الاثنين، 27 فبراير 2023

آدونيس في السليمانية - كردستان العراق 2009

                                 احمد عبد الحسين - ادونيس - ماجد موجد وفي الصف الخلفي سعدون محسن ضمد 
 


آدونيس في السليمانية - كردستان العراق 2009
- ابراهيم العلاف
آدونيس ، هو الاستاذ علي أحمد سعيد إسبر ، وأدونيس هو اسمه الادبي هو شاعر وناقد ومفكر سوري بالأصل عاش ويعيش بين بيروت وباريس من مواليد سنة 1930 اي ان عمره عند كتابة هذه السطور يزيد على ال ( 93) سنة . وكثيرا ما يتحدث الاخرون عنه يتفقون ، ويختلفون ، ويذهبون مذاهب شتى في تفسير افكاره وخاصة فيما يتعلق بموقفه من العروبة او القومية العربية .
وجميل جدا أن يكون قد زار مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق سنة 2009 ، والتقى نخبة من الكتاب والشعراء والنقاد العراقيين من العرب والكورد وغيرهم ، وانهم حاوروه والحوار منشور مع ان اجزاء منه غير منشورة هكذا فهمت وقد وجدت عن الحوار شيئا مهما ومفيدا واردت تلخيصه وتقديمه لنفسي اولا كمؤرخ ، ولمن يهتم بموقف ورأي هذا الشاعر والمفكر والناقد والاكاديمي .
وابتداء الدعوة له جاءت من ( مركز كلاويز الثقافي) في السليمانية ، وكان يحرص ان يلتقي العراقيين من كل الاطياف قدر المستطاع والتقى عدد منهم جاؤا من جريدة (الصباح البغدادية) حيث كانوا يعملون وهو الاساتذة احمد عبد الحسين ، وكريم شغيدل ، وماجد موجد والتحق بهم الاعلامي الاستاذ سعدون محسن ضمد بصفته الشخصية .
ما يهمني في هذا التلخيص مواقفه وآرائه ومنها انه كان مع التغيير في العراق ، لكنه كان يحبذ ان يتم التغيير بأيدي العراقيين
وقد قال هذا لمن كان يتحاور معه اقصد مع الاساتذة احمد عبد الحسين وماجد موجد وكريم شغيدل وسعدون محسن ضمد .مما قاله ادونيس جوابا على سؤال سعدون محسن ضمد: هل إن الشاعر يلجأ للتعبير عن فكره إلى النثر لأن الشعر غير قادر على ان يعبّر عن الفكر؟ أم لأن الشاعر غير قادر على استعمال طاقة الشعر ولذلك يلجا الى النثر؟ ..أنا بالنسبة لي لا أميز بين الشعر ، والنثر بالأهمية، لكن الفرق في الطرح، النثر له قارئ آخر، لأنك في النثر ، تشرح فكرة، بينما الشعر لا يشرح فكرة بل يخلق مناخاً ويبدع أفقاً ويدعو القارئ إلى أن يدخل إلى هذا الأفق، وهنا يبدو الفرق كبيراً. الشعر الذي فيه فكر لا معنى له ولا ينتمي إلى الشعر. ويضيف ادونيس الى ذلك قوله :" نحن قتلنا الدين ، وقرأنا الشعر العربي بعقلية دينية ولا نزال نقرأه في الجامعات بعقلية دينية دون أنْ نعي، لكن هذه ظاهرة قد تكون موجودة في كل آداب العالم، الشعر العربي والدين العربيّ عاشا متوازيين على مدى ألف وثلاثمائة سنة، لم يخضع مرة واحدة الشعرُ للدين، لكن الدين لم يستطع أن يؤثر مرة واحدة في الشعر. هذه ظاهرة بديعة جداً، كأن الشعر العربيّ هو لا شعور العربي، وكأن الدين هو وعيه دائماً.
ويقول أدونيس أن مشكلة المثقف، ان يتحمل تبعات كلمته الحرة.
ثم وضح ادونيس ما جرى لمجلة (شعر ) وكيف ان الاستاذ يوسف الخال هو من كان وراء فكرتها ، وفكرتها كانت ضد أفكار العروبة والقومية العربية ، وان الحزب القومي السوري وادونيس كان منتميا له يقول ان الانتماء هو الى الأرض، ولذلك نحن أكراداً وعرباً وأرمناً لا ننتمي الى عروقنا بل ننتمي الى الأرض ، لهذا السبب وجهت لنا تهمة اننا شعوبيون وغيرها من التهم. ويسأله الاستاذ أحمد عبد الحسين: لكنك أيضاً قلت في لقاء معك في كتاب منير عكش (أسئلة الشعر) انك تنتمي الى الماركسية؟ اجاب ادونيس
: نعم، أنا كنت أنتمي إلى فكرة الثورة في الماركسية. ويثير الاستاذ أحمد عبد الحسين سؤالا وهو : أطلقتم في مجلة شعر مصطلح قصيدة النثر الى أيّ مدى يمكن أن ترى ان هذا المصطلح يمكن ان يكون مقبولا اليوم؟ ويجيب أدونيس قائلا : أنا قلت مرة ليكن المصطلح (الكتابة شعرا بالنثر) لكنه طويل. ويعلق الاستاذ كريم شغيدل ليقول : إن مضمون قصيدة النثر لا ينطبق مع التسمية، ولكن أعتقد ان تسمية الشعر الحر اقرب الى المضمون.
اما الاستاذ ماجد موجد فيقول : لكن الاصطلاح بالانكليزية هو (Free verse) الذي يعني الشعر الحر وهو ما كان شائعاً عن قصيدة النثر وترجم على هذا الأساس، أما ما يسمى عندنا بالشعر الحر اعتقد بانه غير صحيح والاصطلاح الأقرب له هو شعر التفعيلة ويوافقه ادونيس ويقول له : نعم هذا كلام مضبوط، لكن أن نقول قصيدة نثر، فهو يعني أن يتاح لنا أن نكتب الشعر كيفما شئنا بالنثر، وهذا الكلام خارج الاصطلاحات.ويعلق ادونيس على بعض ما اثير حول المفاهيم قائلا : ان صنع المفاهيم ليس امتيازاً ولا يمكن لشعب أن ينشأ إلا وتنشأ معه مقارباته للإنسان والعالم، والعرب إجمالاً مقاربتهم الأساسية مقاربة شعرية، وجاء الدين ليغير مجرى الثقافة العربية ويستطرد ليؤكد ان الشعر أعمق بكثير من أيّ مفهوم، أعمق من الفلسفة، وحتى اليوم عندما تصمت الفلسفة ولا يجد العلم جواباً، وكل المعارف الأخرى تحتار ماذا تقول، هناك طاقة عند الإنسان نستطيع أن نلجأ إليها لتقول حيث يصمت الجميع، وهذه الطاقة هي الشعر ، و الشعر هو أرقى ما يمكن أن يقارب به الإنسان لا نفسه وحدها ، وإنما العالم والأشياء أيضاً.
ويتواصل مع محاوريه ليقول : التكنولوجيا في الغرب ليست معياراً، كنت أتحدث عن الحياة التي نحياها، فأنا أرى أننا خنّا أنفسنا، فلسنا شعراء ولسنا تقنيين، العرب في حالة خيانة مستمرة لذواتهم، ولهذا قلت ان العرب كظاهرة حضارية انقرضوا، هذه الظاهرة عملت ما عملت خلال ألف وخمسمائة سنة، لكنها اليوم انتهت، انقرضت، ومن علائم المأزق الحاضر الذي نعيشه إننا نحن العرب نعيش حياتنا بأدوات لم نبتكرها ونجابه الحداثة بقيم قديمة انتهت، نحن لا حضور لنا على خريطة العالم اليوم إلا بفضل النفط، احذف النفط من عالم العرب، لن يكون للعرب أي حضور حتى ولا الحضور السياسيّ.
وحول صناعة الشعر ، يقول ادونيس لا يمكن لنا أن نصنع شعراً كبيراً ، إلا داخل ثقافة عظيمة، لا نستطيع، شعرنا مازال شعر أنين ، وبكاء ، وتفجع، قليل من السياسة ، وقليل من الوطنية وانتهى الأمر، هذا لا ينتج شعراً كبيراً، علينا أن نجابه الحقائق، ليس لدينا مغامرة كبرى في الشعر بل في الفن بعامة.
ويضيف : نحن نقيس وضعاً عربياً خاصاً بوضع تقنيّ غربيّ لا علاقة لنا به، لا تجوز المقايسة، يمكن لك أن تكون عارفاً كفرد وأن تكون تقنياً كمؤسسة، ولا تناقض. أرجو أن لا نخلط الأشياء، فيما يتعلق بالبرهان، بالجانب العمليّ من التفكير العقلانيّ ؛ فهو مهمةُ مؤسسة، مهمة الدولة والسلطة، مهمة تقع على عاتق ما هو سياسيّ .. هذا البعد السياسيّ، البعد المؤسساتيّ المتعلق ببناء المجتمع فشلنا فيه فشلاً ذريعاً، ويجب التركيز على إعادة بنائه، وحول الشعر الجاهلي يقول أدونيس: كان الشعر الجاهلي إنسانياً، هو نتاج مخيلة طبعاً، وهو إنسانيّ بمعنى ان الذات لم تكن فيه وسيلة، كان الشعر الجاهليّ مكاناً يتجلى فيه كلّ ما يمكن أن يخطر على فكر العربيّ أو خياله، الشعر مكان حضاريّ، وهو مكان الثقافة العربية وفيه تجليات الحضارة العربية، انه باختصار حاضن شامل لكلّ ما يجول في ذهن العربيّ قبل الإسلام، خيالاً ومعرفة.
ويتسائل ادونيس : ما حركة التنوير في الغرب؟ إنها باختصار حركة لتقويض دور الدين ، وتقليص حدوده، وهذه الحركة قام بها العرب في العصر العباسيّ قبل عصر التنوير ، وكلّ مرتكزاتنا التي نستخدمها اليوم هي عباسيّة في الأصل: الشعر المحدث، الحديث والقديم، هذه مفردات عباسية ، يتهموننا بأننا استوردناها من الغرب وهي موجودة في تراثنا، وللآن بعد ألف سنة، المحدثون العرب القدامى أكثر جرأة منا نحن في القرن الحادي والعشرين.
ابتسم أدونيس في نهاية الحوار يقول الاستاذ واجد موجد ، ابتسامة توجز المسافة الفاصلة بين أدونيس الشابّ الشاعر الذي ادعى معرفة كلّ شيء، وأدونيس الشيخ العارف ، والمفكر الذي تشعّ معرفته لتضيء ما حوله ومَن حوله. الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، غلب أدونيس النعاس، استأذننا ليغادر، انتهى الحوار، لكن الاسئلة لم تنته .
* :https://www.facebook.com/majd.mwjd/posts/44962613070من صفحة الاستاذ ماجد موجد والرابط التالي 68001
قد تكون صورة ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏أشخاص يقفون‏‏
كل التفاعلات:
محمد الحائك، والقاص محمد هلال مبارك و١٦ شخصًا آخر


هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم انا سعيد جدا انني حصلت على قرضي من هذه الشركة الجيدة بعد ان حاولت وفشلت مع شركات اخرى ، هذه الشركة موثوقة اذا كنت مهتما بأي نوع من القروض يرجى التواصل معهم عبر البريد الالكتروني:
    info@tracyfinancefirm.com أو
    Whatsapp: +918448747044

    هنا

    ردحذف

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...