السبت، 25 فبراير 2023

الزعيم والمناضل الفلسطيني أحمد اسعد الشقيري 1908-1980 في ذكراه ال ( 43)


                                                                     السيد أحمدالشقيري 


الزعيم والمناضل الفلسطيني أحمد اسعد الشقيري 1908-1980 في ذكراه ال ( 43)
- ابراهيم العلاف
في يوم 25-2-1980توفي المناضل والكاتب واحدمؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية واول رئيس لها الاستاذ احمد الشقيري .كما تولى منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وشغل منصب وزير الدولة السعودي لشؤون الأمم المتحدة، وسفير المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة كان يعيش في القاهرة في اخريات ايامه لكنه غادرها بعد عقد معاهدة كامب ديفيد .اكمل دراسته الثانوية سنة 1926 في مدرسة صهيون في القدس، وبعدها اكمل دراسته العليا في الجامعة الأميركية ببيروت وكان توجهه السياسي الاول مع حركة القوميين العرب وكان قد اكمل دراسته في كلية الحقوق بالقدس واصبح محاميا وشارك في الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 . وهو يحمل الجنسية السورية لكنه كان معروفا عربيا وقد كان من ضمن البعثة السورية في الامم المتحدة 1949-1950 وعاش لفترة في بيروت .كان صوتا فلسطينيا صادحا ومناضلا عربيا صلدا وانسانا مخلصا ويستحق ان تكتب عنه رسالة ماجستير وحتى اطروحة دكتوراه .
رحمه الله وطيب ثراه كانت لديه مؤلفات عديدة منها :
من القدس إلى واشنطن ، 1947.
أربعون عاماً في الحياة العربية والدولية ، 1969.
حوار وأسرار مع الملوك والرؤساء ، 1970.
من القمة إلى الهزيمة، مع الملوك والرؤساء ، 1970.
على طريق الهزيمة، مع الملوك والرؤساء ، 1972.
الهزيمة الكبرى مع الملوك والرؤساء ، 1973.
علم واحد وعشرون نجمة ، 1977.
صفحات من القضية العربية ، 1979..
معارك العرب وما أشبه الليلة بالبارحة .
قضايا عربية .
دفاعًا عن فلسطين والجزائر .
فلسطين على منبر الأمم المتحدة .
مشروع الدولة العربية المتحدة .
وهذه صفحة من مذكراته والموسومة : ( أربعون عاما في الحياة العربية والدولية ) .ومما جاء في مقدمتها ان الكتاب ليس الا سيرة مواطن عربي عاش الحياة العربية العامة، فسار في موكبها وتمرس باحداثها، وساهم في صنع وقائعها، عبر حقبة حافلة، امتدت قرابة اربعين عاما، ويزيد.. قد شاء طموحي في الحياة، وشاءت معه ظروف واقدار ان يكون لي دور في الحياة السياسية على الصعيدين العربي والدولي، ومن هنا غدت هذه "المذكرات" سيرة جيل بكامله، لا سيرة مواطن فرد، او انسان واحد.. وما هو أهم من ذلك اصبحت هذه "المذكرات" ملك التاريخ العربي، وعلى صعيد النضال القومي ملك الاجيال الصاعدة والاجيال التي تتصاعد بعدها.. وكذلك شاءت الاقدار ان يكون مولدي، ومولد جيلي معي، في اخريات الدولة العثمانية، لنشهد بعدها عهد الاحتلال الاجنبي، ثم عهد الاستقلال الوطني.. ويطغى على هذا وذاك عهد الخطر الصهيوني..
ولقد واكبت هذه العهود كلها طفلا، فصبيا، فشابا، فرجلا، فكهلا.. فأصبت بنصيب منها، فعشت أيامها البهيجة والشقية، وكان أبهجها مواكب الاستقلال، واشقاها كارثة حزيران، باسبابها وعواملها.. وما تزال قائمة..وكانت هذه العهود غنية بالعظات والعبر، عرفتها وعرفها جيلي معي، بالممارسة والمعاناة، لا بالتفكير والتدبير، فقد كنا في مطلع هذا القرن أمة "مبتدئة" بالحياة الدولية.. وأحسب اننا ما نزال..
وها انا اجلس الان في مكتبي، فأتوغل على مدى عشرات السنين، في أخاديد ذاكرتي، وسراديب طفولتي الباكرة، فأرى كأني ارى الآن، واسمع كأني اسمع الان.. أرى العجائز الطيبات، وانا بينهن، يجلسن القرفصاء، بملابسهن المهلهلة حول "الطبلية" المستديرة الكبيرة، وهو ينتقين القمح من حب "الزوان" قبل ارساله إلى المطحنة.. ثم أستمع إليهن وهن يتحدثن أحاديث الفراغ عن شؤون المدينة وأهلها، رجالها ونسائها… هذا تزوج، وتلك طلقت.. وهذا مات في سنة الكوليرا.. وذاك ولد سنة الحرية... ومع الأيام تداولت "سنة الحرية" على سمعي، فما جرى حوار في بيتنا عن أعمار البنات والصبيان، إلا والعجائز الطيبات يحتكمن إلى "سنة الحرية" يؤكدن ان "فاطمة" ولدت قبل الحرية بعام، وان "محمد" ولد بعد الحرية بعامين..
ومع الايام كذلك تداولت سمعي إلى جانب "الحرية" تعابير أخرى: "المشروطية" و "الدستور" و "حزب الاتحاد والترقي"، و"حزب الائتلاف". وقد زاد من اهتمامي بهذه التعابير الغريبة على صباي، انني ولدت في سنة الحرية (1908) كما تحدثت لي العجائز الطيبات عن الايام الخوالي.. وتوالت الايام بعد ذلك، ودارت في "ديوان" بيتنا الاحاديث، وكلها تدور حول هذه التعابير، فاخذت أفهم معناها ومداها.. وبدأت يومئذ اعرف التاريخ بالرواية والسماع، قبل ان اعرفه بالدرس والاطلاع – تماما كما كان يفعل الاسلاف من الاباء والاجداد.
وفي هذا "الديوان" عرفت ان رجال "تركيا الفتاة" من أمثال طلعت أنور وجمال وجاويد قد قاموا بانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني في 23 تموز1908 فاعلنوا "الحرية" ووضعوا "الدستور" وأقاموا "الحكومة المشروطة" واسسوا حزب الاتحاد والترقي ليكون شعارا لاتحاد العنصرين الكبيرين في الدولة العثمانية: الترك والعرب. وعرفت في هذا الديوان كذلك ان والدي كان من الاعضاء البارزين في (حزب الاتحاد والترقي)، وأن فريقا آخر من أعيان بلدي – عكا – كانوا ينتمون إلى حزب آخر يعرف ب(حزب الائتلاف) ، وهو يهدف كما يدل اسمه إلى مجرد ائتلاف بين الترك والعرب.. وكان السيد عبد الفتاح السعدي – عمي (حموي) فيما بعد – كبير الائتلافيين في عكا.
وانتهى عهد الدولة العثمانية بانتهاء الحرب العالمية الاولى1918 ، ودخلت في عهد القضية العربية لا انتمي إلى حزب والدي ولا إلى حزب عمي، فقد كان الشعار الذي انطلق في بيوتنا وشوارعنا ونوادينا ومقاهينا: (الاستقلال التام الناجز في اطار الوحدة العربية) ..ولكن الحوار بين الائتلاف والاتحاد قد بقي زمنا طويلا بعد زوال الحكم العثماني وسقوط الخلافة الاسلامية.. ولقد شهدت هذا الحوار واشتركت في ندواته وحلقاته.. وكان هذا الحوار يدور حول السؤال الكبير: (الوحدة الاسلامية) أم ( الوحدة العربية) ؟ وكان والدي وهو اسعد شقير (مفتي الجيش الرابع العثماني ) من انصار الاولى (الوحدة الاسلامية ) ، على حين كان "عمي" من انصار الثانية(الوحدة العربية ) وهكذا انقسم رجال العرب في كل اقطار العرب..
كل التفاعلات:
Firas Alkashab، ونبيل عبدالكريم الحمد الحسيناوي وشخصان آخران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق