تجارة الخيول في الموصل *
ا.د. ابرهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
تجارة الخيول في الموصل من الموضوعات
المهمة والجميلة ، وكثيرا من كبار السن في الموصل يتذكرون هذه التجارة التي كانت
تدر ارباحا كثيرة وتشكل عمودا مهما من اعمدة الاقتصاد الموصلي. وقد سبق لي ان تحدثت عن هذا الموضوع في رسالتي الموسومة
"ولاية الموصل 1908-1922 "1975 وذكرتٌ احصائيات تتعلق بحجم التبادل
التجاري بين الموصل والهند للسنوات 1909 و1910 و1911 اعتمادا على تقارير القنصلية
البريطانية في الموصل ، وقلت ان صادرات الموصل الى الهند بلغت مثلا سنة 1911
(163500 ) جنيه استرليني
كما قلت ايضا ان خيول الموصل كانت من أجود الخيول العربية ،
وكانت تجارتها رائجة في الهند بصورة خاصة منذ اواخر القرن التاسع عشر .
وقد برز من اهالي الموصل من تخصص في تربية الخيول وفي تجارة الخيول بين الموصل والهند ومن هؤلاء (الحاج علي الطالب) و(جار
الله الطالب) وكان السيد (عبد اللطيف جار
الله الطالب ) قد بقي في الهند وتزوج من ابنة مهراجا وتوفي سنة 1956 وكان يتاجر في
الخيول . كما كانت هناك اسرة ال سلو ، واسرة ال النجيفي تهتم
بتربية الخيول والتجارة بها حتى ان احدهم وهو الدكتور محمد عبد العزيز النجيفي الف كتابا
باللغة الانكليزية نُشرته دار المدينة في المملكة المتحدة سنة 2012 عن الخيول بعنوان (الخيول العربية
الاصيلة ) THE PUREBRED ARABIAN HORSES OF IRAQ :Myths and Realities ،وقد طبع في دار المدينة بالمملكة المتحدة سنة 2012 وهو من اهم ماكتب عن الخيول العربية الاصيلة .
والكتاب من الحجم الكبير ويقع في 238 صفحة وهو مدعم بالصور الجميلة للخيول واصحابها وفيه ثمانية فصول تتناول تاريخ الخيول العربية منذ فترة ماقبل الاسلام ثم يتابع المؤلف وضع الخيول فيما بعد ومرابط الخيول ومواصفاتها واصالة انسابها .
والكتاب من الحجم الكبير ويقع في 238 صفحة وهو مدعم بالصور الجميلة للخيول واصحابها وفيه ثمانية فصول تتناول تاريخ الخيول العربية منذ فترة ماقبل الاسلام ثم يتابع المؤلف وضع الخيول فيما بعد ومرابط الخيول ومواصفاتها واصالة انسابها .
ومن تجار الخيول جماعة من ال حمو القدو الاسرة الموصلية الثرية
المعروفة
وقد اشار الاستاذ سليمان فيضي الموصلي كذلك في كتابه "في
غمرة النضال " الذي نشره ولده الدكتور عبد الحميد سنة 1952 الى هذه التجارة وقال
ان تجار الموصل كانوا ينزلون بالخيول الى
البصرة بالاكلاك ومن هناك ينقلونها الى الهند .
كانت الخيول الموصلية معروفة برشاقتها
، وجمالها ، وعراقتها وقد وصفها احد الرحالة الانكليز سنة 1888 وهو ( وليم فرنسيس انسورورث)
بأنها (ملكة سلالة الخيول العربية ) .
قد ذكر الاستاذ الدكتور جاسم محمد
العدول في مقالة له عن ( تجارة الخيول في العراق ابان القرن التاسع عشر ومطلع
القرن العشرين ) : ان البلاطات الاوربية
كانت تتهافت على اقتناء الخيول الموصلية حتى ان
البلاط الفرنسي ارسل وفدا الى العراق بهدف شراء الخيول العراقية الاصيلة
ومن هنا غدت صادرات العراق من الخيول واحدة من ابرز صادراته الخارجية في القرن 19
ومطلع القرن العشرين .
وكانت الخيول الموصلية تصدر الى اوربا
كما تصدر الى الهند
* وكانت الخيول تنقل عبر الاكلاك الى
البصرة ومن هناك تنقلها البواخر الى بومبي في الهند .وكانت لتجار الخيول في الموصل
علاقات مع تجار الخيول في البصرة ومنهم ال عبد الله الفارس واولاده
وقد اشارت الاحصائيات الى ان عدد ما
صدر من العراق من الخيول في ثلاثينات القرن التاسع عشر يزيد عن ( 2500 ) جواد سنويا .
وكانت هذه التجارة تدر ارباحا وفيرة ؛
ففي الموصل كان الجواد يشترى ب(10 )
باونات ويباع ب(70 ) باونا استرلينيا في الهند .
وهناك مسألة لابد من الاشارة اليها
وهي ان السلطات العثمانية وخوفا من انقراض الخيول العراقية الاصلية فرضت سنة 1870 (حظرا
) على تجارة الخيول وفرضت غرامات مالية . ثم عادت هذه السلطات فسمحت بتجارة الخيول
سنة 1903 .
لكن هذا لم يمنع التجار من التهريب اقصد تهريب الخيول الى خارج العراق ولدينا احصائيات تقول انه في سنة 1905
ارتفع عدد ما صدر من الخيول من ميناء
البصرة الى الهند كما يقول لوريمر في كتابه (دليل الخليج ) الى (
2262 )
جوادا .
وقد ظلت الخيول تحتل مكان الصدارة في قائمة صادرات
الموصل الى اوربا والى الهند .
كما وجدت الحكومة العثمانية وسائل
للاهتمام بالخيول العراقية فأصدر السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 قرارا
بتشجيع تربية الخيول عن طريق اقامة معارض الخيول واجراء مسابقات للخيول الاصيلة .
وقد استمر الاهتمام بالخيول العربية
في الموص حتى الان واتذكر انه كانت هناك مقهى في الباب الجديد يجلس فيها محبو
الخيول وكانت هناك جريدة تصدر بإسم (المضمار ) تهتم بمسابقات الخيول او ما كان
يسمى ( الريسزز ) .
*ملخص لبحث غير منشور عن تجارة الخيول
في الموصل .
تعليق على الصور : في اطروحتي "ولاية الموصل "1975 والتي قدمت الى كلية الاداب –جامعة
الموصل ، ذكرتٌ احصائيات تتعلق بحجم التبادل التجاري بين الموصل والهند للسنوات
1909 و1910 و1911 اعتمادا على تقارير القنصلية البريطانية في الموصل ، وقلت ان
صادرات الموصل الى الهند بلغت مثلا سنة 1911 (163500 ) جنيه استرليني وقلتٌ ان
خيول الموصل كانت من أجود الخيول العربية ، وكانت تجارتها رائجة في الهند بصورة
خاصة منذ اواخر القرن التاسع عشر .. وقد برز من اهالي الموصل من تخصص في تجارة الخيول بين الموصل والهند ومن هؤلاء (الحاج علي
الطالب) و(جار الله الطالب) الذي تظهر صورتيه الى جانب هذه السطور وكان السيد (عبد
اللطيف جار الله الطالب ) قد بقي في الهند وتزوج من ابنة مهراجا وتوفي سنة 1956
وكان يتاجر في الخيول وفي الصورة يبدو الاول من اليمين وهو يمسك الفرس (يلبس
سيدارة ) ، وعلى يساره السيد احمد جاجان الطالب والد الاستاذ هشام الطالب (يلبس
الفيس -الفينة ) . ومن الجهة الثانية السيد احمد السلو تاجر خيول موصلي كذلك وهو
جد الصديق عمر السلو وغيرهم ومن تجار الخيول جماعة من ال حمو القدو الاسرة الموصلية
الثرية المعروفة وقد اشار الاستاذ سليمان فيضي الموصلي كذلك في كتابه "في
غمرة النضال " الذي نشره ولده عبد الحميد سنة 1952 الى هذه التجارة وكان تجار
الموصل ينزلون بالخيول الى البصرة بالاكلاك ومن هناك ينقلونها الى الهند
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق