 1962-1963 لإكمال دراسته الجامعية في جامعة بغداد، فقبل في معهد اللغات العالي - قسم اللغة الروسية، لكنه ترك الدراسة في المعهد وهو في الصف الثاني في السنة الدراسية 1963- 1964 ليلتحق بالكلية العسكرية بدورتها (43) في الاول من كانون الثاني 1964. وتخرج في الكلية العسكرية برتبة ملازم ثان في 6 حزيران 1966 بعد إكمال ثلاث سنوات دراسية، وعيّن في صنف المدفعية حيث تدرج في الرتب والمناصب القيادية العسكرية الى ان وصل الى رتبة قائد فرقة .
اشترك مع كتيبته في حرب حزيران 1967 على جبهة الأردن في منطقتي البحر الميت والناعور ثم المفرق ونقل بعد ذلك إلى كتيبة مدفعية الميدان 48 المشكلة حديثاً في معسكر الغزلاني في الموصل بمنصب ضابط موضع مدافع لعدة أشهر.
قبل في كلية الأركان بدورتها (43) ودخلها في 31 كانون الثاني 1976 وتخرج بتسلسل (14) من مجموع (68) ضابطاً في 22 تشرين الاول 1977، وعيّن في نهاية عام 1985 بمنصب رئيس أركان فرقة المشاة السابعة ورقي إلى رتبة عميد ركن في 6 كانون الثاني 1987 . انتسب الى كلية الدفاع الوطني وحصل على درجة (دبلوم عال) أي ما يعادل (الدكتوراه) في 16 تشرين الاول 1994. وأحيل على التقاعد برتبة لواء ركن بعد الاحتلال الاميركي للعراق وحل الجيش عام 2003
نال عددا من الانواط والاسمة خلال حياته العسكرية منها نوط الخدمة العامة – نوط فلسطين– نوط التعاون حرب حزيران 1967 في الأردن – نوط السلام 11 آذار 1970 – نوط اليوبيل الذهبي للجيش العراقي 1971 – نوط 6 تشرين الأول 1973 – وسام الرافدين من الدرجة الأولى – وسام الرافدين من الدرجة الثانية - قدم ممتاز لمدة سنة لنجاحه في كلية الأركان.
أنجز عددا من الدراسات والبحوث العسكرية منها :
1. رسالة التخرج في كلية الأركان بعنوان: " السوق الأوربية المشتركة والحوار العربي – الأوربي" لنيل شهادة الماجستير في العلوم العسكرية.
2. " كراسة المواقف والتقارير والكشوفات الإدارية في الميدان مادة أساسية" .
3. بحث بعنوان : " تقليل الخسائر في المعركة" قدم إلى ندوة جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا عام 1987.
3. رسالة التخرج وكانت بعنوان :" التقدم التقني في الكيان الصهيوني وأثره على الصراع العربي الصهيوني" قدمت إلى كلية الدفاع الوطني - جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا لنيل شهادة (الدبلوم العالي).
اتجه بعد إحالته على التقاعد إلى النشر والتأليف والكتابة في الصحف، وكان أول إنتاج له ، وهو لا يزال في الخدمة ، كتاب: " الموصل أيام زمان" الذي أشرنا اليه آنفا . أما كتابه الثاني فكان بعنوان :" إمارة العبيد الحميرية" من جزأين عام 1993، وأصبح له إلمام جيد في مواضيع العشائر والأنساب والأسر الموصلية.
ثم أصدر كتابه الثالث :" أسماء وألقاب موصلية" عام 1999 وأحاط فيه بجميع الألقاب والأسماء التي تداولتها الأسر الموصلية مع شرحها وتوضيحها. وقام بتوثيق أسماء العديد من الأسر الموصلية وعاداتهم وتقاليدهم في كتابيه عن محلات الموصل القديمة :" جادة باب لكش" 1999 و" محلة الباب الجديد" 2001. ويحتفظ بمذكرات منضّدة على الحاسبة من أربعة أجزاء، الجزء الأول بعنوان :" العسكرية الحقيقية" ، والجزء الثاني بعنوان : " حرب الخليج الاولى " ، والجزء الثالث بعنوان :" حرب الخليج الثانية " ، والجزء الرابع بعنوان :" العراق الجديد " .ومن كتبه الاخرى :"العبيد في الموصل " 1993 و"الموصل في القرن العشرين "2010 و"الموصل عبر التاريخ " وقد صدر عن الدار العربية للموسوعات ببيروت 2011 و"حكايات الموصل الشعبية باللهجتين الفصحى والعامية " 2011 .
ومن الكتب التي تنتظر الطبع :
1. موصليات العبيدي.. الأعمال الكاملة
2. مجموعة قصص تراثية
3. صور الموصل عبر التاريخ 1000 صورة
4. السينما في الموصل
5. موسوعة الأسر الموصلية في القرن العشرين
عدّ من (لجنة أصدقاء جامعة الموصل) منذ العام 1995 ، التي كان من مهامها توثيق الصلة الثقافية بين أدباء المدينة ومجتمعها مع الجامعة، ورفد مركز دراسات الموصل وشارك في ندواته بعدة بحوث منها: " نظرة في التراث الشعبي" و" مكائن طحن الحبوب في الموصل" و" المرأة الموصلية بين الماضي والحاضر" ، ونشر العديد من المقالات إلى مجلة (موصليات) التي يصدرها مركز دراسات الموصل .
وفي الصحف والمجلات نشر مقالاته التراثية في مجلة التراث الشعبي البغدادية، و" مجلة الموصل التراثية " التي أسهم في تحريرها مع صاحبها ورئيس تحريرها الاستاذ غانم الحيّو عام 2004. ومن الصحف التي نشر فيها مقالاته : " الحدباء " و" البيضاء " و" البيرق" و" نينوى" ، ونشر معظم مقالاته الصحفية التراثية في جريدتي " عراقيون " و" فتى العراق" الموصليتان.
وفي العام 2007 أعدّ بجهود فردية مضنية انجازاً كبيراً بعنوان :" موسوعة الموصل التراثية" جمع فيها ما كتبه أدباء الموصل عن مدينتهم في " مجلة التراث الشعبي" العراقية، إذ قام بتصوير صفحات المقالات وتوضيحها وإضافة صور مدينة الموصل القديمة إليها، وتبنى مركز دراسات الموصل نشرها عام 2008 في مجلدين حجم المجلد الواحد (630) صفحة. ولديه مجلد آخر جمع فيه بحوثه التراثية ومقالاته الصحفية كافة بحجم (600) صفحة وبعنوان : " موصليات ... العبيدي" تزينه صور قديمة لم تنشر سابقاً لمدينة الموصل.
نتمنى للباحث والكاتب الموصلي التراثي الاخ والصديق الاستاذ ازهر العبيدي التألق الدائم وطول العمر والعافية ليستكمل دراساته وكتبه الاخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق