الخميس، 2 فبراير 2023

عبد الأمير الحصيري 1942-1978 ..الشاعر البوهيمي الكبير في ذكرى رحيله ال ( 45)


 


عبد الأمير الحصيري 1942-1978 ..الشاعر البوهيمي الكبير في ذكرى رحيله ال ( 45)
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
في 2-2-1978 توفي شاعر الصعاليك عبد الأمير الحصيري وهو شاعر عراقي معاصر ..ولد سنة 1942 وتتجلى في شعره ثلاثة ركائز ،كما يقول الأستاذ جمال مصطفى مردان ،في كتابه : ( شعراء من العراق ) ، هي البلاغة العربية ،والمطولات الشعرية ،والصور الشعرية .وقد نظم في جميع البحور الشعرية ..له تسعة دواوين .ومع أن هناك الكثير من الدراسات والأطروحات التي كتبت عنه في مختلف اللغات إلا انه كان - وكما كنا نراه في شوارع بغداد في أواسط الستينات من القرن الماضي- يعد من بقايا شعراء الصعاليك ..كان بوهيميا ، ويلحظ ذلك في ملابسه وسلوكه وتصرفاته ..توفي في أحد فنادق بغداد المتواضعة سنة 1978 بعجز في القلب .
ولد عبد الأمير الحصيري في النجف الاشرف وفي بيئة مولعة بالأدب والشعر واللغة .لذلك مال إلى الشعر منذ صغره وقد جاء بغداد ليكمل دراسته إلا انه لم يفعل ذلك .وقد عرفه البغداديون بملابسه المتهدلة العتيقة وبلحيته الكثة وكثيرا ما كان يثير لدى البعض وخاصة من الذين كانوا لايعرفونه السخرية لكنه بالمقابل كان يثير في دواخل الشعراء والأدباء عقدة عندما يعمد إلى كشف أخطائهم النحوية واللغوية والعروضية .
ساعده أحد أصدقائه ممن تولى المسؤولية الثقافية الرسمية واقصد هنا الاستاذ عزيز السيد جاسم رحمه الله بأن عينوه محررا في جريدة (المواطن) لكنه اثر حياة التشرد بإرادته راضيا بالنوم على الأرصفة والشوارع قانعا بشخصيته وسلوكه ..وعندما كان يواجه بالسؤال عن ما يفعله يقول انه يعجز عن تفسير ما يختلج في أعماقه .
اصدر ديوانه الأول أواخر الخمسينات من القرن الماضي وكان بعنوان : " أزهار الدماء " .وفي سنة 1962 اصدر ديوانه الثاني : " معلقة بغداد " وفيه مطولة شعرية زادت أبياتها على أل 281 بيتا .
يقال انه كان على دراية كبيرة بتاريخ بغداد وحضارتها الزاهرة .وكثيرا ما تعرض لحالات من الإحباط والخيبة المستمرة في حياته والطريف انه ظل عازبا وكان لايعرف المرأة جيدا ،وعلى الأغلب كان في قرارة نفسه خجولا .
عين في سنة 1973 محررا في القسم الثقافي في مجلة وعي العمال وبتأثير الأستاذ عزيز السيد جاسم وكان يعطف عليه ويعرف قدراته الشعرية والأدبية إلا أن الحصيري لم يستطع الالتزام بمسؤولية العمل في المجلة وانتقل إلى العمل في الإذاعة والتلفزيون كمصحح لغوي .
من دواوينه فضلا عن ديوانيه الأول والثاني :
*ديوان بعنوان "بيارق الآتين " 1969
*ديوان بعنوان "سباب النار " 1970
*ديوان بعنوان " أنا الشريد 1969
*ديوان بعنوان " مذكرات عروة بن الورد " 1973 .
*ديوان بعنوان "تشرين يقرع الأجراس " 1974 .
*ديوان بعنوان " أشرعة الجحيم " 1974 .
*ديوان بعنوان "تموز يبتكر الشمس " 1976 .
*ديوان بعنوان "شمس وربيع"
كما ان له ديوانا بعنوان : " أحلام بابل " اختفت نسخته المخطوطة بعد وفاته مباشرة .
رثي من قبل العديد من أصدقائه ومما قاله احدهم :
لقد رحل بعبع الشعراء
وارتاح البعض منه
بكاه الكثير من محبي الأدب والشعر
وكانت النهاية
لقد رحل عبد الأمير الحصيري
مات
ومات
وانتهت رحلة التشرد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...