الخميس، 17 مارس 2022

مسجد ومشهد الشيخ عيسى دده الكيلاني في محلة الشهوان بالموصل بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                                            مرقد عيسى دده سنة 2007


مسجد ومشهد الشيخ عيسى دده الكيلاني في محلة الشهوان بالموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل
وبيتنا بيت جدي احمد الحامد العلاف كان في محلة رأس الكور وبيننا وبين مشهد عيسى دده منطقة دكة بركة .وقد كتبت عن محلة رأس الكور وكتبت عن منطقة دكة بركة واليوم اكتب لكم عن (مشهد عيسى دده) وكنت امر بمقربة منه وانا ذاهب الى مدرستي الابتدائية مدرسة ابي تمام الابتدائية للبنين في محلة عبدو خوب وارى مقبرة وارى مرقدا .
في كتاب المؤرخ الموصلي الكبير الشيخ احمد بن الخياط الموصلي المتوفى سنة 1285 هجرية - 1780 ميلادية والموسوم ( ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ) والذي حققه ونشره وطبعه في مطبعة الجمهورية في الموصل سنة 1966 شيخي واستاذي الاستاذ سعيد الديوه ان عيسى دده و الشيخ عيسى دده رضي الله عنه الشهير بدده قيل ان بعض الدراويش سكنوا في مشهده الشريف اياما فغلب ذلك اللقب عليه رضي الله عنه وهو ابن سيدنا الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره والشيخ عيسى دده من كبار الاولياء له مشهد قديم محترم من بناء المتقدمين يزوره المسلمون كثيرا ويتبركون بزيارته ويرون بركته وله اسم بارز في الدولة العليه العثمانية اي انهم يحترمون مكانته وذكر في سالنامة الموصل العثمانية وهي باللغة التركية ولي عن السالنامات العثمانية كتابا منشورا .
في كتاب ( مُنية الادباء في تاريخ الموصل الحدباء ) ما يشير الى ان سيف الدين غازي صاحب الموصل 541-544 هجرية - 1146- 1150 ميلادية بنى خانقاه للمتصوفة في باب المشرعة اي في باب الشط أو باب شط المكاوي وقد كتبت عنه قبل ايام مقالا منشورا وان شخصا اسمه عيسى دده سكن بها في السنوات المتأخرة (القرن 19) ، فغلب اسمه عليها .لكني ارجح ما كتبه المؤرخ الموصلي الشيخ احمد بن الخياط الموصلي .
اعود الى كتاب الاستاذ اسماعيل حقي ال فرج الموصلي ( الآثار والمباني العربية في الموصل على ضوء النقد الحديث ) والذ حققه وعلق عليه واصدره الاستاذ قصي حسين ال فرج وطبع في دار غيداء للنشر والتوزيع بالعاصمة الاردنية عمان 2012 لأجد اشارة الى ان (مرقد الشيخ عيسى دده ) والمشهور عنه انه احد اولاد الشيخ عبد القادر الكيلاني له مشهد قديم محترم من بناء المتقدمين اي الامراء الاتابكة والملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ في القرن الثالث عشر الميلادي والمشهد قريب من قبر رجل صالح اسمه الحاج خضر وكان يتولى نظارة ( مشهد الشيخ عيسى دده ) أحد السادة الحسينية وقد دفن في مقبرته عدد من السادة الحسينية . ومشهده والمقبرة مطلة على نهر دجلة في شمال محلة الميدان وقد اورد هذه المعلومات العلامة الشيخ يوسف بن الملا عبد الجليل الموصلي الكردي احد المشائخ القادرية في الموصل في كتابه ( الانتصار للاولياء الاخيار ) وقد كتبت عنه ايضا وما كتبته متوفر .كان في المشهد مسجد وقد احيط بسياج واسع وتضم المنطقة مقابر وقد كتب فوق باب المقبرة : " قام بتعمير مسجد عيسى دده
على نفقته الخاصة الحاج ذنون طبو الجماس سنة 1406 هجرية - 1986 والحاج ذنون طبو الجماس رحمه الله والد زوجة صديقنا طبيب التخدير الدكتور محمد فوزي العجيلي حفظه الله .
كما ترون صورة مشهد ومرقد الشيخ عيسى دده سنة 2007 .وكما هو معروف وورد في كتاب ذنون بن متى الموصلي (اسم مستعار ) والموسوم ( الموصل بين احتلالين 2003-2014 مذكرات مواطن عراقي) ان مسجد عيسى دده والمقبرة المجاورة له قد فجر يوم 2 من ايلول سنة 2014 لذلك الضرورة تقتضي اعادة اعماره لكون من المراكز الدينية التي تعود الى الفترة الاتابكية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين - السادس والسابع الهجريين .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق