الخميس، 7 فبراير 2013

في 2008 حزنا على الدكتور سهيل ادريس واليوم 2013 نحزن على مجلته : " الاداب "

في 2008 حزنا على الدكتور سهيل ادريس واليوم 2013 نحزن على مجلته : " الاداب "
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل
في 19 من شباط -فبراير 2008 فقدت الاوساط الثقافية، والصحفية ،والادبية العربية ، علما من أعلامها .. ومدرسة متميزة من مدارسها الفكرية ، ذلك هو الاستاذ الدكتور سهيل ادريس (1925 ـ2008) الروائي ، المترجم ، والناشر ، والاستاذ الجامعي ، وشيع الى مثواه الاخير في بيروت .. وقد عرفنا الدكتور سهيل اكثر مما عرفناه ، مؤسسا لمجلة الاداب ( البيروتية) التي تربت من خلال ما كانت تنشره ، أجيال واجيال من المبدعين والمبدعات . ولعل ما يميز الدكتور سهيل ادريس ، أنه من اوائل الذين جمعوا في كتاباتهم بين الاصالة والمعاصرة .. في الادب والفكر العربيين .. الاصالة المتمثلة بالعروبة ، والمعاصرة المتمثلة بالحداثة . وكان، رحمه الله، يرى ان ليس ثمة تعارض بينهما ، خاصة وانهما يعدان ضرورة من ضرورة التقدم العربي . كما عرفناه في الستينات من القرن الماضي ،من أشهر الرواد العرب ، الذين أشاعوا (الادب الوجودي) ، فلقد تولت مجلة الاداب ، نشر الكثير من المقالات في هذا الاتجاه ..كما اضطلعت دار الاداب للطباعة والنشرالتي، اسسها سنة 1956، بترجمة النصوص الوجودية . وكان الدكتور سهيل ادريس ، الى جانب الدكتور عبد الرحمن بدوي ، من أشهر الكتاب والمفكرين العرب الذين ادخلوا التيار الوجودي الى الفكر العربي المعاصر .. وما زادنا معرفة بالدكتور سهيل ادريس انذاك ، اصداره روايته الشهيرة :( الحي اللاتيني) التي كتبها ايام كان طالبا في جامعة السوربون في فرنسا ، وعرض فيها تجربته كشرقي وانفعالاته والاحداث التي عايشها والتناقضات التي رصدها خاصة في مجال الصراع بين الشرق والغرب .و( الحي اللاتيني ) ،كما هو معروف، جزء من ثلاثية له هي فضلا عن الحي اللاتيني ، الخندق الغميق ، واصابعنا التي تحترق .عمل الدكتور سهيل ادريس في الصحافة ، ومن الصحف والمجلات التي كتب فيها الصياد، وبيروت الماء ، والرسالة ، والمكشوف ، والاديب .

لقد حاول الدكتور سهيل ادريس، من خلال كتاباته ، شأنه في ذلك شأن غيره من الكتاب والمفكرين العرب من الذين جايلوه او سبقوه ، الاجابة على السؤال التقليدي لماذا تقدم غيرنا ؟ ولماذا تخلفنا نحن ؟ لهذا عد من الرواد الذين تركوا بصماتهم على حالة الثقافة العربية المعاصرة . وقد تناول هذه الجزئية ، في فكر وثقافة سهيل ادريس ، الاستاذ جورج طرابيشي الذي قدم دراسة قيمة بعنوان : ((انوثة الغرب وذكورة الشرق)) . ومما حاول الدكتور سهيل ادريس تأكيده في اطروحاته بشأن الصراع بين الشرق والغرب، أن العلاقة، وان بدت سليمة ، لكنها وبسبب ممارسات الغرب العدوانية تحولت الى صراع وحقد وكراهية .
والدكتور سهيل ادريس ، ومن واقع اهتمامه باللغة كوسيلة وكاداة للحوار والتفاهم بين الثقافات ، اهتم باعداد واصدار المعاجم .. والمناهل المعجمية . ومنذ وقت مبكر من حياته العملية،أصدر مع ولده الدكتور سماح، والشيخ صبحي الصالح المنهل العربي ـ العربي ، والمنهل العربي ـ الفرنسي .. كما أصدر مع الدكتور جبور عبد النور :( المنهل الفرنسي ـ العربي). وللدكتور سهيل ادريس اهتمام متميز بالقصة ،وقد نشرت له منذ اواخر الاربعينات من القرن الماضي مجموعات قصصية عديدة منها : اشواق ، نيران وثلوج ، كلهن نساء ، الدمع المر ، حماك يا دمشق ، العراء . ولم يقف اهتمامه بالقصة عند هذا الحد ، بل أن اطروحته للدكتوراه التي قدمها الى جامعة السوربون كانت تتناول : ((التاثيرات الاجنبية في القصة العربية الحديثة 1900 ـ1950)) . قال الاستاذ ماهر كيالي عن الدكتور سهيل ادريس أنه ( قامة ادبية وفكرية عالية) وقال بأنه: ((روائي من الطراز الاول)) و((موسوعي)) .. و ((هو صاحب فكر وكلمة حرة وخسارته لحركة الثقافة العربية المعاصرة خسارة فادحة)) .

أسس مع عدد من الناشرين سنة 1983 ، ((اتحاد الناشرين العرب))، واصدر مجلة ((الناشر العربي)) . ولقد اثارت سيرته الذاتية الصريحة والجريئة التي اصدرها سنة 2005 بعنوان : ((ذكريات الادب والحب : سيرة ذاتية)) كثيرا من الجدل لكنها اشرت حقيقية مهمة وهي ان هذا الرجل ، كان مؤسسة قائمة بذاتها ..وتأخذ الصورة ابعادا اكبر اذا ما علمنا انه بدأ حياته عالما دينيا وطالب فقه ومرتديا للزي الديني الاسلامي عندما كان طالبا في الكلية الشرعية ببيروت ..

وبعد تخرجه سنة 1940 ، بدأ يدخل عالم المجتمع المدني ، فدرس الادب والنقد العربيين في مدارس وجامعات عديدة ، ومارس ، الصحافة ودافع عن التيار الوجودي ، واهتم بالمعاجم ، والترجمة ، والنشر ، والسياسة ، والفكر . وقد احتفظ ، بسبب روحه المرحة ، وجديته في التعامل ، ونشاطه الثقافي منقطع النظير ، بعلاقات ممتازة مع عدد كبير من السياسيين ، والمثقفين ، والمفكرين والمستشرقين ، والادباء ، ,الشعراء ، وأستطيع القول هنا ، انه يعد صاحب فضل على كثير من مثقفي عصرنا ، فلقد يسر لهم ليس نشر نتاجاتهم ، عبر مجلة الاداب التي أصدرها، في بداية الامر، مع بهيج عثمان، ومنير بعلبلي سنة 1953 ، وتفرد بها سنة 1956 ، وحسب بل وفي تشجيعهم على الكتابة وحثهم على النشر، وافساحه المجال لهم للتعبير عن ما يريدون قوله دون قيد او شرط .. لذلك فان ( مجلة الاداب) التي صدر عددها الاول سنة 1953 تمتعت وتتمتع بسمعة علمية ، وادبية واسعة داخل الوطن العربي وخارجه فهي منبر للثقافة الحرة اليسارية التقدمية وهي ملتقى للادباء والشعراء والباحثين والمثقفين وهي خيمة لهم نشرت نصوصهم الشعرية والقصصية والنقدية وتحمست لافكارهم الجديدة ودافعت عنها دفاعا مستميتا ..لم تكن بوقا لاحد ولم تقيض من احد اعتمدت على نفسها فكسبت حريتها وحافظت على هويتها وشخصيتها التقدمية ..حقا نحن بحاجة الى دراستها وتبيان موقعها في حركة الثقافة العربية والانسانية المعاصرة .
والدكتور سهيل ادريس اهتم كذلك بالمسرح وكتب له .. ومن المسرحيات التي كتبها مسرحية ( الشهداء) 1965 ، ومسرحية ( زهرة من دم) 1969 .
في مقالة مقتضبة كهذه ، لايمكننا رصد كل نتاجات واعمال ونشاطات هذا الرجل الكبير. يكفي ان نقول أنه من الذين بشروا وعملوا من اجل المشروع العربي القومي التقدمي ، لذلك فانه يحتاج الى الكثير من الاهتمام ، ولابد من التذكير به باعتباره قدوة صالحة للاجيال العربية والتي ، بدون شك ، ستعيد اكتشافه من جديد ، وتتعامل معه وفق ظروفها ومتغيرات حياتها ..

واليوم (وقد صدر العدد الجديد - عدد خريف 2012 ) الذي أكملت به مجلة الاداب عامها ال60 .. نفاجأ بكلمة رئيس التحرير الاستاذ سماح سهيل ادريس يعلن توقف المجلة ويقول ان لذلك اسباب اهمها قلة القراء وامتناع المجلة عن قبول اية مساعدات مالية خوفا من ان تتحول الى منبر لمن يدفع وهذا ما لم ترتضيه لنفسها وقال : مع هذا العدد، تطوي مجلة «الآداب» عامها الستين (1953ـــ 2012). وقد تولى الدكتور سهيل ادريس رئاسة تحريرها بين عامي 1953 و1991، وتولّيتُ تلك المهمة منذ ذلك الحين. ولعلي لا أذيع سرّاً إذا قلت إنّ فكرة تعليق إصدار المجلة، على نحو نهائي أو موقت، لم تغادر ذهني منذ أعوام طويلة، لكنّ والدي كان يحثّني على الصبر، ويدعوني إلى التفاؤل بمستقبل القراءة ومستقبل المجلّة. وما بين عام 1991 واليوم، صدرت مجلات كثيرة بتمويل الأنظمة، أو الأحزاب، أو المنظمات غير الحكومية، أو نتيجة لتبييض أموال كما يشاع؛ فتوقّفتْ كلها تقريباً باستثناء ما أصدرته الأنظمة. لكنني، بعد أعوام قليلة من رئاسة تحرير «الآداب»، غدوتُ أكثر تصميماً على الاستمرار؛ بل انقلبت الأمور رأساً على عقب أحياناً: فصار سهيل «يتفهم» الحاجة إلى حجب المجلة، فيما كنتُ أصرُ شخصياً على الاستمرار فيها...
...
لقد اتّخذنا قراراً وهو رفض كل تمويل خارج «دار الآداب». كان منطقنا يقول انْ لا معنى لإصدار مجلة ثقافيّة تقدمية معادية للأنظمة العربية، ومشكّكة في أجندات المنظمات غير الحكومية (الـ «أن. جي. أوز»)، بأموال هذه المنظمات أو تلك الأنظمة؛ ولا ثقافة حقيقية يمكن أن تنتج من تمويل يعبقُ برائحة النفط أو الاستبداد أو الأجندات الخارجية «البريئة». فالتمويل هو أحد أهم العوامل التي تحدّد خيارات الكتابة والنشر، من حيث استراتيجيات الإقصاء والاستيعاب والتركيز:
ـ فهو من العوامل التي تحدّد إنْ كان علينا أن نغض الطرف عن جرائم الأنظمة ورجعيّتها (بذريعة «الأولويات الأمنية والقومية»)، أم أن نطالب بتغييرها وإسقاطها؛
ـ وهو من العوامل التي تحدّد إنْ كان علينا أن نواصل الحديث عن تحرير فلسطين «من النهر الى البحر» أمْ ننكفئ إلى شعاري «العدالة الانتقالية» و«حلّ الدولتين»؛
ـ وهو من العوامل التي تحدّد إنْ كان «تحرير المرأة» و«محو الأمية» و«تشجيع المطالعة» و«حريّة الخيار الجنسي» بنوداً من ضمن مشروع عربي تحرري تقدمي شامل، أم هي محضُ بنود قائمة بذاتها ولذاتها في مشاريع الـ «أن. جي. أوز».
ويوماً بعد يوم، صرنا نتفرج على الخسائر المادية تتزايد، فنبتسم بمازوشية. ثم ننظر إلى الأقطار العربية وهي تَمنع أعدادَنا، فنتيقّن من أننا على الطريق المستقيم، إذ ما معنى ثقافة لا تُغضب الحاكم العربي، ورجال استخباراته، ومشايخه، و«مثقّفيه»؟ ووصلنا إلى زمن توقّفنا فيه عن إحصاء خسائر المجلة، بل كدنا نصل إلى معادلة تكاد تكون عبثيّة: خسائر أكثر = حريّة أكبر. وهي معادلة جسّدناها عمليّاً في إجراء قد يبدو جنونيّاً من الناحية التجارية، ألا وهو حجب «الآداب»، وبقرار ذاتي من رئيس تحريرها، من دخول سوريا، أكبر سوق لقرّاء هذه المجلة، بعد اندلاع الأحداث الأخيرة، كي نفسح المجال أمام الجميع ليكتبوا ما شاؤوا، ومن دون أن نسمح لأنفسنا بأي «مسايرة» لمقص الرقيب.
اليوم تقرّر مجلة «الآداب» أن تحتجب عن قرّائها موقتاً، وهي التي لم تحتجب من قبل على امتداد ستين عاماً. ولن نعود إلى إصدارها قبل أن نتيقّن من أنّ الصيغة الجديدة ستكون قادرة على الاستمرار سنوات طويلة أخرى، لكنْ، ومنعاً لأي تأويل، مغرض أو غير ذلك، يهمّني أن أوضح ما يأتي: المال ليس وراء قرارنا الجديد. المجلة كانت خاسرة على نحو شبه متواصل، وهي قلما ربحت أو غطّت كلفة إنتاجها طوال أكثر من ثلاثة أرباع عمرها. (وما يزيد من خسائرها منذ سنوات طويلة وجود «مقاولين» يبتاعونها بأزهد الأثمان ثم يبيعونها اشتراكات مؤسّساتيةً إلى الجامعات والمعاهد!). ولهذا، فإنّ هذه الافتتاحيّة ليست دعوةً إلى «الإنقاذ»، ولا إلى المزيد من الاشتراكات. إنها عرض للواقع كما هو فحسب.
إنّ «دار الآداب» المموّل الأول والأخير والوحيد لمجلة «الآداب»، ورقاً وطباعةً وأجور تحرير وتأليف وترجمة وبريد وشحن وتخزين واتصالات وموقع إلكتروني... قادرة على أن تواصل إصدارها ستين عاماً قادمة. فهي دار ناجحة، بل متفوّقة بكل المعايير، على ما يشهد القاصي والداني. وهي ابنة بارّة بأمها التي أنجبتها، وأمّ وفية لابنتها التي رعتها. المشكلة أنّ عدد قرّاء مجلة «الآداب»، وعدد قرّاء باقي المجلات الثقافية الورقية المستقلة، يسير في منحى تراجعي منذ سنوات، مع بعض الاستثناءات في هذا البلد أو ذاك، ولإصدارات محدودة من هذه المجلة أو تلك في كل الأحوال. وهذا ما يستدعي طرح الأسئلة الآتية:
ما معنى إصدار مجلة حين يتراجع القرّاء؟ ...هذه أسئلة جوهريّة، لا تخص «الآداب» وحدها، بل تطولُ كل منبر ثقافي مستقل يرفض أن يبيع نفسه لسلطة المال...
على نحو أوضح نسأل أسئلة متّصلة بما سبق: هل من مستقبل للمجلة الثقافيّة الورقية (وربما للكتاب الورقي أيضاً ـ لكنّ هذا موضوع آخر)؟ هل تستطيع المجلة الثقافية الورقية أن تصدر مستقلّة، مناضلةً، حرّة، مشاكسة، غاضبة، ثمّ تمرَّ بلا عقاب إلى ممالك الاستبداد وجمهوريات القتل؟ هل تستطيع أن تنافس المَلاحقَ الثقافية التي باتت تصدر مع كل جريدة تقريباً (وكلّها مموّلٌ أو مدعومٌ من خارجها)، أو تنافسَ مجلّاتِ وزارات «الثقافة» والإعلام العربية التي كرّست ملايين الدولارات لاستقطاب الأسماء الكبيرة من كتّاب ورسّامين ومخرجين، ولترويج تاريخها القُطري «العريق» في سيرورة الحضارة البشرية؟ هل تستطيع جذب المواطن العربي بعيداً عن التلفزيون والفايسبوك والتويتر والفقهاء ورجال الدين، فضلاً عن المشعوذين والدجّالين وقارئي البخت والمتنبئين بأحوال العام الجديد؟ وإذا لم يكن للمجلة المستقلة من حليف في أوساط الناس، فكيف ستصمد، وكيف ستواجه، وكيف ستزداد انتشاراً، وكيف ستتطوّر مادةً وتصميماً ورؤيةً استشرافيّةً؟
أنقول، إذنْ، وداعاً؟
بل نقول إلى اللقاء. إلى اللقاء في صيغة قد تكون إلكترونية، تتحايلُ على الرقابات، وتنتشر على نحو أعظم، إلى أن نبلغ الزمن الذي نستطيع فيه أن نعيد إصدارها على نحو ورقيّ أيضاً حفاظاً على تاريخها و«تضامناً» مع كثيرين لا يفقهون لغة الكومبيوتر وأخواته" .انتهى كلام رئيس التحرير

هكذا اذا تتوقف هذه المجلة العريقة وبهذه البساطة ..هكذا يٌقبر هذا المنبر التقدمي الحر ...هكذا نئد -بأنفسنا - صوتا من الاصوات التي نحن اليوم أحوج اليه اكثر من اي وقت مضى ...لاادعو الاستاذ  سماح سهيل ادريس ان يتراجع عن قراره لانني ادرك ما وراءه واعرف اننا وئدنا الكثير مما كان ينبغي ان لايوئد من منابرنا الثقافية التقدمية .اين مجلة افاق عربية (العراقية ) ؟ واين جريدة فتى العراق (الموصلية )؟ واين مجلة الكاتب (المصرية ) واين مجلة الثقافة (العراقية ) ؟ ...هكذا هو مشهدنا الثقافي اليوم ..الا يحق لنا اليوم ان نذرف دمعة حارة على "الاداب " ..؟ مجلة، وفكرا ، وثقافة ، وتنويرا ، وتقدما .اعتقد يحق لنا ذلك . 

*المصدر : موقع الحوار المتمدن  http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=344605

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...