تاريخ الجيش العراقي وتطور دوره الوطني*
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-
مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل
ابتداء لابد أن نقول بأن طبيعة ومهمات الجيش
في الدول النامية تختلف اختلافا كبيرا عن طبيعة ومهمات الجيش في الدول
المتقدمة . ويعود ذلك إلى التركيبة
الاجتماعية التي يتألف منها الجيش في كل منها
، فالجيش في الدول النامية –عادة –ما يتشكل من فئات ذات أصول فقيرة أو
متوسطة .لذلك يدخل الجيش في دائرة الصراعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين
من يملكون ويحكمون وبين من لايملكون
ولايحكمون ، وبحكم هذه التركيبة
يرتبط الجيش في الدول النامية بمصالح الشعب وأمانيه وطموحاته ، ويصبح لذلك قوة
متنورة وديناميكية .والشباب في الدول النامية عندما ينخرطون في سلك الجندية فلأنهم
يرون فيه طريقا شريفا في خدمة قضيتهم الوطنية ولذلك يعد الجيش في الدول النامية من
أهم المؤسسات في المجتمع .
وبقدر تعلق الأمر بالجيش العراقي الذي يعود
تأسيسه إلى السادس من كانون الثاني – يناير سنة 1920 فأنه انبثق من الشعب ، وتبنى
قضايا الوطن ، واندفع للقيام بدور سياسي لأسباب عديدة أهمها خيبة أمل مؤسسيه من
اشتراكهم في الجيش العثماني ،ومن ثم في
الجيش العربي الذي قاده الأمير فيصل بن الشريف حسين شريف مكة خلال الحرب العالمية
الأولى (1914-1918 ) ، والثورة العربية
الكبرى ضد الحكم العثماني 1916 ، وخروجهم
من العمل وهم يرون بلدهم ، وقد احتل من قبل الانكليز 1914-1920 .
ومما زاد الأمر سوءا أن العراق عانى الكثير
من التدهور في أوضاعه طوال فترتي الاحتلال والانتداب البريطانيين 1920-1932 ، فقد استغل الجيش لقمع الانتفاضات الداخلية في
الشمال والوسط والجنوب .كما أن قادة الجيش ومؤسسوه الأوائل شعروا بطبيعة التحديات
وبخاصة ما يتعلق بالحدود مع جيرانه .لذلك نشأت الحاجة إلى تقوية الجيش ،وزيادة
إسهامه في الحياة السياسية العراقية .ويجب أن نتذكر بأن طبيعة العراق وظروفه
الاجتماعية والجغرافية واتساع حدوده مع جيرانه ،
جعلته يواجه الكثير من الانتفاضات وخاصة العشائرية .وكان لارتباط العراق
بقضايا الدول العربية اهمية كبرى وخاصة فيما يتعلق بفلسطين .
لنقف عند ظروف تأسيس الجيش العراقي، ونقول أن
ذلك ابتدأ عندما تشكلت الحكومة العراقية المؤقتة ببغداد في 11 تشرين الثاني –نوفمبر
1920 . ولم يكن للعراق آنذاك حدود معروفة
مع جيرانه ، ولاكيان سياسي واضح . وكانت أراضيه محتلة من قبل القوات البريطانية ،
ولم تكن الحكومة العراقية التي تشكلت برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب الكيلاني في
موقف تستطيع فيه اتخاذ أي تدبير سريع بشأن إنشاء جيش قوي لعوامل تتعلق بالاحتلال
لذلك وضعت الآمال على ما يقرره المحتلون
الذين قرروا في " مؤتمر الدبلوماسيين البريطانيين" ، الذي انعقد في
القاهرة في 12 آذار –مارس سنة 1921 "النظر في نوع وشكل القوات العسكرية التي
ستقع عليها مسؤوليات الدفاع عن العراق في حال انسحاب القوات البريطانية " .
في 6 كانون الثاني –يناير سنة 1921 تقرر تأسيس
جيش وطني عراقي من 5000 مقاتلا ، وتخصيص 15 % من إيرادات العراق العامة له على أن
يزداد هذا المبلغ حتى يصل إلى 25 % سنويا .كما تقرر أن يعزز ب7 أسراب من الطائرات
البريطانية ترابط في قواعد إستراتيجية على أن تنسحب القوات البريطانية المحتلة
بالتدريج .
عهد
الملك فيصل الأول 1921-1933 ملك العراق إلى السيد عبد الرحمن النقيب الكيلاني في 10 أيلول –سبتمبر 1921 رئاسة
الوزارة وتشكلت الوزارة ، وكان الفريق
الركن جعفر العسكري وزيرا للدفاع فيها ومن قراراتها " الموافقة على إعادة
الضباط العراقيين الذين كانوا يعملون في الجيش العثماني إلى وطنهم على نفقة
الحكومة العراقية " .كما تمت عملية البت في رتبهم واعتماد مصطلحات عسكرية
عربية في تسمية مناصبهم واستقرت تفاصيل مسميات المقر العام للجيش وتسمية رتب
الضباط .كما حظر على الضباط الانتماء غالى الأحزاب وطلب من جميع الضباط والمنتسبين التحلي بالخلق الطيب و "إظهار البشاشة واللطافة ودماثة الأخلاق
مع من في إمرتهم ومع الهيئة الاجتماعية " .
اختار وزير الدفاع جعفر العسكري قصر السيد عبد
القادر الخضيري المطل على نهر دجلة قرب الباب الشرقي مقرا لوزارة الدفاع ولبثت
الوزارة فيه شهرا واحدا ثم انتقلت إلى البناء المعروف بأسم (المشيرية ) في داخل
القشلة على نهر دجلة حيث يقوم برج الساعة وفتحت دوائرها هناك في شباط 1921 وعين وزير الدفاع بعض أمناء السر والكتبة من
المدنيين في ديوان الوزارة وشرع في أعماله واجتماعاته لوضع أسس المقر العام للجيش
والتحق به الميجر أيدي الذي عينته السلطات البريطانية مشاورا لوزير الدفاع كما
التحق وكيل القائد (الرائد ) محيي الدين بن عمر الخيال وعمل الاثنان بتوجيه وزير
الدفاع على مفاوضة مجموعة من الضباط العراقيين لتعيينهم وعقد الاجتماع الرسمي
الأول في 6 كانون الثاني 1921 لفتح دوائر المقر العام للجيش وحضر عدد من الضباط
منهم المقدم (القائد ) عبد الرزاق بن ياسين الخوجة والمقدم شاكر بن عبد الوهاب
الشيخلي و(وكيل القائد) الرائد سعيد حقي بن محمد والرائد توفيق وهبي معروف والرئيس
(النقيب ) يوسف بن حنظل والرائد بكر صدقي بن شوقي العسكري .وتقرر في الاجتماع
تأليف المقر العام من أربع دوائر هي : الحركات ،والإدارة واللوازم والطبابة
والمحاسبات وطلب إلى مدير السجل العام للوزارة أن يبدأ بتسجيل جميع الأمراء
والضباط والعسكريين وطالب الاستخدام في الجيش .
كان من أوائل من التحق بالجيش العراقي الفريق
جعفر العسكري والرائد محيي الدين بن عمر الخيال والعقيد عبد الحميد بن احمد
والمقدم عبد الرزاق بن ياسين الخوجة والمقدم شاكر بن عبد الوهاب الشيخلي والمقدم
محمود سامي بن نجيب الاورفلي والرائد محيي
الدين بن سليم السهروردي والرائد بكر صدقي بن شوقي العسكري والرائد توفيق وهبي بن
معروف والنقيب محسن بن علوش والنقيب حسن تحسين بن مصطفى العسكري والنقيب يوسف
الباجه جي والرئيس الأول (الرائد ) محمود رامز والنقيب يوسف بن حنظل والرائد احمد
عوني بن خضر والملازم الأول سليمان بن فتاح وأمير اللواء نوري بن سعيد والمقدم عبد
اللطيف بن نوري والرائد أمين زكي بن سليمان والنقيب إسماعيل بن إبراهيم نامق
والملازم الأول محمد سعيد الفلاحي والملازم صالح صائب بن محمد الجبوري والمقدم الحاج احمد سري بن صالح والملازم الأول
محمد سعيد بن عمر التكريتي والملازم الأول توفيق بن سعيد الدملوجي والملازم الأول احمد كمال بن مصطفى البكري .ومن
نواب الضباط رشيد بن خضر وشفيق بن رشيد واحمد نديم بن حسين وحسقيل بن شاؤول وعيسى
بن قاسم وسلمان بن عباس الجنابي وسعيد بن يحيى وصالح بن حسن العزاوي .
كان أمام الحكومة العراقية طريقان في تجنيد
الجيش هما التطوع أو التجنيد الإجباري .إلا أن ظروف العراق آنذاك اقتضت العمل
بالطريق الأول وهو التطوع .وفي الأول من حزيران –يونيو سنة 1921 صدر قانون التطوع
الذي نص على انه " يجوز لكل عراقي عمره بين 18-40 سنة التطوع للخدمة
في الجيش " وفي التاريخ نفسه تألف أول (مقر ) للتجنيد .وفي 19 تموز –يوليو
1921 أرسلت أول قافلة من المتطوعين إلى "ثكنة الخيالة " وكان عددها 160
متطوعا ثم توارد المتطوعون وأصبح بالإمكان تشكيل أول فوج سمي ب(فوج موسى الكاظم )
.وكان أول أمر له (العقيد الشيخ أمين ) .واستأجر خان الكربولي في الكاظمية مقرا له
في 17 اب –أغسطس 1921 .وفي 29 تشرين
الثاني –نوفمبر 1921 نقل فوج موسى الكاظم الى الحلة (مركز محافظة بابل حاليا ) .
وفي بداية تشرين الأول –أكتوبر 1921 تشكل " صنف المدفعية " .آذ تشكلت أول
بطرية للمدفعية العراقية وكان آمرها الرئيس الأول إبراهيم أدهم .
كان تطور الجيش في السنة 1921-1922 المالية
بطيئا ولكن مسؤولياته بدأت بالازدياد بسرعة ووصل تعداده في نهاية 1922 إلى 2200
رجل موزعين على "كتيبة الخيالة " و"بطاريتين جبليتين "
و" ثلاثة أفواج من المشاة " .
ولما نظمت ميزانية 1922-1923 زيد عدد الجيش إلى
4500 رجل موزعين على ثلاث كتائب خيالة
وبطاريتين جبليتين وبطارية صحراء واحدة وستة أفواج للمشاة .
في الأول من نيسان –ابريل سنة 1924 تقرر
فتح " المدرسة (الكلية فيما بعد )
العسكرية الملكية " في الرستمية ببغداد ، وقبل فيها عند افتتاحها في 10
مايس-مايو 1924 (75 ) تلميذا وتقرران تكون مدة الدراسة 3 سنوات ويكون من يقبل فيها
" متخرجا من المدرسة الثانوية وان يكون قوي البنية وسالما من العلل والأمراض
ومتحملا للمشاق العسكرية وان لايكون متزوجا وان يكون من ذوي العفة ،وان لايكون أحد
من أقربائه مشتهرا بسوء الخلق " .وقد تقرران تكون المدرسة العسكرية مؤلفة من
جناحين هما جناح المدرسة الحربية وجناح التدريب .وعين لكل جناح آمر مسؤول في مستوى
آمر سرية وآمرو فصائل هم الهيئة المعلمة المسؤولة عن التدريب .وقد تولى أمرية
المدرسة عسكريون متميزون أبرزهم عند سنوات التأسيس المقدم جميل فهمي عبد الوهاب (12ايار1924-1شباط1925
) والمقدم محمد أمين زكي عبد الرحمن ( 2 شباط 1925 – 15 تموز 1925 ) ،والمقدم
توفيق وهبي معروف ( 16 تموز 1925-5ايار 1930 ) والعقيد خالد محمود الزهاوي (6 أيار
1930 – 8 أيار 1934 ) وكان من تقاليد المدرسة العسكرية إرسال تلامذتها للتدريب
والتعلم في الكلية العسكرية البريطانية (ساندهرست ) . وأول دورة أوفدت كانت سنة
1923 وضمت الرئيس الأول(الرائد ) حسين
فوزي والرئيس( النقيب ) سليمان فتاح
والرئيس الأول إسماعيل نامق .
في سنة 1945 صدر نظام برقم 34 وبموجبه أصبحت
المدرسة العسكرية كلية عالية مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات بعد الدراسة الثانوية
على أن تكون سنة الدراسة الثالثة منها ، دراسة اختصاص في احد صنوف الجيش وبانتهاء
السنة الثالثة يمنح الناجحون رتبة ملازم ثان في الجيش.تولى أمرية الكلية العسكرية بعد 1945 وحتى 2003 عدد من
الضباط المتميزون منهم المقدم الركن حسيب وفيق الربيعي والعميد الركن محمد أمين
عبد الحميد والعقيد الركن عبد القادر سعيد والعميد الركن علاء الدين محمود والعميد
الركن عمر علي والعقيد الركن عرفان عبد القادر وجدي والعميد الركن ضياء توفيق
إبراهيم واللواء الركن غانم سلطان عبد الله واللواء الركن صالح يوسف صايل .
في سنة 1928 تشكل صنف الهندسة وفي 1930 تشكل
الصنف المدرع وفي 1933 تم تشكيل أول فصيل للهندسة وفي سنة 1936 نظم الجيش على أساس " الفرق " . وقد جاء ذلك
كنتيجة حتمية لتشريع قانون التجنيد الإجباري سنة 1935 .
وفي سنة 1937 عزز الجيش باستخدام سرية دبابات
.أما القوة الجوية فقد تأسست في 22 نيسان –ابريل 1931 .وكانت وزارة الدفاع قد
أرسلت في 19 مايس –مايو 1927 كلا من حفظي عزيز وبشير يعقوب الى انكلترا للتدريب في
كلية القوة الجوية البريطانية( كرانويل ) . وفي 1ايلول 1927 انضم اليهما محمد علي
جواد وناطق محمد الطائي وموسى علي وناصر حسين الجنابي .كما وافقت الجهات
البريطانية على تدريب 16 عاملا فنيا على إدامة الطائرات ومن هؤلاء عبد الله محمود
شهاب وحاتم حسين وميخائيل فتح الله وياسين النعمة وجسام محمد الشاهر وسعيد جورج
وسيد محمد عباس .وبعد تخرج دورة الطيران الأولى عادوا الى الوطن وانضموا الى احد
الأسراب البريطانية لحين تزويد العراق بالطائرات ولم يتم ذلك حتى 15 اذار –مارس
1931 حين تسلم العراق الطائرات المقاتلة وذهب خمسة من الطيارين إلى لندن وعادوا
بالطائرات إلى قاعدة في مطار الوشاش يوم 22 نيسان 1931 ويعد هذا اليوم خالدا في
تاريخ العراق الحديث ففيه ولدت القوة الجوية العراقية بوصول أول رف طائرات وطني .
أما القوة البحرية فقد ابتدأت في آب سنة 1937
وكانت تسمى بالقوة النهرية وعين أمير اللواء احمد رشدي بن محمد قائدا للقوة
النهرية في 5 آب 1937 وفي 2 تشرين الأول 1937
سافر مع ضابط الركن الرئيس الأول (الرائد ) خزعل هجري مع عشرة ضباط و18 من المراتب
إلى البصرة لتسلم السفن النهرية التي تعاقدت عليها الحكومة وقد وصلت منها اثنتان
وهما السفينة الجاسي والسفينة ذات الصواري وقد اقتيدتا إلى مقر القوة في العمارة
.ومن قادة القوة المشهورين الرئيس الأول الركن نوح عبد الله ألجلبي والرئيس الأول
الركن صالح زكي توفيق .وبعد ثورة 14 تموز 1958 اتسعت القوة النهرية وأنشأت القاعدة
البحرية وحصل العراق على قطع بحرية وزوارق طوربيد. وفي 22 أيلول 1966 صدر مرسوم
جمهوري برقم 1010 بتعيين العميد الركن سيف الدين صدقي قائدا للقوة البحرية
العراقية .
حتى سنة 1938 كانت هناك فرقتان هما : " الفرقة الأولى" و " الفرقة الثانية ".وفي سنة 1938
تشكلت "الفرقة الثالثة" .وكان موقف الجيش العراقي حتى 29 نيسان –ابريل
1941 موزعا على أربعة فرق مشاة تضم 45 فوجا و34 بطارية مدفعية .أما تعداده فقد وصل
إلى 1745 ضابطا في الخدمة و44217 ضابط صف
وجنديا في الخدمة ويموله جيش احتياط مسرح يقدر في حالة التعبئة العامة 250000 ضابط
صف وجندي و3027 ضابط احتياط .
وفي سنة 1950 تأسست "كلية القوة
الجوية" و"صنف الهندسة البالية الكهربائية" .وفي سنة 1954 انشأ
الصنف المظلي .وبعد ثورة 14 تموز –يوليو 1958 وسقوط النظام الملكي الهاشمي وتأسيس
جمهورية العراق تشكلت الفرقة الخامسة . وفي أواخر سنة 1959 تم تشكيل أول فوج مظلي
وفي سنة 1961 تشكل الصنف الكيمياوي وفي 11 تموز –يوليو سنة 1964 تم تشكيل الفوج
الأول للصاعقة .وهكذا تطورت تشكيلات الجيش العراقي وازدادت صنوفه وجرت عملية
تزويده بأحدث الأسلحة .كما تمت محاولة لتحديثه
وتطوير مؤسساته التعليمية والتدريبية ففي 22 أيلول –سبتمبر تشكلت جامعة
عسكريا عليا بأسم "جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا " ، وكانت تضم
كليتين الأولى للحرب، والثانية للدفاع الوطني . وقد جاء تأسيس هذه
الجامعة ، ترصينا للجيش، وتطويرا لكلية
الأركان وفق احدث أساليب العلم والتكنولوجيا .
كان الجيش العراقي على صلة وثيقة بكل انتفاضات
الشعب العراقي وقد انغمس الجيش في الحياة السياسية العراقية والى شييء من هذا القبيل ذهب وزير الدفاع
العراقي الأسبق طه الهاشمي عندما قال : " إن ضباط الجيش ليسوا خشبا ،بل هم
أبناء البلاد وباتصال مستمر بكل ما يجري بالبلاد ،فيسرهم ما يسرها ، ويحزنهم ما
يحزنها " .وقد قام بعض قادته بأول انقلاب في الدول العربية سنة 1936 .وقد عرف
ب"انقلاب الفريق الأول الركن بكر صدقي " . كما دخل الجيش في حرب مع
القوات البريطانية في العراق بين نيسان-مايس 1941وعرفت تلك الحرب ب"ثورة
مايس1941 أو ثورة رشيد عالي الكيلاني " . وساند الشعب في انتفاضته ضد معاهدة بورتسموث 1948 والتي عرفت
ب"انتفاضة كانون الثاني " وفي
انتفاضته دعما لمصر في مواجهتها للعدوان البريطاني –الفرنسي- الإسرائيلي سنة 1956
.كما قام عدد من الضباط انتظموا في تشكيل عرف ب " تنظيم الضباط
الأحرار" بثورة ضد النظام الملكي
الهاشمي صبيحة يوم 14 تموز –يوليو 1958 وتمكنوا من إسقاطه وتأسيس جمهورية العراق .
لقد كان للجيش العراقي دوره في دعم شعب فلسطين
خلال حروب 1948و1967 و1973 . كما خاض الجيش حرب الخليج الأولى 1980-1988 بين
العراق وإيران وحرب الخليج الثانية 19901991 بين العراق والولايات المتحدة
الأميركية وحليفاتها وحرب الخليج
الثالثة بين آذار –مارس ونيسان-ابريل
2003 . وكان من نتائج كل تلك الحروب أن
ضعفت بنية الجيش ، وتفرقت صنوفه وتآكلت
آلياته .وكان لابد من إعادة تشكيله بعد
قرار رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة السفير
بول بريمر - التي تشكلت بعد الاحتلال الأميركي في 9 نيسان-ابريل 2003- حل الجيش
.
ومما يفرح أن الجيش العراقي اليوم يعد نفسه
امتدادا للجيش السابق ، وساعيا من اجل
إحياء تقاليده ومؤسساته وتشكيلاته وصنوفه .
* الفصل الاول من كتاب (تاريخ الجيش العراقي وتطور دوره الوطني ) تحرير الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف ،دار ابن الاثير للطباعة والنشر - جامعة الموصل ، الموصل 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق