الخميس، 16 فبراير 2023

شارع النجفي - شارع المكتبات والثقافة في الموصل بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل







                                                                    شارع النجفي سنة 1961


شارع النجفي في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

شارع النجفي في الجانب الايمن من مدينة الموصل له في ذاكرة الموصليين والعراقيين عموما الشيء الكثير الكثير انه شارع المكتبات ..شارع المعرفة .......شارع الكتب وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى الحاج محمد النجفي او النجيفي الوجيه الموصلي الوطني الاقتصادي المعروف ( 1862- 1955)  ، وكان داره واملاكه يقع في هذا الشارع التاريخي .. والحاج محمد النجيفي الخالدي كان ملاكا ومزارعا وهو جد الاستاذ  أُسامة عبد العزيز النجيفي نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس النواب السابق وجد الاستاذ أثيل عبد العزيز النجيفي محافظ نينوى السابق .

وشارع النجفي من معالم مدينة الموصل البارزة . وقد ارتبط فتحه مع شارع نينوى سيد شوارع الموصل في مطلع القرن الماضي القرن العشرين وبالتحديد بين سنتي 1914 و1915 في عهد والي الموصل العثماني الكاتب والشاعر سليمان نظيف بك .ثم جاء المحتلون الانكليز سنة 1918 واكملوا فتح الشارع .

من منا لم يرتد شارع النجفي لكن للأسف وخلال سيطرة عناصر داعش على الموصل وحرب التحرير 2014-2017 تعرض هذا الشارع للتدمير والتخريب لذلك نوجه الانظار الى اهمية اعادة اعماره وفتحه للمكتبات والكتاب من جديد فهو الرئة التي يتنفس منها المثقفون وحاله هو حال شارع المتنبي ببغداد .

انا كاتب هذه السطور ادركت الشارع  منذ الاربعينات والخمسينات كانت لي ولكل المثقفين في الموصل صولات وجولات في هذا الشارع العتيد حيث امتدت  مكتباته على طوله من بدايته عند  مدخله الاول عند التقائه بشارع نينوى الى منتهاه عند  مدخله الثاني  المواجه لساحة صقور الحضر في باب الطوب واعتقد ان طوله اقل من كيلو متر لكنه يعاني من الالتواء وخاصة عند جامع العباس مقابل مدخل محلة السوق الصغير حيث مكتبة الجيل العربي لصاحبها المرحوم الشهيد الاستاذ ذاكر  خليل العلي .

من منا لا يتذكر المكتبة العربية لصاحبها المرحوم الاستاذ عبد الرحمن الكركجي وفتحت سنة 1921 والحمد لله عادت وفتحت ابوابها الان . من  منا لا يتذكر  المكتبة العصرية ومكتبة المنار ومكتبة المعارف ومكتبة الامل ومكتبة العسلي اخرى .

هو شارع المطابع مطبعة ام الربيعين ومطبعة الجمهورية ومطبعة عيسى محفوظ ومطبعة الزهراء ومطبعة الاتحاد ومطبعة الجمهور ومطبعة الحدباء ومطبعة الشباب والمطبعة العصرية والمطبعة الوطنية. مقرات الكثير من الصحف كانت في شارع النجفي مقر جريدة (فتى العراق) ومقر جريدة (نصير الحق) .

عن شارع النجفي كتب كثيرون من الاخوة والزملاء كتب عن شارع النجفي المرحوم القاص انور عبد العزيز وكتب الاستاذ ازهر العبيدي وكتب الاستاذ سعد الدين خضر وكتب الاستاذ عبد الله امين اغا . كنا نجد الصحف المحلية والعربية والاجنبية كما كنا نجد المجلات وانواع الكتب واحدث الكتب التي تصدر في جميع انحاء العالم .في شارع النجفي كانت هناك استوديوهات للمصورين الفوتوغرافيين ومكاتب للمحامين ومحلات للخطاطين ومجلدي الكتب .

في السنوات الاخيرة ما قبل 2003 تحول جزء  كبير من شارع النجفي – للأسف الشديد – الى محلات لبيع الحلويات .كان في نهاية شارع النجفي من جهة باب الطوب محل لشخص يُخيط ( قواري الفرفوري)  الزجاجية ، وكانت مهنة فريدة . كما كانت هناك عيادات لعدد من الاطباء ..  وما يميز بنايات شارع النجفي انها كانت تميز بالكوشكات اي الشناشيل ولاتزال بعض بقايا هذه الشناشيل شاخصة ومن حسن الحظ ان المصور الفوتوغرافي الكبير المرحوم الاستاذ نور الدين حسين وثق بالصورة جانبا من هذه الكوشكات الخشبية المزخرفة الجميلة .

*صورة لجانب من شارع النجفي سنة 1961وصور اخرى لمراحل مختلفة من تاريخ الشارع


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق