(74) عاما على اغتيال الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين
- ابراهيم العلاف
بحكم تخصصي في التاريخ الحديث قرأت الكثير مما كتبه الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين في مصر .كما ناقشت واشرفت على رسائل واطروحات تعرضت لجماعة الاخوان المسلمين وانتشارها من مصر الى البلدان والمدن العربية منذ سنة 1928 حتى اليوم .قرأت الكثير مما كتب عنه والف . واليوم 12 من شباط 2023 تمر الذكرى ال (74) لاغتياله اغتيل في يوم 12 من شباط -فبراير سنة 1949 وعندما توفي اثر عملية الاغتيال لم يكن عمره يتجاوز ال ( 42) وبغض النظر عن موقفي الايجابي او السلبي من جماعة الاخوان المسلمين وحركتهم فإنني كتبت عنهم وعن دورهم في العراق وبالذات في مدينتي الموصل واعرف الكثيرين من قادتهم وقسم منهم اساتذتي في الاعدادية ولي مقالات منشورة عنهم امثال الشيخ الاستاذ غانم سعد الله حمودات والشيخ الاستاذ عبد الحافظ سليمان .
نعود الى الشيخ الاستاذ حسن البنا رحمه الله برحمته الواسعة وطيب ثراه فقد اغتيل بناء على اوامر من اعلى سلطة في مصر حتى ان السلطة منعت تشييعه رسميا . والشيخ حسن البنا عندما اسس حركته في آذار - مارس سنة 1928 كان يرى ان الدين يمكن ان يكون هو الحل لذلك اسس وهو تلميذ في مدرسة الرشاد الاعدادية جمعية بإسم (جمعية الرشاد الادبية ) وتولى رئاستها .
اصبح لحركة الاخوان المسلمين انصار ومؤيدين وكان تنظيم جماعة الاخوان المسلمين حديديا وللاخوان المسلمين جناح عسكري وكانوا يؤمنون بالقوة طريقا لتحقيق الاهداف . حكومة النقراشي باشا في مصر اصدرت قرارا بحل جماعة الاخوان المسلمين في 8 كانون الاول -ديسمبر سنة 1948 وصادرت اموالهم واعتقلت قادتهم بإستثناء المؤسس فقد كان نصيبه الاغتيال بعد سنة من حل جماعته واعتقال قادتها . قبيل اغتياله بيوم دعي الى اجتماع مع بعض ممثلي الحكومة لمناقشة امر حل الجماعة ولم تكن ثمة نتيجة لهذا الاجتماع وخرج ومن كان يرافقه من الاجتماع وفي الشاع وفي الساعة الثامنة من مساء يوم 12 من شباط 1949 هوجم ورفاقه وافرغت ست رصاصات في جسمه ففارق الحياة مع انه نقل الى المستشفى .
المشكلة ان امر الاخوان المسلمين وحركتهم وتنظيمهم العلني والسري لم ينته وقد واجه قادة التنظيم الحكومات في مصر حتى بعد ثورة 23 يوليو - تموز 1952 وقام الضباط الاحرار بحل الجماعة وحاولوا اغتيال عبد الناصر وظلت العلاقة متوترة ووصل الاخوان الى السلطة واصبح احد قادتهم وهو الدكتور محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر الا انه عزل وحوكم وتوفي السجن وهكذا حركة الاخوان المسلمين التي وجدت طريقها الى العراق وسوريا والى كل اجزاء الوطن العربي عانت وتعاني من مواقف السلطات الحاكمة وهم متشبثون بافكارهم السياسية في ان يصلوا الى السلطة ويطبقوا شرع الله لكن المتغيرات المحلية والعربية والاسلامية والاقليمية والدولية تقف حجر عثرة في طريقهم والانكى من ذلك ان من تحت عبائتهم خرجت تنظيمات متشددة تدعو ان لاحكم الا لله وهكذا الامور اليوم هي ليست قي صالح التيار (الاسلاموي) والذي يواجه الكثير من المواقف الصلبة من الحكومات مما يدعو جماعة الاخوان المسلمين وغيرهم من ممثلي التيار الديني ان يعيدوا النظر في كثير من منطلقاتهم الفكرية ورؤاهم السياسية بما يتواءم مع الواقع والمتغيرات فهل يفعلوا ذلك مع ان لدينا تراثا من الكتب والمراجعات لبعض قادتهم وبالامكان الاستفادة منها عند اثارة نقاش المراجعات واعادة النظر .
*في الصورة الثالث من يسار الجالسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق