الملك الحسين بن طلال ملك المملكة الاردنية الهاشمية في ذكرى وفاته ال (24) ونبذه عن اهتماماته في مجال الكتابة التاريخية
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في يوم 7 من شباط -فبراير سنة 1999 توفي ملك المملكة الاردنية الهاشمية الملك الحسين بن طلال رحمة الله عليه وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم .. كان رجلا شجاعا ، وطنيا ، خدم اهله وشعبه وأمته ، وله اجتهاداته السياسية ومواقفه وآراءه .
وقد كتبتُ عن نشأة المملكة الادنية الهاشمية في كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر) وصدر عن مطبعة جامعة الموصل سنة 1983 واشرفت وناقشت عددا من رسائل ماجستير واطروحات دكتوراه عن الاردن وكانت علاقتي وثيقة ومتينة مع مؤرخ الاردن الرسمي الاخ والصديق الاستاذ سليمان موسى رحمه الله صاحب الكتب العديدة عن تاريخ الاردن وكلها تضمها مكتبتي كان حريصا على ان يضعها بين يدي تزاورنا وتراسلنا والتقينا في عمان وبغداد .
ما اريد ان اتحدث عنه الان هو اهتمامات الملك الحسين رحمه الله بالتاريخ كما كان جده الملك عبد الله بن الشريف حسين شريف مكة المكرمة وقائد الثورة العربية الكبرى .
ترك لنا الملك الحسين ملك الاردن 1935 - 1999) وهو ثالث ملوك المملكة الأردنية الهاشمية . تولى الحكم في الحادي عشر من آب - أغسطس سنة 1952 وحتى وفاته في السابع من شباط - فبراير عام 1999 ، إرثا كبيرا تمثل بخطبه ، وتصريحاته ، ومؤلفاته ، وكتبه في السيرة مما يصلح ان يكون رسالة للماجستير أو اطروحة للدكتوراه .
وانا - كمؤرخ - كنت اتابع ما يتحدث به لكبار الصحفيين الاردنيين والعرب والاجانب ، ولمراسلي وكالات الانباء ، واقرأ ما يصدر عنه من كتب واشير الى كتابه باللغة الانكليزية وهو بعنوان ( Uneasy lies the head): صدر سنة 1962 وترجمه الاستاذ هشام عبد الله بعنوان ( ليس سهلا أن تكون ملكا - سيرة ذاتية) .وكتابه بالانكليزية ايضا بعنوان ( My War With Israel) أي ( حربنا مع اسرائيل ) وقد صدر سنة 1969 وتوجد منه نسخة باللغة العربية ، وكتابه الثالث بالانكليزية وعنوانه ( Mon Metier de Roi) وصدر سنة 1975وترجمه الاستاذ غازي غزيل بعنوان ( مهنتي كملك - أحاديث ملكية مع الصحفي فريدون صاحب جم ) صدر سنة 1987.
وقد يسأل احدكم لماذا بالانكليزية .. واقول ان الملك الحسين كان يحرص على ان يكون الرأي العام العالمي على صلة بما يحدث في المنطقة أعني الوطن العربي وكل الشرق الاوسط ، وهذا ذكاء منه وهو انه يخاطب القارئ الغربي .. والقارئ العربي يعرف الملك الحسين ويتابع خطواته ومواقفه وعلاقاته مع قادة وزعماء المنطقة ومنهم الرئيس القائد الخالد جمال عبد الناصر وقادة المملكة العربية السعودية وقادة العراق سواء في العهد الملك وهم ابناء عموته او في العهد الجمهوري .
كم كبير من احاديث الملك الحسين ، ينبغي ان يجمع ويدرس ويحلل لكي نقف على خفايا وخبايا الاحداث التي شهدها وطننا العربي في المائة سنة الماضية .
والملك الحسين رحمه الله ، كان مثقفا ثقافة رفيعة المستوى .. كان خطيبا مفوها ، ومتحدثا لبقا ، وسياسيا متميزا لا بل هو رجل دولة Statesman والاكثر من هذا انني اقول انه كان شجاعا لا يخاف .. يواجه التحدي بالتحدي وهو فضلا عن ذلك دبلوماسي ، ومفاوض متمكن لايغامر بمصلحة شعبه ولايفرط بإنسان واحد من شعبه بل يحمي مواطنيه لكنه عند الشدائد تراه يتخذ الموقف المناسب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق