الثلاثاء، 3 فبراير 2015

غبن المشارقة للمغاربة : بقلم : ا.د. محمود صالح الكروي

غبن المشارقة للمغاربة :
بقلم : ا.د. محمود صالح الكروي 
الاستاذ المتخصص بشؤون المغرب العربي الحديث والمعاصر 
اشار المؤرخ الأستاذ العلامة الدكتور ابراهيم العلاف في تعليق له على أحد منشوراتي " البحث العلمي " بالقول : هل كتبنا تاريخ المغرب العربي كما يجب ؟
وبحكم كوني متخصص بالشأن السياسي والتاريخي المغاربي ... أود القول : ان ماكتب في جامعاتنا عن تاريخ المغرب العربي قليل جدا لابل شحيح ومرد هذا القصور هو غياب التخصص في هذا الميدان في عموم أقسام التاريخ والعلوم السياسية في الجامعات العراقية ، لابل ان بعض هذه الاقسام لاتدرس هذه المادة على مستوى الدراسات العليا ـ وهذا الحال لايقتصر على العراق وإنما 
 على عموم دول المشرق العربي ، وإن حصل فبأستثناءات محدودة جدا . 
ومن بين ابرز عوامل القصور بعدم الاهتمام بكتابة تاريخ المغرب العربي يعود الى البعد الجغرافي اولا ، وضعف التواصل بين المؤسسات الثقافية والاكاديمية ، وندرة المصادر والمراجع ، وان شبكة المعلومات الدولية في العقد الاخير قد وفرت مساحة للتعويض عن ذلك .
كما اسهمت في هذا القصور أيضا عوامل تاريخية منها : ان بغداد ودمشق كانتا مركز الخلافة العربية الاسلامية ، وهما مركز العلوم وويتوافد اليهما العلماء من كل صوب وحدب زائدا وجود بيت الله الحرام وما ترتبه رحلة الحج اليه وطلب العلم كل ذلك جعل الاهتمام بتاريخ المغرب العربي لم يحضى بما يجب . في حين ان المغاربة عموما يعرفون عن المشرق العربي أكثر مما يعرفه أهل المشرق عن المغرب العربي للاعتبارات التي ذكرت ورغبتهم في التواصل العلمي مع المشرق .
وان حصلت دراسات وانجزت مؤلفات عن تاريخ المغرب العربي فهي قليلة جدا ليس في العراق فقط وانما في عموم المشرق العربي ويبقى من بين الاسباب هو غياب التخصص العلمي ، لهذا أعتقد في هذا المجال حصل غبن المشارقة للمغاربة عموما نظرا لغزارة هذا التاريخ وغنى موضوعاته وتميزه . وما أحوجنا اليها لكي نحقق تلاحقا في الافكار ونعزز من قوة ووحدة مكانة التاريخ العربي في المحيط الانساني .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...