الأحد، 3 فبراير 2013

سيد عبد البرجس ثالثة


 سيد عبد البرجس ثالثة 
بقلم :الدكتور ماهر جلو 
استاذي د ابراهيم العلاف ( فنحن من طلابك في السنة الاولى في كلية طب الموصل في العام الدراسي 1975-1976)  وعزيزي د نبيل نجيب .. استمتعت كثيرا بما كتبتم عن سيد عبد كما كنا نسميه .. و اعدتم للذاكرة ايام مضت .. اعرف هذا الرجل حق المعرفة .. فمقره الرئيسي في باب سنجار كان في واجهة سيف الوالد المرحوم خليل ابراهيم جلو شريك العم الطيب المرحوم حسين علي العمر لسنوات طويلة و كلاء للمواد الانشائية .. اولاد العم حسين علاء و صلاح و محمد حاليا في عمارة الدار البيضاء في راس شارع النجيفي ( سلامي الحار لهم ان صادف مروركم هناك فهذا نموذج بسيط من عشرة العمر بين عوائل الموصل لايفرقها دين او مذهب).. و كنت غالبا ما اقضي شهور الصيف هناك .. كان يبدأ نهاره مبكرا .. و كما ذكر د نبيل كان لا يوزع سوى الحامض حلو ذي اللون الاحمر .. و كان يصر ان ان تكون حصة للجنس اللطيف ان صادف مرورهم من هناك .. كما ان له اشخاص اثيريين لديه يصر ان لا يردوا يده و هي تنقدهم حصتهم من الحامض حلو .. اتفق معك يانبيل في الانفصام الذي يعانيه .. الا اني اذكر له انه كان مسالما .. اشاهده لسنوات عديدة و لم اذكر انه سبب اذى لاحد .. ربما يكون رد فعل الاخرين من هيئته مدعاة للهروب منه .. فيزيد من اصراره على اللحاق بهم من اجل التقاط الحلوى منه و هذا يكفيه .. بمرور الوقت عرف الجميع طباعه و لم يترددوا في استلام حصتهم منه و كان هذا مدعاه لسروره .. و كان له يومي السبت والثلاثاء ايام تجديد النشاط حيث كنت اشاهد كميات كبيرة من اكياس الحامض حلو في باب السيف .. لا ادري هل هي تبرع من اصحاب مصانع الحلويات او من شراءه مما ينقده المارين في بعض الاحيان .. لم يكن متسولا شان بقية المتسولين الذين يلحون في الطلب و لم يكن يهمه ان رميت خمسة فلوس او عشرة فلوس في مفروشة في باب السيف او لم ترم .. اكتشفنا لاحقا ان له عائلة .. كنا مكلفين بالمشاركة في انجاز الاحصاء السكاني لا اذكر في اي سنة .. و كانت منطقتنا هي الزنجيلي .. و لدى زيارتنا احد البيوت في مكان قريب من موقف التسفيرات كانت ربة البيت تدلي بالمعلومات اللازمة لملا الاستمارة .. سألنا عن مهنة الزوج .. ترددت ثم قالت موزع حلويات .. استفسرنا اكثر لنعرف هل تعني صاحب دكان .. او معمل .. او غير ذلك لوجود حقول تصنيف عديدة في حقل المهنة .. اخبرتنا بعد جهد و تردد انها تقصد سيد عبد .. كان صندوقا اسود حافلا بالاسرار اظنها ستبقى رهن التحليل و الدراسة من وجهات نظر مختلفة .. شكرا لكما و انتم تعيدون ذكريات الموصل التي لا تنمحي من الذاكرة .. دمتم بفرح
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...