" النفحة المسكية في الرحلة المكية "
*******************************
سألني عنها أحد طلبة الدراسات العليا (محمد العبيدي ويدرس في الاردن ) .. وقال أنه يعد أطروحة حول هذه المخطوطة التي الفها المؤرخ العراقي الكبير عبد الله السويدي (توفي سنة 1760 م ) .. واقول ان المؤرخ عبد الله السويدي سجل في هذه المخطوطة أحداث الرحلة التي قام بها الى الديار الحجازية للحج سنة 1157 هجرية والتي توافق السنة 1744 ميلادية وفيها وصف لكل الاماكن التي مر بها وعلى الطريق من بغداد الى الموصل فحلب فدمشق فالمدينة المنورة ومكة المكرمة .
وقد نالت رحلته صدى واسعا بين أبناء جيله ، حتى ان هناك من نسخ منها نسخا عديدة وجدها المؤرخ العراقي الكبير الصديق الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف في مدرسة يحيى باشا الجليلي في الموصل ومكتبة المتحف ببغداد ومكتبة المتحف البريطاني وفي المكتبة الظاهرية بدمشق وفي مكتبة المدينة المنورة هذا الى انه توجد مختصرات منها .
واعتمد السويدي في تأليف رحلته هذه منهجا علميا دقيقا من خلال ضبطه لاسماء القرى والمدن والانهار والجبال وفي هذا تجاوز على غيره من الرحالة الاجانب في انه لم يترك صغيرة وكبيرة الا وذكرها في رحلته مما شاهده من معالم وما سمعه من اخبار وروايات ولم يقف عند هذا الحد بل كان يرجع الى جذور الاسماء كما انه كان يهتم بأشكال سطح الارض من جبال وتلال وسهول وانهار وهضاب ونبات .
ولم ينس ان يقول بأن الطريق الذي سلكه كان يتألف من 75 مرحلة ويمر بأكثر من 80 مدينة وقرية ويتراوح طول المرحلة بين 9-60 كيلو مترا وقد اعتنى بالمدن وتركيبتها السكانية وطوبوغرافيتها فقد عد الموصل وحلب وحمص وحماة ودمشق والمدينة المنورة مدنا عد تكريت بلدة ومعرة النعمان بلد والبيرة بليدة ووقف عند الاسواق في المدن والخانات واشار مثلا الى خان الاغوات الذي نزل فيه في الموصل.
وخان الاغوات يقع قرب جامع الاغوات في باب الجسر في الميدان الحالي وقد شيده اسماعيل اغا بن عبد الجليل واخوته عند قدومهم الموصل سنة 1702 اي سنة 1114 هجرية اي قبل توليه جكم الموصل سنة 1139هجرية اي سنة 1726 ميلادية وكان الخان معدا للتجار ويفصل بينه وبين الجامع الطريق المار من القلعة الى سوق الغزل والميدان وخصص ريع الخان كوقف لجامع الاغوات القائم حتى لحظة كتابة هذه السطور .
واهتم بالسكان وسماتهم وعاداتهم كما عني بالحياة الثقافية في ما مربه من مدن والتقى علماء وادباء وسجل اسمائهم وذكر نماذج من رسائلهم الادبية التي عكست ما كان يتميز به عصرهم كما وصف المدارس التي تضمها المدن والبلدات واساتذتها واوضاع التدريس فيها . ومما قاله مثلا ان صوت العلم في المدرسة السليمانية بدمشق ضعيف .
وقد إهتم المستشرقون والمستعربون برحلة السويدي . ومن هؤلاء المستشرق الروسي كراتشكوفسكي في كتابه :"تاريخ الادب الجغرافي العربي " .
ومما يزيدنا معرفة بهذه الرحلة ان الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف اورد في كتابه عن :"عبد الله السويدي سيرته ورحلته " ، الصادر ببغداد 1988 اقتباسات مطولة من " النفحة المسكية في الرحلة المكية " إستغرقت الصفحات من 91 الى 150 من كتابه آنف الذكر ........................ابراهيم العلاف
*******************************
سألني عنها أحد طلبة الدراسات العليا (محمد العبيدي ويدرس في الاردن ) .. وقال أنه يعد أطروحة حول هذه المخطوطة التي الفها المؤرخ العراقي الكبير عبد الله السويدي (توفي سنة 1760 م ) .. واقول ان المؤرخ عبد الله السويدي سجل في هذه المخطوطة أحداث الرحلة التي قام بها الى الديار الحجازية للحج سنة 1157 هجرية والتي توافق السنة 1744 ميلادية وفيها وصف لكل الاماكن التي مر بها وعلى الطريق من بغداد الى الموصل فحلب فدمشق فالمدينة المنورة ومكة المكرمة .
وقد نالت رحلته صدى واسعا بين أبناء جيله ، حتى ان هناك من نسخ منها نسخا عديدة وجدها المؤرخ العراقي الكبير الصديق الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف في مدرسة يحيى باشا الجليلي في الموصل ومكتبة المتحف ببغداد ومكتبة المتحف البريطاني وفي المكتبة الظاهرية بدمشق وفي مكتبة المدينة المنورة هذا الى انه توجد مختصرات منها .
واعتمد السويدي في تأليف رحلته هذه منهجا علميا دقيقا من خلال ضبطه لاسماء القرى والمدن والانهار والجبال وفي هذا تجاوز على غيره من الرحالة الاجانب في انه لم يترك صغيرة وكبيرة الا وذكرها في رحلته مما شاهده من معالم وما سمعه من اخبار وروايات ولم يقف عند هذا الحد بل كان يرجع الى جذور الاسماء كما انه كان يهتم بأشكال سطح الارض من جبال وتلال وسهول وانهار وهضاب ونبات .
ولم ينس ان يقول بأن الطريق الذي سلكه كان يتألف من 75 مرحلة ويمر بأكثر من 80 مدينة وقرية ويتراوح طول المرحلة بين 9-60 كيلو مترا وقد اعتنى بالمدن وتركيبتها السكانية وطوبوغرافيتها فقد عد الموصل وحلب وحمص وحماة ودمشق والمدينة المنورة مدنا عد تكريت بلدة ومعرة النعمان بلد والبيرة بليدة ووقف عند الاسواق في المدن والخانات واشار مثلا الى خان الاغوات الذي نزل فيه في الموصل.
وخان الاغوات يقع قرب جامع الاغوات في باب الجسر في الميدان الحالي وقد شيده اسماعيل اغا بن عبد الجليل واخوته عند قدومهم الموصل سنة 1702 اي سنة 1114 هجرية اي قبل توليه جكم الموصل سنة 1139هجرية اي سنة 1726 ميلادية وكان الخان معدا للتجار ويفصل بينه وبين الجامع الطريق المار من القلعة الى سوق الغزل والميدان وخصص ريع الخان كوقف لجامع الاغوات القائم حتى لحظة كتابة هذه السطور .
واهتم بالسكان وسماتهم وعاداتهم كما عني بالحياة الثقافية في ما مربه من مدن والتقى علماء وادباء وسجل اسمائهم وذكر نماذج من رسائلهم الادبية التي عكست ما كان يتميز به عصرهم كما وصف المدارس التي تضمها المدن والبلدات واساتذتها واوضاع التدريس فيها . ومما قاله مثلا ان صوت العلم في المدرسة السليمانية بدمشق ضعيف .
وقد إهتم المستشرقون والمستعربون برحلة السويدي . ومن هؤلاء المستشرق الروسي كراتشكوفسكي في كتابه :"تاريخ الادب الجغرافي العربي " .
ومما يزيدنا معرفة بهذه الرحلة ان الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف اورد في كتابه عن :"عبد الله السويدي سيرته ورحلته " ، الصادر ببغداد 1988 اقتباسات مطولة من " النفحة المسكية في الرحلة المكية " إستغرقت الصفحات من 91 الى 150 من كتابه آنف الذكر ........................ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق