بشير حمودات من رواد التربية والتعليم في الموصل*
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-العراق
حظيت الموصل ، منذ مطلع القرن العشرين ، بنخبة من المربين الذين عملوا في
سلك التربية والتعليم ، وكان لهم دور كبير في ارساء اسس المؤسسات التربوية والتعليمية
ليس في الموصل وحسب بل وفي العراق كله .. ومن هؤلاء المربين بشير محمد حمودات .
ولد بشير محمد حمودات سنة 1921 ، في الموصل واكمل دراسته فيها وقد تخرج في دار المعلمين الابتدائية .. وبعد
تخرجه عين في الاول من تشرين الثاني 1941 معلما في المدرسة العراقية الابتدائية ..
وكان مديرها انذاك المرحوم الاستاذ عز الدين المختار ثم اعقبه الاستاذ عبد القادر
سليم .
· في
سنة 1943 ، نسب بشير حمودات ليكون معلما للتربية الرياضية في المتوسطة الشرقية ،
وكان مديرها انذاك الاستاذ عبد العزيز جاسم ، ثم تولى بعده كمال صدقي ادارة
المدرسة (1944 ـ 1949) ، وكانت تقع في محلة الامام عون الدين ثم انتقلت سنة 1949
الى بناية في محلة النبي شيت وبعدها اصبحت اعدادية .
لم يبق بشير حمودات طويلا في المتوسطة الشرقية ، حيث أعيد معلما في مدرسة
باب البيض 1949 ـ 1950 ،وفي سنة 1951 ، نقل الى المدرسة الغسانية الابتدائية ،
ليصبح بعد اربع سنوات مديرا لها ، عين مديرا لمدرسة الرافدين الابتدائية ، وظل
فيها حتى احال نفسه على التقاعد في الاول من تموز سنة 1970 .
برز بشير حمودات في الميدان الرياضي
حيث عمل في هذا الميدان سنوات طويلة وقد شجع على تأسيس لجان رياضية في كل
المدارس التي انتقل اليها . كما بذل جهودا كبيرة من اجل اعداد رياضيين من الطلبة ،
وفي فروع كرة المنضدة ، وكرة الريشة ، وكرة الهوكي ، وكرة القدم ، وقد احرزت
المدرسة العراقية ، اثناء وجوده فيها مراتب متقدمة في الرياضة .
ومن الطلبة الذين كان لهم دور بارز في ذلك :خليل ابراهيم وعزيز الطرية
ويونس رفعت وحازم حديد و طه حمو وعبد
الستار حسين وعز الدين لافي و سالم
عزيز وعبد الواحد يوسف ، اما عندما عمل في
المتوسطة الشرقية فكان من ابرز الطلاب
الرياضيين محمود داؤود ومحمد طاهر حمودي وطه حمو ، وحسن عبد المجيد ، وعبد الله
كشمولة ،وعبد الستار حسين ، وكان فريق المدرسة
يخوض المباريات مع فرق مهمة كفريق الجيش وفريق القوة الجوية .
كان لبشير حمودات نشاطات واسعة في المجالات الرياضية والفنية والنقابية ،
فقد انتمى الى ( لجنة الفنون والرسم ) التي تشكلت في المتوسطة المركزية سنة 1943،
وكانت برئاسة يوسف بطرس ، ..كما كان عضوا في جمعية المعلمين .. ودرس في صفوف
مكافحة ( محو ) الامية ومنها تلك التي فتحت في المدرسة الغسانية ، .. وقد احرزت
المدارس التي اشتغل فيها على المراتب العليا من حيث تقييم المفتشين ( المشرفين)
التربويين . كما حصل على الكثير من كتب الشكر والتقدير من كل المدراء والمفتشين
الذي زاروه ، واكدت التقارير التي كتـبـت عـنه على ( سمو اخلاقه ) ، و((اخلاصه في
العمل )) , ((لتطوعه بالقاء المحاضرات في دروس مكافحة الامية مجانا ) و (لحصول
طلبته على نسب عالية في الامتحانات ) .
عندما أحال نفسه على التقاعد بعد (28) سنة من الخدمة في التعليم ، اتضح
بانه لم يحصل على أية اجازة ولم يسجل عليه أي غياب حتى ان ( مدير التربية
والتعليم) في الموصل سنة1970 الاستاذ عبد القادر عز الدين ، وجه اليه كتابا برقم
25162، وتاريخ 11 تموز 1970 جاء فيه : ((اتضح لنا من تدقيق ملفتك الشخصية اثناء
تنظيم دفتر خدماتك بمناسبة احالتك على التقاعد حسب طلبك ، بانك لم تتمتع طيلة مدة
خدمتك البالغة ثماني وعشرين سنة ، وثمانية اشهر بأي نوع من الاجازات ، ولم يسجل
حولك أي غياب مهما كان نوعه ، وهذا يدل على جهودك القيمة وعملك الدائب وحرصك
العميق على اداء الواجب وتفانيك ، وخدمتك المخلصة للمصلحة العامة مما كان له الاثر
الطيب في نفوسنا ،وعليه فاننا نكرر للمرة الثانية ، شكرنا وتقديرنا لك داعين من
الله تعالى ان يمدك بالعمر المديد ويمنحك الخير والتوفيق )).
وجهت نسخة من هذا الكتاب الى نقابة المعلمين ، المركز العام وفرع الموصل .
لقد كان بشير حمودات يؤكد بان سر نجاحه في مهامه التربوية والتعليمية يرجع الى
اعتقاده بان ((مهنة التعليم ، مهنة شريفة ومقدسة ، والنجاح فيها يكون للذي لديه
رغبة فيها ، والذي يقيم المعلم هم الطلاب )).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت في فتى العراق العدد(103) في9
شباط2006م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق