الجمعة، 7 يونيو 2013

علي جواد الطاهر مقاليا

القديم والجديد يلتقيان عند علي جواد الطاهر
 
سعيد عدنان يصدر كتابا جديدا عن الناقد العراقي الراحل الدكتور علي جواد الطاهر صاحب المكانة السامقة.
 
ميدل ايست أونلاين

بقلم: د. إبراهيم خليل العلاف

براعة الصياغة وطراوة اللغة
ليس ثمة أستاذ في النقد جمع بين الأصالة والمعاصرة مثل الأستاذ الدكتور علي جواد الطاهر (1919- 1996)، فلقد التقى عنده القديم والجديد وانسجما بشكل ملفت للنظر، وهو ناقد ومحقق وأديب احتل مكانة سامقة في المدرسة النقدية العراقية المعاصرة.
وقبل فترة أصدر صديقنا الأستاذ الدكتور سعيد عدنان كتابا جديدا عنه بعنوان "علي جواد الطاهر.. الناقد المقالي"، ولعل من أبرز ما أكد عليه المؤلف المبادئ التي توخاها الطاهر، وهو يمارس النقد، وأول تلك المبادئ أن النص من قصيدة أو مسرحية أو قصة أو ما إليها هو الأصل الذي يصدر عنه النقد، لا النظريات.
وثاني تلك المبادئ الجودة من أي أتت، من الأدب القديم أو من الأدب الحديث، وقد هيأ هذا المبدأ للدكتور الطاهر أن ينأى بقلمه عن التعصب للقديم لقدمه أو الحديث لحداثته.
ثم يأتي ثالث تلك المبادئ الصدق، وهو شرط في الإبداع، ومعناه أن يكتب المنشئ منسجما مع أعمق ما استقر في نفسه وأن ينطبق الظاهر على الباطن، فإذا سعى المنشئ أن يكتب عما لا يعتقد أخفق فنا وأخلاقا.
وتأتي إنسانية المضمون لتشكل المبدأ الرابع، ومعنى ذلك أن يكون النص مع الخير في سبيل الإنسان، وأن يكون صاحبه طيبا، فمن كان خبيثا لا يستطيع أن يبدع، ولا تنسى العمق فهو خامس المبادئ، أي ينبغي أن يكون للنص آفاق واسعة وتشابك لكي يكون أعلى في مدارج الفن.
وأخيرا لا بد من اكتمال الشكل الفني في الشعر وفي القصة وفي أي نوع آخر من أنواع الإبداع الأدبي والفني.
والخلاصة إن أهم ما كان يسعى إليه الناقد الطاهر هو الإبداع الأصيل، والموقف الإنساني.
وإذا كان الطاهر قد قرأ لنقاد عرب وأجانب إلا أنه كان يسم مقالته الأدبية ونقده المقالي بميسمه، وحقق في كل كتاباته الكثير، سواء في طريقة الأداء، أو في إدارة الفكرة، أو في براعة الصياغة وطراوة اللغة.
يأخذنا الأستاذ الدكتور سعيد عدنان في كتابه الشيق ويرحل بنا عبر فضاءات الطاهر النقدية، ويجول ويصول في مقالاته المنشورة على صفحات الجرائد والمجلات العراقية والعربية ليقول لنا، وبكل ثقة، إن علي جواد الطاهر ناقد مقالي اجتمعت له ملكة الإنشاء، وملكة النقد، بل أن النقد والإنشاء هما اللحمة والسدى في فكره الأدبي، ومنهجه النقدي.
ونقد علي جواد الطاهر، في حقيقة الأمر، نقد منظم ترتبط فيه النتائج بأسبابها. يقف عند النصوص ويزيد القارئ فهما لها، ويقينا أن الطاهر استطاع أن يجمع حوله جمهورا واسعا من المعجبين بكتاباته النقدية، خاصة وأنه كان يتحلى على مستوى الشخصية بالطيبة، والصدق، والرحمة، والمحبة، والتواضع، فكنا، نتابع، وبشغف شديد عموده الأثير في جريدة الجمهورية (البغدادية) في السبعينيات من القرن الماضي والموسوم: (وراء الأفق الأدبي) لنتعرف على جديد العراق في الشعر والقصة والرواية، ولحسن الحظ، فقد جمعت كتاباته النقدية التي كان ينشرها في الصحف والمجلات، في كتب صدر معظمها ومنها كتبه: أساتذتي ومقالات أخرى، الباب الضيق، تحقيقات وتعليقات، كلمات، مقالات، من يفرك الصدأ، ومن حديث القصة والمسرحية.
نشد على أيدي صديقنا الأستاذ سعيد عدنان، ونأمل في أن يقدم لنا المزيد من الدراسات والبحوث في مجال النقد والإبداع العراقيين.
أ. د. إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية - جامعة الموصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...