الأربعاء، 4 فبراير 2015

وفاة الدكتور ابراهيم علاوي ا.د. ابراهيم خليل العلاف

وفاة الدكتور ابراهيم علاوي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
علمتُ قبل أيام ، بوفاة المناضل العراقي الدكتور ابراهيم علاوي في مدينة السليمانية وذلك مساء يوم 23 كانون الاول سنة 2014 . وقد شيع تشييعا يليق به ، ونقل جثمانه الى النجف الاشرف ليدفن في مقبرتها الشهيرة .ولمن لايعرف الدكتور ابراهيم علاوي من الاجيال الجديدة فأنه رجل مناضل ، وسياسي وطني مقتدر ، واكاديمي وسكرتير للحزب الشيوعي (القيادة المركزية ) والتي قادها الدكتور عزيز الحاج في اواخر الستينات ، ودعت الى الكفاح المسلح وعملت به في جنوب العراق .
الدكتور ابراهيم علاوي كان يحمل شهادتي دكتوراه : الاولى في الهندسة المعمارية والاخرى في الاقتصاد . عمل في مدرسة الدراسات الاجتماعية العليا في باريس سنة 1981 مع البروفيسور الفرنسي جاك بيرك الضليع بدراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي العربي الحديث والمعاصر على انجاز اطروحته في جامعة باريس عن :" تخطيط المدن الاسلامية الاولى وتأثيره على الصراعات الاجتماعية وصعود الاستبداد ومن ثم بروز الحركات الفكرية في موازاة ذلك...ومن المؤكد أنه استفاد من كونه مهندسا معماريا في الاهتمام بهذا اللون من الدراسات التي تجمع بين أكثر من اختصاص .
كان الدكتور ابراهيم علاوي مثقفا ثقافة راقية ، وله اسهامات فكرية وسياسية جديرة بالاطلاع والدراسة .. ويمكن ان تكون سيرته ونضاله الفكري والسياسي موضوعا لاحد طلبتنا للحصول على شهادة الدكتوراه . واحسب نفسي - وانا الوطني العروبي - قد قرأتُ وأعجبت بكتابه الذي نشره سنة 1964 بعنوان : "البترول وحركة التحرر الوطني " وفي هذا الكتاب دعا الى تأميم النفط في العراق وتخليصه من ايدي الشركات الاستعمارية الاحتكارية .
ومن كتبه الاخرى :
*المقايضة : برلين- بغداد
*الخلاف السوفيتي -الصيني وأثره على الحزب الشيوعي العراقي
وكان يعمل على انجاز كتابين فقد مسوداتهما الاول بعنوان :"تاريخ الفكرة القومية العربية في مصر " والثاني بعنوان :" ثورة اكتوبر وحركات التحرر الوطني "
ولعل من أبرز مايميز مسيرته التي استغرقت قرابة سبعين عاما إصراره على اهمية التلاقح بين العمل السياسي والنشاط الفكري .
كتب عنه صديقه وقريبه الاستاذ ماجد علاوي فقال :"كان الفقيد عفيف اللسان في كل خصوماته ومعاركه السياسية ؛ فلم اسمع منه يوما كلمة نابية بحق الاخرين، وكان عفيف السيرة الى حد التبتل في كل مراحل حياته ... كما كان قارئا نهما وباحثا لايمكن ان تراه الا وبيده كتاب أو قلم، وكان سريع القراءة والاستيعاب والتهميش بشكل استثنائي، وقد جمع مكتبة ضخمة من امهات الكتب والمراجع تربو على العشرة الاف كتاب تصلح ان تكون مرجعا سياسيا وتاريخيا للدارسين. لم اره قط قانطا او مهزوزا او مستسلما في اسوء النكسات والهزائم، متعاملا معها كمحطات عابرة لعمق وعيه بحركة التاريخ" .
كما كتب عنه صديقه الاستاذ فاروق ملا مصطفى يقول :" انه كان على فترة النضال كتلة من الحركة والنشاط .. لم يعرف الكلل لأنه أرتبط بالأمل.لمواجهة العنف الرجعي طرحت البديل الثوري المتمثل بالكفاح المسلح " .

أما الامين العام للحركة الاشتراكية العربية الاستاذ عبد الاله النصراوي فقال :لقد تعددتْ لقاءاتُنا بعدَ أحداثِ 2003، وبقدرِ ما كانَ الفقيد فرحاً بسقوطِ النظامِ الاسبق ... ، كان مصدوماً بالعمليةِ السياسيةِ القائمةِ على المحاصصةِ والطائفيةِ السياسيةِ" .  
إستضافته جامعة هارفرد سنة 1981 لالقاء محاضرات حول :" تخطيط المدن الاسلامية وتاريخه" . ونقل الاستاذ فاروق ملا مصطفى عن الاستاذ الدكتور فاروق ناصر الراوي استاذ الاثار العراقية قوله أن الدكتور ابراهيم علاوي عمل معه في السليمانية وقد "نجح في حل رموز لغة أهل وادي السند الموجودة على الأختام المنبسطة والتي عثر على المئات منها في بلاد وادي الرافدين والخليج العربي وموهنجودًارو أو ملوخا القديمة وقمنا ( أي الدكتور الراوي والدكتور علاوي ) بتحليل العديد منها هذا فضلا عن مقارنة العلامات المسمارية مع الكتابات الصينية الأقدم المنقوشة على درع السلاحف". " وأوكد انه نجح في حل بضعة رموز من تلك الكتابة. وفي رسالة اخرى يقول:"عمل الفقيد على المدن المدورة مثل الوركاء والحضر وبغداد وتجذير اصلها الذي شاع في الكثير من البلدان " .
ومن الطريف القول انه توصل -من خلال دراساته - الى ان وقت وضع الحجر الاساس لمدينة بغداد كان في “31 تموز سنة 762م، الساعة 13 و57 دقيقة.كما ان من الطريف ايضا القول ان الدكتور ابراهيم علاوي هو من الرواد الذين ادخلوا الكمبيوتر الى العراق في السبعينات من خلال دفع مجموعة من الشباب لتأسيس شركة ديوان للبرامجيات ودخولها بغداد بقوة وافتتاحها مكتبا سنة 1997 في وقت كان العراق يواجه الحصار الجائر بكل أوجهه ومنه الوجه العلمي والتقني .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...