القاص والروائي حمد صالح ...استذكارات
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
القاص الموصلي المرحوم الاستاذ حمد صالح 1948-1985 قاص كبير لكنه مات وهو في مقتبل العمر .. هل كان مقهورا ؟هل كان يعاني من ظلم الزمان واهل الزمان ؟اسئلة اجاب عنها القاص والكاتب الكبير المرحوم الاستاذ انور عبد العزيز وهو يكتب مقالا رائعا عن (حمد صالح ..ذلك المبدع المقهور ) في (ذاكرة مدينة 29-3-2014 ) قال عنه انه كان يعاني من عقدة القاص حمد جنداري وكانت الصحافة الادبية العراقية والعربية قد فتحت ذراعها لمحمود واغلقته على حمد صالح . لكن كانا صديقين حميمين .
المرحوم الاستاذ سالم العزاوي كتب عن القاص حمد صالح في مجلة (الاداب ) البيروتية في منتصف سبعينات القرن الماضي عبر فيها عن تقاليد حمد صالح في كتابة سردياته القليلة .كتب حمد صالح العديد من القصص التي أخذت تظهر تباعا في الصحف والمجلات بعد موته وتلك حالة غريبة عندنا في الشرق ، ما ان يموت الانسان حتى تزداد قيمته وتبرز خصائصه ومنجزاته .كان حمد صالح يعيش حالة من الاغتراب (الالينة ) وكان يدرك عبثية الحياة ولا جدواها .
كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعته موسوعة (أعلام الموصل في القرن العشرين )2007 وقال عنه انه من مواليد قرية (جميلة) التابعة لقضاء الشرقاط .. لم ينه دراسته الثانوية بل تطوع في القوات المسلحة وشارك في حرب تشرين سنة 1973 وبعد سُرح من الجيش اتجه الى الوظيفة فعين في احدى دوائر الزراعة واتجه الى كتابة القصة متأثراً بصداقته لمحمود جنداري اصدر مجموعته الاولى (الملاذات) سنة 1982 أظهر فيها كل ما كان يحمل من كآبة وخذلان .
ومن قصصه الشهيرة قصته ( اهتمامات يومية ) .وكان مما يميز قصص حمد صالح في مجموعته (الملاذات) انها تجارب مرت به أو عاشها كما في قصص (الانفاس، سفر العودة، الحكيم (الملاذات) وثلاث قصص سمعها في قريته (جميلة) وهي (وجهان من القرية ، وتلك الشجرة المباركة ، واهتمامات يومية) .
وكثيرا ما كان حمد صالح يعمد الى السرد في التعبير عن احداث قصصه في (الملاذات) وهو سرد جيد يتركز ويعبر بشكل مناسب للحدث كما في قصصه (الانفاس، تلك الشجرة المباركة، سفر العودة، وجهان في القرية) ويتسع السرد ويصبح فضفاضاً على الحدث في قصصه (الجامع، الحكيم، اهتمامات يومية) ويتراوح بين التركيز والدقة والترهل كما في قصة (الملاذات).. وهو طلي الاسلوب جميله ، وتعبر جمله عن الفكرة التي يريد عرضها. وقد اعتمدت قصص وروايات حمد صالح إظهار حالات الصراع المكاني والزماني .
إن مما يمكننا قوله ان الضرورة تقتضي ان يقدم احد الشباب من الدارسين ليجمع ما تركه حمد صالح ويطبعه ويجري عليه دراسة اكاديمية تليق به .. ومما ترك رواياته (مملكة الربيع ) و(تحت سماء واطئة ) و(آلهة المقابر ) . فضلا عن العديد من القصص المثوثة في صفحات الجرائد والمجلات وكان -رحمه الله - شاعرا ايضا وله قصائد يمكن ان تمتد اليها يد العناية ايضا .
علق الدكتور احمد صالح على ما كتبته عن المرحوم حمد صالح فقال :" نعم ترك ارثا انسانيا يستحق الدراسة تمثل بخمس مجاميع قصصية وخمس روايات وديوان شعر.. قدمت عنه دراسة اكاديمية (رسالة ماجستير) الى كلية التربية جامعة الموصل اضافة الى اكثر من رسالة تخرج عن عدد من قصصه القصيرة...وقد بادر اتحاد الادباء والكتاب في نينوى مشكورا بطبع اعماله الكاملة واصدر جزءين تضمنا الاعمال القصصية قبل ان تعصف نيران الظلاميين لتحرق الادب والعلم والتاريخ والحاضر..
اكرر شكري استاذ د.ابراهيم العلاف.."
رحم الله الاستاذ حمد صالح وجزاه خيرا وغفر له .
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
القاص الموصلي المرحوم الاستاذ حمد صالح 1948-1985 قاص كبير لكنه مات وهو في مقتبل العمر .. هل كان مقهورا ؟هل كان يعاني من ظلم الزمان واهل الزمان ؟اسئلة اجاب عنها القاص والكاتب الكبير المرحوم الاستاذ انور عبد العزيز وهو يكتب مقالا رائعا عن (حمد صالح ..ذلك المبدع المقهور ) في (ذاكرة مدينة 29-3-2014 ) قال عنه انه كان يعاني من عقدة القاص حمد جنداري وكانت الصحافة الادبية العراقية والعربية قد فتحت ذراعها لمحمود واغلقته على حمد صالح . لكن كانا صديقين حميمين .
المرحوم الاستاذ سالم العزاوي كتب عن القاص حمد صالح في مجلة (الاداب ) البيروتية في منتصف سبعينات القرن الماضي عبر فيها عن تقاليد حمد صالح في كتابة سردياته القليلة .كتب حمد صالح العديد من القصص التي أخذت تظهر تباعا في الصحف والمجلات بعد موته وتلك حالة غريبة عندنا في الشرق ، ما ان يموت الانسان حتى تزداد قيمته وتبرز خصائصه ومنجزاته .كان حمد صالح يعيش حالة من الاغتراب (الالينة ) وكان يدرك عبثية الحياة ولا جدواها .
كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعته موسوعة (أعلام الموصل في القرن العشرين )2007 وقال عنه انه من مواليد قرية (جميلة) التابعة لقضاء الشرقاط .. لم ينه دراسته الثانوية بل تطوع في القوات المسلحة وشارك في حرب تشرين سنة 1973 وبعد سُرح من الجيش اتجه الى الوظيفة فعين في احدى دوائر الزراعة واتجه الى كتابة القصة متأثراً بصداقته لمحمود جنداري اصدر مجموعته الاولى (الملاذات) سنة 1982 أظهر فيها كل ما كان يحمل من كآبة وخذلان .
ومن قصصه الشهيرة قصته ( اهتمامات يومية ) .وكان مما يميز قصص حمد صالح في مجموعته (الملاذات) انها تجارب مرت به أو عاشها كما في قصص (الانفاس، سفر العودة، الحكيم (الملاذات) وثلاث قصص سمعها في قريته (جميلة) وهي (وجهان من القرية ، وتلك الشجرة المباركة ، واهتمامات يومية) .
وكثيرا ما كان حمد صالح يعمد الى السرد في التعبير عن احداث قصصه في (الملاذات) وهو سرد جيد يتركز ويعبر بشكل مناسب للحدث كما في قصصه (الانفاس، تلك الشجرة المباركة، سفر العودة، وجهان في القرية) ويتسع السرد ويصبح فضفاضاً على الحدث في قصصه (الجامع، الحكيم، اهتمامات يومية) ويتراوح بين التركيز والدقة والترهل كما في قصة (الملاذات).. وهو طلي الاسلوب جميله ، وتعبر جمله عن الفكرة التي يريد عرضها. وقد اعتمدت قصص وروايات حمد صالح إظهار حالات الصراع المكاني والزماني .
إن مما يمكننا قوله ان الضرورة تقتضي ان يقدم احد الشباب من الدارسين ليجمع ما تركه حمد صالح ويطبعه ويجري عليه دراسة اكاديمية تليق به .. ومما ترك رواياته (مملكة الربيع ) و(تحت سماء واطئة ) و(آلهة المقابر ) . فضلا عن العديد من القصص المثوثة في صفحات الجرائد والمجلات وكان -رحمه الله - شاعرا ايضا وله قصائد يمكن ان تمتد اليها يد العناية ايضا .
علق الدكتور احمد صالح على ما كتبته عن المرحوم حمد صالح فقال :" نعم ترك ارثا انسانيا يستحق الدراسة تمثل بخمس مجاميع قصصية وخمس روايات وديوان شعر.. قدمت عنه دراسة اكاديمية (رسالة ماجستير) الى كلية التربية جامعة الموصل اضافة الى اكثر من رسالة تخرج عن عدد من قصصه القصيرة...وقد بادر اتحاد الادباء والكتاب في نينوى مشكورا بطبع اعماله الكاملة واصدر جزءين تضمنا الاعمال القصصية قبل ان تعصف نيران الظلاميين لتحرق الادب والعلم والتاريخ والحاضر..
اكرر شكري استاذ د.ابراهيم العلاف.."
رحم الله الاستاذ حمد صالح وجزاه خيرا وغفر له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق