سلام عادل ( حسين أحمد الرضي)
في الذكرى ال (60) لوفاة سلام عادل 1922-1963 المناضل السياسي والمعلم الذي باع الفشافيش في علاوي الحلة
- ابراهيم العلاف
وقمين بالاجيال الجديدة ، أن تعرف رموز العراق من الاتجاهات الوطنية المختلفة ، ومنهم الرفيق الاستاذ سلام عادل ، وهو الاسم الحركي للمناضل السياسي حسين أحمد الرضي ، وقد توفي في 24 من شباط سنة 1963 وهو السكرتير العام للحزب الشيوعي .
قرأت عنه كثيرا من الصفحات ، وقبل شهر توفيت زوجته المرحومة المربية الاستاذة ثمينة ناجي يوسف ، وكانت قد الفت كتابا عنه مع احد رفاقه وهو الرفيق نزار خالد بعنوان : ( سلام عادل سيرة مناضل ) .
هو من مواليد مدينة النجف سنة 1922 . عمل معلما كان خريج دار المعلمين الابتدائية سنة 1943 وفي تلك السنة ارتبط بالحزب الشيوعي المؤسس سنة 1934 . ثقف نفسه بنفسه وتعلم اللغة الانكليزية .. كان معلما في الديوانية عندما فصل من التعليم سنة 1946 ، واشتغل في (مفتشا) على الجباة في مصلحة نقل الركاب وبعدها فصل ايضا لنشاطه السياسي ، والتحق ليكون معلما في مدرسة اهلية ، واعيد ليكون معلما في مدرسة التطبيقات سنة 1948 وفصلته السلطات الملكية .
واعتقل بعد مشاركته في تظاهرات وثبة كانون 1948 ، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في نقرة السلمان 1949 .. وبعد اطلاق سراحه سنة 1953 اختفى ، وكان نشيطا دؤوبا ووقفت الى جانبه زوجته ..كان يطبع بنفسه المنشورات ، واستمر في قيادة الحزب بين 1956 حتى 1963 حين وقع انقلاب 8 شباط وقد اعتقل في 19 شباط 1963 وتعرض للتعذيب .
من كتاباته المنشورة كتاب بعنوان ( البرجوازية الوطنية في العراق) صدر سنة 1957 ، وكتاب ( انتفاضة 1956 ومهامنا في الظرف الراهن ) 1957 ، وكتاب ( الاصلاح الزراعي ) 1961 ، وكتاب ( وجهة نضالنا في الريف) 1962 .
الرفيق عبد علوان (ابو بشرى) تحدث عنه فقال : "عرفت سلام عادل طالبا بدار المعلمين الابتدائية في الاعظمية ببغداد ، اوائل عقد الاربعينات من القرن الماضي القرن العشرين ، اذ تخرج منها معلما في سنة 1943 " .كان جماهيريا، محبوبا بين الطلاب ، ومن الاساتذة ، وامتاز بمرحه وشفافيته وسعة صداقاته، فهو يملك طاقات وكفاءات عديدة متميزة، رياضي بارز، احد اعضاء فريق كرة الطائرة المتميزين في دار المعلمين ومنظما للسفرات والمخيمات الكشفية، رساما له اهتمامات فنية، اطلق عليه اقرانه اسم (حسين الرسام) كما كان اديبا يتذوق الشعر ويحفظ الكثير منه معجبا بالشاعر الشريف الرضي ، وحفظ الكثير من شعره حتى لقب بين الطلبة حسين احمد الرضي وظل هذا اللقب معه الى يوم استشهاده في 24 شباط 1963 كما سمعت".
تحدثت زوجته في واحدة من ذكرياتها عن زوجها الشهيد سلام عادل انه قال لبهجت العطية مدير الامن العام ان عدد المفصولين من المعلمين وحدهم بلغ 100 معلم :" انني سابيع لبنا على الجسر" كما عمل بائعا للفشافيش مع صديقه محمد حسين فرج الله في منطقة (علاوي الحلة) بسبب وجود سينما الارضروملي وكراج للسيارات مزدحم بسواق السيارات والمسافرين. واشتريا عدة العمل. واخذ سلام عادل يخرج فجرا للذهاب الى المسلخ لشراء القلوب والاكباد (الفشافيش) بسعر رخيص.واستغربت اوساط من اهالي بغداد- آنذاك - ان يقوم معلم يبيع (الفشافيش) ..
ترك سلام عادل بيع الفشافيش، وفتح دكانا وعمل في بيع الكبة ووجبات الافطار والطعام الى العمال في ساحة الوصي (حاليا ساحة الوثبة) قرب سينما الفردوس، ويبدو انه كان مرتاحا لعمله الثاني اكثر من الاول لكونه يوفر له وقتا اكبر لممارسة عمله الحزبي .. كما كان الدكان نقطة استلام وتسليم، وارسال البريد الحزبي.
رحم الله سلام عادل كان مناضلا عنيدا .. كان رمزا من رموز الوطنية العراقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق