الخميس، 30 نوفمبر 2017

قصة الموصل في رباعيات زكي الخيرو



قصة الموصل في رباعيات زكي الخيرو
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
غالبا ما اقول أن كثيرا من المقالات المهمة تضيع بين دفات المجلات والصحف اليومية ، وتمر دون ان يلتفت اليها أحد مع انها تعد موضوعات مهمة لها أثرها ، وتأثيرها في المشهد والارث التاريخي والثقافي والفني .
ومناسبة هذا الكلام ان مقالة كتبها الصديق العزيز الاستاذ زهير يحيى الخيرو بعنوان : ( مختارات من رباعيات قصة الموصل للشاعر المرحوم زكي يحيى الخير ) في مجلة (الموصل التراثية ) التي كان يصدرها صديقنا العزيز الاستاذ غانم محمد الحيو (السنة الاولى العدد الاول نيسان 2004 ) .. هذه المقالة - بالرغم من اهميتها - لم يلتفت اليها احد او قل بالاحرى لم يرَ عدد المجلة الا نخبة محدودة ومحدودة جدا .
ورباعيات الخيرو زكي ، يضمها كتاب مخطوط بعنوان : (قصة الموصل ) ، والرباعيات باللهجة الموصلية وهي (1030 ) رباعية تحكي قصة نصف قرن من حياة هذا الرجل ، وهو ضابط في الجيش العراقي . ولد في مدينة الموصل سنة 1919 في اسرة عريقة ومعروفة ، هي اسرة ال الخيرو وقد اكمل دراسته في مدارسها ، وسافر الى بغداد ودخل في المدرسة (الكلية فيما بعد ) العسكرية وتخرج فيها سنة 1938 برتبة ملازن ثان . وقد اشترك في دورة الاركان سنة 1947 وتخرج سنة 1949 وقد تقاعد من الجيش برتبة عقيد ركن سنة 1958 وسبق ان نال العديد من الاوسمة والانواط اثناء خدمته .وبعد تقاعده عمل مديرا عاما لشركة الصناعات الجلدية (باتا ) ، وكان مولعا بالشعر، واسرته تضم شعراء كثيرون ، وقد نشر عددا من قصائده في الشعر العمودي في الصحف والمجلات العراقية .أعقب ستة بنين وابنتين ، وتوفي ( رحمة الله عليه) في 14 كانون الثاني سنة 1981 ، ودفن في مقبرة الكرخ ببغداد
الاستاذ الصديق الشاعر زهير يحيى الخيرو ، وهو شقيقه اختار لنا بعضا من رباعيات الخيرو وهي – كما قلنا – مكتوبة باللهجة العامية الموصلية ، ومنها هذه الرباعية رقم (3 ) التي تقول :
قصة حياتي إمفصلي ومكتوبي
وقصة الموصل واشكثغ منكوبي
دحق على طاكيتي المنقوبي
تعغف صدق احكي وماكو بهتان
في الرباعية الخامسة يقول :
ما كتبناها بحكي الناس العوام
دنفضلوا على فصيح الكلام
لكن نغيد ينحفظ من الانعدام
هل بت لان غاح ينطوي بالنسيان
وهذه هي الرباعية رقم ( 216 ) وجاء فيها :
وبالاول أهل المحلي ينعغفون
وابغيغا بالحكي ينكشفون
أو باللبس من الصاية والزبون
وهذي طبعا لها اعتبار واوزان
في الرباعية رقم ( 217 ) يقول :
وبعضا بالبيوت ينوجد مشط الصوف
والدوك والتشي أمرم معروف
يغزلون بيهم وينسجون الكفوف
والجويغب يحمون لكن اثخان
وفي الرباعية رقم ( 308 ) يقول :
وابو العلم كل يوم جمعة يظهر
متحندل بينو إيصيح الله اكبر
واشكال خلفو امن الخلق تتجمهر
وتبوس اطراف العلم والقيطان
وفي الرباعية رقم (486 ) يقول :
من محيليلا إمحلة المنصورية
والجولاغ والمياسة والرابعية
والسرجخانة خزام وخاتونية
وباب النبي وابو العلا وحوش الخان
وفي الرباعية رقم (90 ) يقول :
شغسوق يمنا كان سوق امحلي
بقال قصاب وانواع الغِلي
والجبن والبيزة وخبز بالسلي
والميوه تفاح وعنب من ميران
وفي الرباعية رقم (494 ) يقول :
اللحم يتقصب اقسام وانواع
نخمي وقبرغة والجرك والاضلاع
والزوغ والطابق والفخذ ينباع
آيري وما ياخذو الا الفزكان
وفي الرباعية رقم ( 505 ) يقول :
ابسوقنا زيدان ايفتح بالليل
من طلعتا لي غيبتا مال الويل
مسكين لكن أخس ويحكي إبحيل
او عنتر ابونو سبع مثل السرحان
قد يحتاج القارئ الكريم من غير اهل مدينة الموصل الى تفسير لكثير من الكلمات الواردة وهذا حق . وها هي بعضا من معاني الكلمات وحسبما اوردنا الرباعيات : امفصلي اي مقدرة ومكتوبي اي مكتوبة واشكثغ اي كم هي كثيرة ومنكوبي اي منكوبة دوما ودحق اي إنظر واصلها (حدق ولكنها قلبت لسهولة اللفظ ) وطاكيتي من الطاكية غطاء الرأس ، والمنقوبي اي المثقوبي ، والعوام اي العامة ودنفضلو اي لنفضله ، وانغيد اي نريد وهل بت معناها لأن وغاح اي راح اي سوف والمحلي اي المحلة او الحي وينعغفون اي سوف يعرفون وابغيغا اي بغيرها والحكي اي الكلام والصاية رداء رجالي يلبسه الرجال والجويغب اي الجوارب وبنوجد اي يوجد ومشط الصوف مشط من اسنان حديدية يمشط به الصوف ليكون قابلا للغزل واثخان اي سميكة وابو العلم (شيال العلم ) عائلة موصلية معروفة متخصصة برفع العلم الاخضر في المناسبات الدينية ومتحندل اي ممسك ومتشبث بالعلم وبينو اي به وخلفو أي خلفه ومن الخلق اي من الناس واتبوس اي تقبل والقيطان اي الشريط المربوط بساري العلم ، ومن محيليلا اي من محلاتها واحياءها السكنية وشغسوق اي محلة شهر سوق وهي من اقدم محلات الموصل اي اشهر سوق وكان فيها اسواق اربعة (جهار سوق ) والغلي اي الغلة والميوه الفاكهة وبالسلي اي بالسلة ويمنا اي بقربنا والبيزة الجبن المخلوط بنبات بري يشبه الثوم وميران عشيرة كردية ويتقصب عند القصاب اي يقطع اللحم ، ونخمي وقبرغة قطع اللحم والجرك قطعة مثلثة تحتوي على قاعدة من انصاف فقرات العمود الفقري وجوانبها من الاضلاع المتصلة بالفقرات والعظم زالزوغ اي الزور فقرات الرقبة وآيري اي على حده وما ياخذو اي لايأخذه والفزكان اي البطران وبسوقنا اي في سوقنا في قيصرية السبع ابواب ، وزيدان احد الاشخاص في القيصرية هذه وايفتح بالليل اي يفتح دكانه مبكرا عند الفجر ومن طلعتا لغيبتا اي منذ شروق الشمس الى غروبها وغيبتها اي غيابه واخس اي اخرس في لسانه حبسة ويحكي ابحيل اي يتكلم بسرعة وابونو اي والده وسبع اي الاسد .
اتمنى على ولده الاخ الاستاذ يعرب ان ينشر هذه الرباعيات الجميلة ، وان لاتبقى حبيسة الادراج ، فتضيع كما ضاعت قبلها الكثير من الموضوعات التي لها صلة بتراثنا الشعبي ، وفولكلورنا العراقي والموصلي العريق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...