إمكانية استثمار الطاقات العلمية لأصحاب الشهادات العليا في تطوير الواقع التربوي
بقلم : باسم محمد حبيب
توفر وزارة التربية سنويا عشرات الفرص
لمنتسبيها لأكمال دراستهم العليا (الماجستير والدكتوراه) ، وتصرف لأجل ذالك اموالا
طائلة ناهيك عن الجهود التي يجري توفيرها لهذا الغرض .
إن الاساس الذي تستند اليه وزارة التربية في
تقديمها لهذه الفرص هو تمكين هذه الشريحة من تلبية طموحاتها العلميه والمعيشية ،
بالإضافة إلى امكانية الاستفادة من طاقاتهم التربوية والعلمية المتطورة في
الإرتقاء بأداء ودور المؤسسة التربوية .
لكن مايحصل في الواقع هو عكس ذالك تماما ، إذ
يجري إعادة اغلب من تمكنوا من اكمال دراستهم العليا لإداء واجباتهم السابقة وكأن
شيئا لم يكن ، في ذات الوقت الذي يسعى فيه بعضهم للإنتقال من وزارة التربية الى
وزارة التعليم العالي بحثا عن إستثمار أفضل لإمكانياتهم ومؤهلاتهم .
ان من الواجب تغيير هذه المعادلة المجحفة و ذلك
من خلال الإرتقاء بمستوى الحقوق والواجبات الخاصة بهذه الشريعة .
أولا : الأهداف المقترحة
ان أهم الاهداف التي يجب ان تنشدها وزارة
التربية لتحقيق هذا الغرض ما يلي :
1-
العمل على الإستفادة القصوى من الطاقات
العلمية لمنتسبيها من أصحاب الشهادات العليا ، من خلال فتح المنافذ الكفيلة بتحقيق
هذا الغرض وبما يخدم صالح العملية
التربوية .
2-
تمكين اصحاب الشهادات العليا من التربويين ، من
ممارسة تخصصهم العلمي وتطوير مؤهلاتهم بالتوازي مع أداء دورهم التربوي .
3-
مساواة اصحاب الشهادات العليا من منتسبي وزارة
التربية بأقرانهم الاخرين ، لاسيما من منتسبي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
.
ثانيا : المطلوب عمله
ولتحقيق هذه الاهداف يتطلب العمل على ما
يلي :
أ- لتطمين الجانب المعنوي لاصحاب الشهادات العليا من منتسبي وزارة التربية ،
نقترح منحهم لقب (تدريسي) أسوة بأقرانهم من منتسبي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، علما ان
هذا يتماشى مع قوانيين وزارة التربية التي دأبت على تنويع ألقاب منتسبيها وفقا
لمؤهلاتهم الدراسية ، فلقب (معلم) يعطى في الغالب لخريجي دور ومعاهد المعلمين ، ولقب
(معلم جامعي) لخريجي كليات المعلمين ، ولقب (مدرس) لخريجي كليات التربية ، وليس
هناك مايمنع من إطلاق لقب (تدريسي) على التربويين الحاصلين على الشهادات العليا .
ب- لتفعيل دورهم نقترح ضمهم الى كوادر معاهد
التدريب والتطوير مع تفعيل دور هذه المعاهد بأنشاء فروع لها في الاقضية والنواحي ،
وإقامة دورات تأهيلية وتطويره سنوية للكوادر التربوية لاسيما الحديثة العهد
بالتعين منها ، من اجل مواكبة التطورات العلمية والتربوية الحاصلة في العالم .
ج- لممارسة تخصصاتهم العلمية وتطوير مؤهلاتهم
، أقترح السماح لهم بإقامة مؤتمرات العلمية مماثلة لتلك التي تقيمها الجامعات
العراقية ، أو التنسيق مع هذه الجامعات على شمول هذه الشريحة ببرامج البحث العلمي
المطبقة في تلك الجامعات ، و السماح بأنشاء مجالات علمية تخصيصية لإستيعاب البحوث
العلمية تكون مدعومة من وزارة التربية .
د- لتنظيم عملهم ، أقترح عدم ربطهم بدائرة
الاشراف التربوي والأختصاصي بل بدائره خاصة تحت مسمى (الاشراف العلمي) ، من الممكن
ان تكون مدمجة في إطار دائره الإشراف التربوي والتخصصي ، وأن يسمح لأصحاب الشهادات
العليا من منتسبي وزارة التربية بالإنضمام إليها بشروط مناسبة .
وفي الختام نتمنى من وزارة التربية الموقرة
النظر في هذه الدراسة ، التي نتمنى ان تكون ذا فائدة في تطوير أداء كوادرنا
التربوية وتحسين مستوى الواقع العلمي والتربوي لمؤسساتنا التربوية ، ومن الله
التوفيق .
* http://basimmohammedhabib.blogspot.com/2013/05/blog-post.html?spref=fb
الشكر الجزيل لأستاذنا الكبير الدكتور ابراهيم العلاف على نشر الموضوع في مدونته الشخصية وانا ممتن له كل الأمتنان
ردحذف