السبت، 14 فبراير 2015

الكوريـــــون العـــــــرب ..درسة ميدانية أطروحة تقدم بها طالب الدكتوراه برهان خليل غزال

الكوريـــــون العـــــــرب ..درسة ميدانية
أطروحة تقدم بها طالب الدكتوراه برهان خليل غزال
بإشراف الدكتور خالد محمد الجبوري
قدمت هذه الأطروحة الى كلية العلوم السياسية -جامعة لاهاي – المملكة الهولندية إستكمالاً لمتطلبات الحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية 2 تشرين الثاني –نوفمبر 2014 وقد أسعدني ان يرسل لي صديقي السفير العراقي الاسبق الدكتور برهان خليل غزال الاطروحة كاملة واقدم الى احبتي مقدمتها وملخصها تعميما للفائدة .
مقدمة اطروحة :الكوريـــــون العـــــــرب ..درسة ميدانية :
********************************************
بعد قرار الحكومتين العراقية والكورية ( الجنوبية ) في 9 / 7 / 1989 إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، ثم ترشيح الباحــث لتولي شؤون البعثــة الدبلوماسية العراقية في (سيئول) فقد قام الباحث، وكما جرت العادة عليه، بالإطــلاع على أحوال البلد من جوانبها المختلفة ، وذلك من خلال ما يضمـــه ارشيـــف وزارة الخارجية العراقية، أو ما هو موجود ضمن الكتب والدراسات المنشورة هنا وهناك.
وفي تشرين الأول / اكتوبر / 1989 إلتحق الباحث بعمله في السفارة في (سيئول) وبعد إجراء الاتصالات المراسمية ( البروتوكولية ) المتعارف عليها فقد التفت الى حيث الثقافة، وبكافة فروعها، فأقام علاقات مع الجامعات الموجودة في (كوريا الجنوبية ). وكان هناك بروفيسور يرأس ( قسم دراسات الشرق الاوسط ) في جامعة هانكوك الكورية ( (Hankuk واسمه يونغ يول رو( Young Yole Rew ) حيث كان قد درَس مادة العلاقات الدولية في (الجامعة الامريكية– القاهرة) وذلك عام 1964م والأعوام التي تلتها ويعتبر هذا المعلم الفاضل من اصدقاء العرب، حيث له علاقات جيدة مع كافة السفارات العربية المعتمدة لدى سيئول ، كما أن له علاقات هي الأخرى جيدة مع كثير من المسؤولين العرب. وقد أعلم الباحث في واحدة من لقاءآته به، بأنه كان قد رفع تقريراً إلى الحكومة الكورية عام 1969 يحثها فيه على توطيد علاقاتها مع الوطن العربي، وذلك في ضوء رؤيته لمـا لهذه المنطقـة من آمال كبيرة في التنمية والتقدم، خصوصا وإنها تملك الثروة النفطية، والتي هي هاجس الكبير والصغير – حسب تعبيره - . ويضيف بأن الحكومة الكورية كانت قد تبنت ذلك التقرير، وقامت بالانفتاح، وبالعمل المجد والمضني، على بلدان الوطن العربي. وكانت تلك باكورة التعاون العربي – الكوري بشكل عميق، ليصار – وكنتيجة للجهود المبذولة - إلى مزيد من التعاون عن طريق المشاريع العملاقة التي تقوم بها – ولا زالت – الشركات الكورية في المنطقة العربية.
وفي واحدة من الدعوات التي أقيمت على شرفه، فقد استفسر من الباحث، عما إذا كان لديَه أية معلومات عن وجود قوم هم ( كوريون ) ولكنهم ( عرب )!
وقد أبدى الباحث استغرابه للأمر وأجابه لابد وانك تمزح، فكيف يكون ذلك، والإختلاف واضح بين الجنسين العربي والكوري ؟ فانتم ضمن الجنس الاصفر الذي يضم شعبي الصين و اليابانوكذلك شعوب مناطق وسط آسيا من المغول وغيرهم . أما نحن العرب فنعود في تكويننا الى الجنس السامي الذي له ملامح تختلف تماما عن تلك التي لدى الجنس الاصفر فطول القامة ، ولون البشرة ، وشكل العينين ...الخ كلها تدل على اختلاف واضح، بين الجنسين. وأضاف سائلاً : ثم كيف وصل هؤلاء الى هذا المكان النائي من المعمورة ؟ كما بين له أنه ومن خلال قراءاته قبل مجيئه الى سيئول، لم يعثر على مثل هكذا موضوع . لكن البروفسور ( رو) عاد وأكد وجود هؤلاء القوم وذكر للباحث بأنهم يسكنون جنوب العاصمة، حيث يعيشون ضمن مجموعة تضمهم ولهم رئيس يتولى شؤونهم. وأضاف البروفسور رو بأنه سيقوم باخبارهم – إن وافقت – على القيام بزيارتهم، علماً أنهم يصرَون على القول أنهم عرب .
لقد حفز هذا الخبر الباحث ، وبشكل لا حد له ، بأهمية معرفة هؤلاء القوم ، ومن ثم معاينة احوالهم ومن جوانبها المختلفة .
وفعلاً ، وبتاريخ 29 / 12 / 1991، قام البروفسور رو بإصطحاب الباحث إلى حيث يعيش هؤلاء القوم - الكوريون العرب الذين رحبوا بهم، واستضافوهم خير ما تكون الإستضافة. حيث قضى الباحث يوماً كاملاً معهم ، يتحدث إليهم ويأكل معهم ، وأطلع على المكان الذي يعيشون فيه، ثم توجه اليهم بالسؤال تلو السؤال عن جميع ما خطر في باله بخصوصهم، وبالذات مسألة أصولهم التاريخيـة. لقد دفـع رئيسهــم ( ولنقل شيخهم بالمفهوم القبلي الموجود عندنا ) بيده لوحة خشبية كانت مثبتة على حائط خلفه فظهر وجود خزانة عميقة داخل ذلك الحائط وأستخرج منها سجلات كثيرة مكتوبة بخط اليد وليقول ، ان هذه هي سجلات شجرة عائلتـنا العربية. وأضاف " نحــن أحفاد العربي - سام غا Sam Ga – الــذي كــان عــام 1274 م ضمن الوفد المرافق للأميرة المنغولية - جي كوك داي جانــغ كونغ جــو Jae Guk Dae Jang Gong Ju- والتي أصبحـــت لاحقـــاً زوجة الملك الكوري - جونـــغ يـــول .Chung Yeul
لقد تزوج هذا العربي من إمرأة كورية ، وأصبح مواطناً كورياً ، حيث أعطي في البدء اسم - صن يونغ جانغ Sun yong Jang - من قبل الملك نفسه . ثم قام الملك لاحقا - عام 1277 - بإعطائه اسم – دكسو جانغ Duksoo Chang - والذي هو الاسم الحالي للعائلة" . ثم اضاف رئيس المجموعة بالقول " بأن هذه العائلة وبالإسم الأخير آنف الذكر، هي ذات اصول عربية ، حيث تمتد الى – 25 – جيـل سابـق ، ويبلغ تعدادها حالـيا بحـدود ( 50 ) ألف شخص ". إن ما أوردناه في هذه الجزئية من المقدمة ، لا يبتعد عن التكيَف الذي أراده الباحث لهذا البحث. وإستكمالاً لما أردناه ، فقد أخذنا بنظر الإعتبار التأريخ الذي مرت به شبه القارة الكورية ، والجغرافية السياسية التي جعلت من كوريا الجنوبية في مرمى أسلحة كوريا الشمالية التي يجذبها نظام الحكم الشيوعي المعادي لتوجهات الإدارة الأمريكية منذ الحرب الكورية عام 1950- 1953م .
وإذا ما ذهبنا إلى الفصل الثاني ، فقد نجد أن العرب الفاتحين في زمن الدولتين الأموية والعباسية قد توغلوا إلى حدود الصين ، واستقبلوا بعثات صينية مما أدى إلى ثراء الدين الإسلامي في المقاطعــات الصينيــة حتى سقـــوط بغــــداد بيـــد المغول عام 1258م.
وقد تكون الفترة الممتدة من ظهور المغول على أرض العرب ، والعراق بصفة خاصة هي من كوَنت السلالة العربية على أرض كوريا الجنوبية ، قبل أن يعضَد الأتراك دين الإسلام أثناء مشاركتهم في الحرب الكورية للفترة 1950- 1953م.
- مشكلة البحث :
هناك جالية عربية في شبه الجزيرة الكورية ، لا يعرف الكثير عن جذورها التاريخية ، في الأوساط العربية ، والإسلامية ، والدولية ، ولم يتصدى أحد لهذا الموضوع من قبل.
- فرضية البحث :
تقوم فرضية البحث ، على وجود جاليةعربية، في شبه الجزيرة الكورية ، يتطلب معرفة جذورها التأريخية وتكونها ، وظروفها وديانتها ، وكذلك معرفة إمكانية .الإستفادة منها سياسياً وإقتصادياً.
- أهمية البحث :
إنَ أهمية البحث تأتي من كونه فريد من نوعه ، ولم يذهب اليه أحد من قبل ، وهو يمثل إستكشافاً لمجموعة سكانية ذات جذور عربية حقيقية ، لم تأخذ قسطها المطلوب من الإهتمام.
أهداف البحث :-
يحاول البحث الوقوف على جذور العرب في شبه الجزيرة الكورية ، والتعرف على خلفيتهم التاريخية ، وظروفهم المحلية ، والبيئة المحيطة بهم ، ودورهم في المجتمع الكوري ، ومن ثم تقديمهم الى المجتمع العربي ، والدولي .
- الدراسات السابقة :
في عام 1981 كتب ( الكوري الجنوبي ) البروفسور ( رو) مقالة عن الحالة الاقتصادية للمسلمين الكوريين الموجودين في ( كوريا الجنوبية ) اشار فيها وبشكل هامشي الى موضوع الرجل العربي ( سام غا ) . ولكن من خلال تتبعي لهذا الموضوع الغريب ، لم اجد دراسة اخرى ، تخص هذا الموضوع .
منهجية البحث : -
اعتمد الباحث على:
• المنهج الوصفي التحليلي للأحداث ومقارنتها مع حوادث أخرى كلما أمكن ذلك .
- المنهج التاريخي القائم على الأستعانة ببعض الوقائع التاريخية.
- هيكلية البحث:
يقوم البحث على مقدمة ، وفصلين حيث أشتمل الفصل الأول على أربعة مباحث إنصرفت إلى بيان التطور التاريخي والأهمية الجغرافية السيـاسيـة (الجيوبوليـتك ) لشبه الجزيرة الكورية ، ثم النزاع بين الكوريتين ، والجوانب الاقتصادية في كوريا الجنوبية .
أما الفصل الثاني الذي يضم ثلاثة مباحث فقد تم الحديث فيه عن الفاتحين العرب على حدود الصين ثم عن العربي سام غا وأحفاده وأخيراً حالة وخصائص المسلمين في شبه الجزيرة الكورية .
واختتم البحث بالإستنتاجات والتوصيات اللازمة والملاحق الضرورية لذلك . واخيراً يأمل الباحث أن يكون قد قدم صورة متكاملة عن الموضوع الذي تناوله ومن الله العون والتوفيق .
خلاصة الاطروحة :
في أثناء مكوث الباحث في ( كوريا الجنوبية ) للسنوات 1989 – 1993 فقد تعرَف على أحد الاساتذة الكوريين الذي أعلمه بوجود مجموعة من الكوريين يقولون بأن أصولهم عربية ، وهـــم يقيمــون جنـــوب العاصمة ( سيئول ) بحـــدود ( 50 ) كم . وقد قام الباحث بزيارتهم ، كما أدام الإتصال بهم ، حيث ظهر أنهم أحفاد عربي اسمه ( سام غا ) الذي كان قد حضر عام 1274 م الى شبه الجزيرة الكورية بمعية أميرة منغولية قادمة من ( الصين ) ومتوجهة الى ( كوريا ) وذلك بهدف الزواج من ولي عهد البلاد وقتذاك ( اصبح ملكا في وقت لاحق ) . لقد أبدى هذا العربي من الهمَة ، والأمانة ، والشجاعة ... الخ ما جعل ملك البلاد أن يعيَنه قائداً للجيش . ثم أن هذا العربي ( سام غا ) تزوج من إحدى النساء الكوريات وأنجب منها ( 4 ) أولاد - ثلاثة منهم ذكور ، وبنت واحدة .
تقول هذه المجموعة السكانية الكورية ، أن اصولهم ترجع الى العربي ( سام غا )
وأولاده الثلاثة المذكورين انفا ، ودليلهم فيما يقولونه هو مجلدات شجرة العائلة التي يحتفظون بها أباً عن جد .
إن السمات الشخصية ، والتصرف الحياتي الإعتيادي ، والأحاديث التي أجراها الباحث مع الكثيرين منهم ، لتعطي الأرجحية في صحة ما يقولونه، ألا وهو أنهم (مجموعة سكانية كورية عربية )، وهذا ما تمت الإشارة إليه في الإستنتاجات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فلاديمير إيليتش لينين 1870-1924يعود الى العاصمة الروسية بطرسبورغ بعد عشر سنوات من النفي ليتسلم مقاليد ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى 1917

  فلاديمير إيليتش لينين 1870-1924يعود الى العاصمة الروسية بطرسبورغ بعد عشر سنوات من النفي ليتسلم مقاليد ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى 1917 ا...