السبت، 11 مايو 2013

الزعيم الركن أحمد محمد يحيى ..عسكري ووزير داخلية من الموصل



                                                                            صورة الزعم الركن أحمد محمد يحيى 
 الزعيم الركن أحمد محمد يحيى ..عسكري ووزير  داخلية من الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-العراق
        أمس الجمعة 10-5-2013 تهاتفتُ مع الصديق الاستاذ ياسين الحسيني  في بغداد ، وقال لي ان هناك موصليين عملوا وسكنوا في بغداد لم تُسلط عليهم الاضواء كثيرا بل وأهملوا مع انهم قاموا بأدوار مهمة في كثير من الاحداث التي شهدها العراق وقلتً له نعم كما تقول ولعل من هؤلاء الزعيم الركن أحمد محمد يحيى الذي كان صديقا للزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة للفترة من 14 تموز 1958 حتى 9 شباط سنة 1963 حتى انه عينه سفيرا في المملكة العربية السعودية بعد نجاح الثورة ثم عاد واختاره وزيرا للداخلية .وقد سمعت عن الرجل كثيرا من الاراء حول مبادئه ومعتقداته لكن معظم الذين تحدثوا عنه اجمعوا على انه كان رجلا عسكريا منضبطا، هادئا،  مثقفا ، ميالا للخير قام بواجبه أحسن قيام .
         الزعيم الركن أي العميد الركن-  بلغة اليوم - من مواليد مدينة الموصل سنة 1916 .. وقد كتب عنه الاستاذ  محمود الجندي في الجزء الاول من "دائرة المعارف العراقية "  بضعة اسطر ومما قاله انه بعد أن  أتم دراسته الابتدائية والمتوسطة  والاعدادية في الموصل دخل الكلية العسكرية وتخرج فيها سنة 1935  ضابطا برتبة ملازم ثان .. ثم التحق بكلية الاركان وتخرج فيها سنة 1942 بدرجة امتياز ، وسافر الى انكلترا بعد ذلك ليلتحق بدورة عسكرية متقدمة في معاهدها وقد عين مرافقا للملك فيصل الثاني 1953-1958  وكان موجودا انذاك في انكلترا . وبعد ذلك عاد الى بغداد ليعين اثر احداث سنة 1953 واعلان الاحكام العرفية  - وكان برتبة عقيد ركن-قائدا للقوات العسكرية لمنطقة البصرة ثم تولى منصب امر اللواء الخامس عشر في البصرة سنة 1954 ثم امرا  ملوقع البصرة حتى سنة 1956  حين أعيد الى بغداد ليصبح رئيسا للبعثة العسكرية العراقية الى المملكة الاردنية الهاشمية وذلك في اعلان الاتحاد الهاشمي بين المملكتين العراقية والاردنية .  
  وبعد ثورة 14 تموز سنة 1958 عين سفيرا في جدة ، ولم يلتحق بوظيفته بسبب الصراع الذي احتدم  بين الزعيم عبد الكريم قاسم ونائبه العقيد الركن عبد السلام محمد عارف وقد اختير وزيرا للداخلية .
     كتب الاستاذ خالد خلف داخل ، مقالا عنه في جريدة التاخي (البغدادية )  في عددها الصادر في 19-12-2012   وقال عنه بأنه شخصية عسكرية كفوءة تسنم عدة مهمات في العهدين الملكي والجمهوري وعرف بأستقامته  ونزاهته وكان يساير مختلف القوى السياسية من اجل تطوير اجهزة الدولة وجعلها اجهزة تقدما .كان قريبا الى البلاط الملكي وقد عرفه الملك فيصل الثاني معرفة جيدة لذلك تم اختياره اثر اعلان الاحكام العرفية بسبب احداث انتفاضة تشرين الثاني 1953 قائدا .
 للقوات العسكرية لمنطقة البصرة ثم تولى منصب امر اللواء الخامس عشر في البصرة سنة 1954 ثم امرا لموقع البصرة حتى سنة 1956  حين أعيد الى بغداد ليصبح رئيسا ل"  البعثة العسكرية العراقية " الى المملكة الاردنية الهاشمية وذلك عقب  اعلان الاتحاد الهاشمي بين المملكتين العراقية والاردنية وبقي هناك حتى قيام ثورة 14/تموز/ 1958 وسقوط الملكية.
    ولعلاقته بالزعيم الركن عبد الكريم قاسم فقد اختاره في الاول من تشرين الاول سنة 1958 وبعد اعفاء عبد السلام محمد عارف من وزارة الداخلية وزيرا للداخلية كما اسندت اليه  لاحقا وزارة الاصلاح الزراعي وكالة.
وخلال توليه منصب وزير الداخلية شهد العراق فترات صعبة اهمها ثورة الشواف في الموصل في 8اذار سنة  1959 وما اعقبها من احداث التصادم مع الشيوعيين في كركوك ومحاولة اغتيال الزعيم المعروفة الا ان الزعيم الركن محمد احمد يحيى ظل متماسكا ، متشبثا بمبادى الصداقة مع الزعيم عبد الكريم قاسم،  واهداف ثورة 14 تموز الوطنية والقومية ولم يُعرف عنه انحيازه لجهة او لحزب معين وانما  كان وزيرا ناجحا ، واداريا متمكنا  شهد له الكثيرون ممن عملوا معه وأولهم رشيد هادي الجاوشلي المدير العام المزمن في وزارة الداخلية .
    وبعد سقوط حكم الزعيم عبد الكريم قاسم يوم 8 شباط 1963 اعتقل الزعيم الركن احمد محمد يحيى واقتيد الى
   السجن  رقم 1  بأعتباره من اركان النظام السابق ، وحوكم وحكم  عليه بالسجن خمس سنوات ..وفي نيسان 1964 أطلق سراحه فاعتكف في داره ببغداد حتى وفاته سنة 1998 عن عمر ناهز 82 سنة رحمه الله ،  وجزاه خيرا فقد خدم وطنه .

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...