بمناسبة الاعياد المجيدة وبدء العام الجديد 2014 اتصل بي بعض تلاميذي النجباء من داخل العراق وخارجه مهنئين وسائلين عني في مشيبي، فعادت بي الذكرى الى أيام زمان، على الرغم من مرور نحو نصف قرن مايزال الكثير من تلاميذ مدرسة شمعون الصفا يذكرون بخير مربيهم ومدير مدرستهم وقد اصبح معظم تلاميذ الامس رجال اليوم بعضهم اساتذة واطباء ومهندسون ومنهم ايضا تجار ورجال دين وإعلام ومحامون وارباب صناعات وغيرهم مما يرفع الرأس ويدعو الى الغبطة. كل هذا دعاني الى نشر هذه النبذة عن اخبار )مدرسة شمعون الصفا( المعروفة وقد اصبحت جزءا من تاريخ المدينة التليد بما انجبته من رجال يعتزون بها وتفاخر بهم.
ها اني اسجل هذه الاسطر المقتضبة عن مسيرة المدرسة العريقة ثم اعود لذكر اشهر التلاميذ الذين بدأوا تعليمهم في صفوفها واعرض صورا تذكارية لتلاميذ تلك الصفوف وصورا اخرى عن المناسبات والحفلات.
فتحت المدرسة سنة 1855 بهمة القس جرجس خياط (بزوعي) الموصلي القادم من روما سنة 1853 حاملا الشهادات العالية ومزدانا بالثقافة الممتازة والغيرة، فتح المدرسة برعاية السيد البطريريك مار يوسف اودو، وذلك في غرف بيعة شمعون الصفا العريقة المجاورة وقد اخذت المدرسة اسم البيعة المذكورة. تعثرت مسيرتها بسبب الظروف التاريخية الطارئة اكثر من مرة. ثم انتقلت الى مبنى مقابل يسمى (بيت المطبعة) ولما صار هذا المكان مدرسة للبنات انتقلت شمعون الصفا إلى مبنى آخر هو بيت "انطون الصراف" (قرب الساعة) ثم بعد الانتهاء من بناء المدرسة (الحالية) بطابقها الاول انتقل التلاميذ اليها سنة 1927 ومايزال الدوام متواصلا فيها.
تعاقب على ادارتها والتعليم فيها بعض القسس وغيرهم من المعلمين المؤهلين. ومن أشهر المدراء الذين تعاقبوا على ادارتها والتعليم فيها سنين طويلة القس جبرائيل نعمو والقس سليمان صائغ.
وممن تعاقب على إدارتها منذ سنة 1927 الاساتذة: شكري عبد الاحد خضر من أهالي كركوك (1927-1941)، سعيد ججاوي (1941-1959)، اسحق حنا عيسكو(1959-1965) ، بهنام سليم حبابه(1966-الى نهاية 1972).
وبعد تشكيل الحكم الوطني في العراق اصبحت المدرسة رسمية تعود مسؤوليتها لمديرية المعارف كما انها طائفية لها امتيازات خاصة من ذلك تعليم الدين المسيحي للتلاميذ والالتزام بالعطل المسيحية الرسمية ايام الاحاد والاعياد. وقد شيدت الطائفة الكلدانية طابقا ثانيا فاصبحت رحبة كثيرة الصفوف والشعب، وبلغ عدد تلاميذها في ايامي حوالي 520 تلميذا فهي ابتدائية كاملة بـ12شعبة. ومساحة المدرسة اكثر من 1000متر مربع ساحتها واسعة تستوعب مختلف الفعاليات والمناسبات.
وبعد نقلي من المدرسة تعاقب على إدارتها أساتذة آخرون، بالوكالة او الاصالة، كان من ابرزهم بعد ازدواج المدرسة بانضمام مدرسة البنات اليها: عزيز ميخا عمران ثم جليلة يوسف بهنام. و تكاثر عدد التلاميذ والتلميذات في دوامين صباحي ومسائي من اولاد المنطقة والمناطق المجاورة. ومدير المدرسة اليوم هو الأستاذ وافر اسماعيل هداد.
كانت مديرية التربية في الموصل منذ سنة 1967 قد اصرت على تغيير اسم شمعون الصفا وكذلك اسم (مارتوما). وقدمتُ في حينه اقتراحا بتديل الاسم الى مدرسة (بابل). كما جعلوا اسم مدرسة مارتوما (الغسانية) . وبعد 2003 اعادوا اسم المدرسة القديم (شمعون الصفا) ومايزال.
اما الاساتذة المعلمون فهم كثيرون لايسعني ذكر اسمائهم انما اسجل للتاريخ اسماء البارزين منهم وهم:
- القس عمانؤئيل ددي: خدمته 1920_1954 - معلم الدين المسيحي واللغتين الكلدانية والعربية.
-عبد الكريم داؤد بني: معلم كفوء للاجتماعيات تقاعد سنة 1954 مثقف يحسن قراءة المسمارية، توفي سنة 1984.
- الاستاذان الشماسان عزيز بطرس وأخوه حنا بطرس الموسيقار المعروف وهو شهير بالالحان الدينية الكلدانية والوطنية.
- كوركيس عواد: داوم معلما في المدرسة اربع سنوات الى1936 ثم انتقل الى بغداد واصبح فيما بعد عضو المجمع العلمي العراقي. صاحب مؤلفات عديدة وهو تلميذ سابق فيها مع اخيه الاستاذ ميخائيل عواد. وهو علامة معروف وعضو المجمع العلمي العراقي له عدة مؤلفات وأبحاث ودراسات.
- سعيد شابو: معلم ممتاز للنشيد والموسيقى (فقد كان للمدرسة فرقة موسيقية) بأدواتها المعروفة وكانت تعزف في المناسبات الدينية والوطنية. وهو ملحن النشيد الشهير (لاحت رؤوسُ الحرابِ).
- محمود إسماعيل مصطفى: أمضى كل سني خدمته في هذه المدرسة (27سنة) وكان اريحيا لطيف المعشر (توفي عام 1970).
خليل عبد الاحد الدوري: تعين معاونا للمدرسة سنين عديدة وكان كفوءا بتعليم الحساب والقياسات.
ومن الذين داوموا التعليم في المدرسة أوقاتا مختلفة:
الياس جرجس زينا – سفرداؤد المختار- يعقوب يوسف رسام – بطرس عبدالكريم نقاشه – جميل قير – كمال سعيد عيواز – ادمون عزيز ابراهيم - سعيد اسطيفان صباغ – مجيد داؤد عجاج – ساهر عبد المسيح – طارق حميد الحيالي – مظفر سعيد الراوي– إبراهيم الدباغ مع محاضرين لتعليم الدين المسيحي: القسس: يوسف كججي – حمدي نادر- جبرائيل باكوس – جرجس القس موسى – جاك اسحق.
ومن التلاميذ فقد تعلم في المدرسة خلال السنين المئات، امتلأت بهم سجلات القيد العام وقد صار منهم وزراء ونواب واطباء وصيادلة ورجال دين واساتذة ومهندسون وضباط وجنود. واستشهد منهم اكثر من ثلاثين في مختلف الوقائع في العقود الاخيرة من السنين. ولا يسعني ذكرهم فلا سبيل لذلك منهم مع اعتذاري واعتزازي بالجميع ..
وفي مقدمة من تعتز مدرسة شمعون الصفا بذكر اسمه الكريم هو سيدنا الجليل مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان، فقد أمضى فيها أربع سنوات ثم انتقل إلى المدرسة المنذرية في مار ايشعيا.
المطران جاك اسحق/ المطران الشهيد مار بولس فرج رحو(+2008)/ د. وليد جورج غزاله و د.شوقي ود. خال بشير غزاله/ خالد عبد الكريم بني/عامر جرجيس جورا (عميد مهندس متقاعد) وليث جرجيس جورا(ماجستير هندسة)/الدكتور رمزي حبيب اسمرو(عقيد طبيب متقاعد)/ – الدكتور نوئيل بطرس الخوري/ د.نبيل آدمو/ سعدالله وفائق ونوئيل أولاد ناصر حبابه/ بهجت ونافع سمعان حبابه/ نضير وعادل وممتاز وموفق بشير حبابه/ لطفي ونوئيل اسكندر سلمون/ الدكتور فائز حميد الدباغ/ الفس نوئيل فرمان(يخدم في كندا)/ يعرب ابراهيم الدباغ (عقيد شرطة متقاعد)/ وليم خمو وردة (ماجستير علوم سياسية)/ ماهر ميخا (مهندس)، وخاله عنان فضيل فرنسو / القس ماهر نيسان/ أمير هرمز/ صباح ميخا / عدنان فرنسو بولس وأخوه بهنام/ ليث يونس رحيمه/ هرمز كوريال/ سعيد خمو/ رغيد جرجيس نقاش/ القس صباح كمورا واخوته/ عماد يوسف حنا/ صباح يوسف حنا(عميد مهندس متقاعد)/ خالد يوسف حنا واخوته صلاح وفلاح وعادل/ عدنان وغسان وغدير سالم قزازي/ أولاد وعدالله قزازي/ نمرود زوزو( مفتش اختصاص)/ نائل نجيب طوبيا واخوته/ رائد خليل الدوري/ خيري فرحو/ د.هلال عبد اصفر واخوته/ نبيل وأمير ابلحد باكوس/ نصرت سعيد ومارون سعيد تومايي/ عماد نيسان واخوته/ منير زيتو (محام)/ خوشابا كوركيس مدير ثانوية سابق في دهوك/ طلال ايليا قاقو واخوته/ خالد محمود اسماعيل (استاذ جامعي )/ الاب نجيب موسى ميخائيل (راهب دومنكي) واخوته/ رياض لطفي شعان (مهندس) واخوه رعد/عامر جميل توشي وإخوته/ - الشهيد اردوان جميل القس واخويه بهجت وبسام .
تقع المدرسة في محلة الرابعية بمنطقة الساعة، كان موقع المدرسة ساحة خربة تسمى (حوش الجِمال) اشترتها الكنيسة من الوزير داؤد يوسفاني وشرعت بتعميرها وانتقل اليها الطلاب 1927 وماتزال .
وهي أفضل مكان لإقامة الحفلات وتمثيل المسرحيات فقد مثلت فيها رواية (عاقبة الغدر والخيانة) في 25\7\1930 وعلى مسرحها مثلت أيضا رواية الأمير الحمداني 1937 ويوسف الصديق والهوراس كما أقيم فيها الحفل التأبيني الكبير للبطريرك مارعمانوئيل الثاني في 30\8\1947 .
وكانت مديرية المعارف قد تعاقدت مع إدارة أوقاف الطائفة الكلدانية على ايجار سنوي رمزي مقداره دينار واحد فقط.
أعداد التلاميذ
كان عدد التلاميذ المسجلين منذ سنة 1926 في سجل القيد العام 4760. وان أول تلميذ سجل منذ ذلك التاريخ عبد الأحد متي الريس (القوشي). أصبح بعدئذ محاسب مديرية طابو الموصل. كما داوم ابنه ايميل في المدرسة.
إذن فقد كان عدد التلاميذ في القرن الماضي يربو على 500 تلميذ بينهم نحو الاربعين من التلاميذ المسلمين ابناء المنطقة وسواها كان اولياؤهم يفضلون تسجيلهم في المدرسة كما قالت إحداهن إنها تريد تسجيل ولدها في مدرسة (شمعون مصطفى) مع رفاقه النصارى!! ودوام المدرسة اليوم مزدوج صباحي ومسائي فيه نحو 700 من التلميذات والقليل من الذكور بينهم عدد نزر من المسيحيين لايتجاوز عدد الاصابع. رحم الله ايام زمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق