الثلاثاء، 14 مايو 2013

مؤتمر دولي في مركز دراسات الكوفة تحت شعار (وثيقة المدينة أشراقة الإرث النبوي للحضارة والفكر الإنساني)

النجف تنفض الغبار عن وثيقة يثرب بعد 14 قرن من الأندراس

*http://alnajaf2012.com/ar/index.php/permalink/15308.html



لقد وضع الرسول الأعظم (ص) لمجتمع المدينة المنورة نظاماً سياسياً شرع فيه الواجبات والحقوق لكل ساكنيها من دون تفضيل احد على أخر أو جهة على حساب جهة أخرى مراعياً في ذلك الدقة المتناهية في العدل والأنصاف وأسس لذلك النظام في وثيقة عرفت بوثيقة يثرب التي كانت بنودها البذرة الأولى في بناء الدولة الإسلامية المدنية ذوب من خلالها العداوة بين القبائل المتناحرة وصهر الاثنيات المتنافرة في بوتقة الوطن الواحد والمسؤولية المشتركة لعيش الجميع تحت مظلة المواطنة بأمن وأمان وسلام من غير تمييز طبقي أو ديني أو قبلي.
هذه الوثيقة التي طالما أندرست معالمها وأكل التراب صفحاتها وطويت في سجل النسيان ها هي اليوم تعود إلى الذاكرة بل تقف اليوم حاضرة بعد ان مسحت يد النجف الأشرف عنها غبار الإهمال لتقرأ من جديد وبلغة معاصرة من قبل سبعين باحثاً متمرساً جمعهم مركز دراسات الكوفة في مؤتمر دولي تحت شعار (وثيقة المدينة أشراقة الإرث النبوي للحضارة والفكر الإنساني) وبالتعاون مع أدارة مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية ولمدة يومين بواقع أربعة جلسات تناقش فيها الوثيقة سياسياً وقانونياً وتأريخياً , وقد بدأ المؤتمر بحفل أفتتاح أقيم على قاعة كلية الصيدلة في جامعة الكوفة وبحضور رسمي وعلمائي وأكاديمي وإعلامي كبير .
محافظ النجف الأشرف عدنان الزرفي قال في كلمة له في الحفل ‘‘ هذه الوثيقة تأسس لمجتمع السلام والتضامن والأندماج في ظل حكومة شرعية عادلة ملتزمة بثوابت الدين الإسلامي الحنيف وتأسس لدولة مدنية دستورية يقودها النبي (ص) ‘‘ .
وأضاف الزرفي ‘‘ العالم الإسلامي وتجربته لم يعرف الدولة البيروقراطية كما عرفتها أوربا في عصر الكنيسة فأن الدولة التي يتبناها الإسلام هي دولة المساواة والعدل وبناء الإنسان والحياة على معايير الأستخلاف والحريات المنحازة للفضيلة والقيم الربانية ‘‘ .
وأكد رئيس جامعة الكوفة عقيل عبد ياسين في كلمته على أن الوثيقة شكلت أرضية قانونية تساعد المسلمين وغيرهم في المدينة المنورة على العيش سوية بأمن وسلام بعد أن وضعت المبادئ الأساسية للمجتمع الذي وضع النعرات القبلية والحمية الجاهلية وراء ظهره .
وأوضح ياسين أن الوثيقة  كانت عباراتها واضحة ونصوصها عادلة وأعتمدت مبادئ المواطنة وعدم التمييز وتحمل المسؤولية المجتمعية بالتضامن مع الدولة وبناء حزمة من الحقوق والواجبات الدستورية للمجتمع وتحديد سلطات الحاكم ومسؤولية الدفاع عن المدينة .
و في كلمة بأسم المشاركين في المؤتمر بين عميد الكلية السياسية في جامعة تكريت لطيف كريم محمد أن هذه الوثيقة العظيمة أول دستور للدولة العربية الإسلامية التي أرسى دعائمها الرسول الحبيب المصطفى (ص) . 
وحول أهمية المؤتمر قال لطيف ‘‘ مما يزيد من أهميته هذا المؤتمر تزامن أنعقاده مع المولد النبوي الشريف وفي رحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقد جمع أكثر من سبعين باحثاً ن مختلف المحافظات وجامعات العراق وهو تأكيد لتعزيز الوحدة الوطنية والهوية العربية الأسلامية ‘‘ .
وذكر رئيس مركز دراسات الكوفة عبد الأمير زاهد أن هذا المؤتمر هو عملية أستنهاض معرفي وعلمي لنص تأسيسي من نصوص الحضارة الإسلامية الذي أوجد على الأقل لرؤية مبكرة لدولة دستورية تؤمن بالعدل والمساواة بين مواطنيها وتفرق بين المواطن المؤمن بعقيدة الدولة وبين المواطن الذي لا يؤمن بذلك فيما أذا ألتزم بالقانون والنظام العام لها .
وشدد زاهد في تصريح إلى موقعنا على أن فكرة المواطنة وفلسفتها ليست أوربية أنما في الأصل هنالك جذر أسلامي أسسته هذه الوثيقة ولذا هنا اليوم في النجف الأشرف قرابة خمسة وسبعين أستاذاً  وباحثاً علمياً يعيدون قرائتها من جديد ويطرحون معطياتها للناس .
وأعتبر الباحث من كلية الفقه بجامعة الكوفة كريم السراجي أنعقاد المؤتمر فرصة كبيرة لتناول مفردة مهمة من سيرة النبي الأعظم (ص) الأ وهي  وثيقة المدينة المنورة التي تحمل بنوداً إنسانية .
وأشار السراجي في حديث مع موقعنا الى أن الوقت العصيب الذي يمر به بلدنا الحبيب شبيه بوقت صدور هذه الوثيقة من جهة تعدد  الطوائف والأعراف والأديان مما يزيد الحاجة لهذه الوثيقة لكي تكون سفينة النجاة التي تحمل السلم الأهلي والتعايش السلمي في الوطن الواحد .
وصرحت أنتصار لطيف حسن من مركز دراسات الكوفة الى موقعنا أن الهدف من هذا المؤتمر هو جعل بحوثه مدعاة لمواكبة سيرة سيد الكائنات (ص) وأستلهامها لتكون المنار  لتحقيق وحدة المسلمين .
من جهته تحدث الى موقعنا الأستاذ المتمرس في جامعة بغداد عبد الأمير دكسون عن وجهة نظر المستشرقين وتعاطيهم مع الوثيقة فقال ‘‘ حملت نظرة المستشرقين إلى الوثيقة التشكيك في تأريخها ومضامينها فحاول البعض أن ينسبها إلى ما قبل البعثة النبوية وأنها كانت موجودة عند العرب في الجاهلية ثم جاء الإسلام ليعمل بها ‘‘ .
وأشاد عضو مجلس النواب عبد الهادي الحكيم بانعقاد المؤتمر وبنجاحه من جهة التنظيم والحضور النوعي وكثرة البحوث المتميزة .
وقال الحكيم في تصريح إلى موقعنا ‘‘ الأمور التي طرحت في أفتتاحية المؤتمر فيها ما يستحق الدراسة والأهتمام ومنها عنوان المؤتمر نفسه فهو يفتح وثيقة خطيرة أسست لدولة أسلامية هي الأفضل لو طبقت في عصرنا الحاضر ‘‘ .




 
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...