خلف شوقي الداؤودي 1898-1939 .صحفي عراقي رائد في ذكرى رحيله ال ( 84)
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
في يوم 2 من شباط سنة 1939 توفي الصحفي والاداري المرحوم خلف شوقي الداؤودي وهو عراقي كردي واليوم يوم ذكراه ال (84) وقد سبق لي ان كتبت عنه سنة 2017 وقلت : خلف شوقي الداؤودي ، من الصحفيين العراقيين الرواد الذين اتتبعت اخبارهم . ومن حسن الحظ ان الصحفي البارع الاستاذ صادق الازدي كتب عنه مرة في سلسلة مذكراته التي نشرت في اكثر من مكان ومنها جريدة (الاتحاد ) البغدادية وفي صفحة (بعيدا عن الصناعة بعيدا عن التجارة ) التي كان يحررها الاستاذ رشيد الرماحي .ومما قاله انه كان يعمل في جريدة (الدفاع ) البغدادية سنة 1936 التي كانت تنطق بلسان الفريق الركن بكر صدقي قائد انقلاب 29 تشرين الاول 1936 على حكومة ياسين الهاشمي وصادف ان قدم اربعة وزراء من انصار بكر صدقي الى رئيس الوزراء حكمت سليمان وهم : جعفر ابو التمن ، وكامل الجادرجي ، وصالح جبر ويوسف ابراهيم لهذا راحت جريدة ( الدفاع ) تصب جام غضبها على هؤلاء الوزراء . وكان وراء هذا الهجوم الصحفي خلف شوقي الداؤودي الذي قال فيهم -كما يقول الاستاذ صادق الازدي -الحق والباطل . ومن الغريب ان لااحدا في ذلك الوقت وقف مع هؤلاء وناصرهم ولربما خوفا من قائد الانقلاب المدعوم من الملك غازي 1933-1939 .
من مقالاته التي هاجم فيها الوزراء الاربعة الذين استقالوا من حكومة حكمت سليمان بسبب ما اتضح لهم من دكتاتورية بكر صدقي كقائد عسكري وتفرده بالحكم (سفينة نوح ) و(في ضوء المصباح الاخضر ) .
كان الاستاذ خلف شوقي الداؤودي من قبل يصدر مجلة في البصرة بعنوان ( شط العرب ) 1929 ،وكان موظفا في وزارة المالية ويجمع بين الصحافة والوظيفة ويقول الاستاذ صادق الازدي انه منذ ذلك الوقت صار ينظر الى الداؤودي بخوف واحترام بالغ خاصة عندما يزور الجريدة ومطبعتها ليلا .
المهم ان الموصل هي من تصدت للفريق بكر صدقي حيث اغتيل في الموصل واعلن آمر حاميتها اللواء الركن محمد أمين العمري قطع صلة الموصل بالعاصمة بغداد فإضطر حكمت سليمان الى ان يقدم استقالة وزارته وسقطت حكومة الانقلاب وبدأ نفوذ القادة القوميين الاربعة صلاح الدين الصباغ ومحمد فهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سلمان ومعهم محمد يونس السبعاوي رجل الحقوق والصحافة يزداد منذئذ وللموضوع قصة ارويها لكم فيما بعد .
اعود لاذكر بأن الاستاذ حميد المطبعي في موسوعته (موسوعة اعلام وعلماء العراق ) الجزء الاول كتب عن الاستاذ خلف شوقي الداؤودي (1898-1939 وقال انه كاتب وصحفي وباحث وناقد اجتماعي ينتسب الى عشيرة الداؤودة الكردية الاصيلة . وكان يجيد عدة لغات اجنبية فضلا عن اللغتين العربية والكردية .كان يكتب في مجلة (لغة العرب ) لآنستاس الكرملي .اصدر في البصرة مجلة (شط العرب ) سنة 1929 وكان موظفا وانتقل الى بغداد ليصدر (خدمة الوطن ) سنة 1023 وكان اسلوبه يتسم بالتهكم والسخرية وهو اول من دعا الى توحيد اللهجات الكردية في اطار لغة واحدة موحدة ، وكان يستخدم احيانا اسماء مستعارة من قبيل (ملا ناصر الدين ) وكان ينشر في صفحات ومجلات زمنه ومن الصحف والمجلات التي كتب فيها (الاوقات العربية ) و(الاعتدال ) النجفية .
وله مؤلفات منها كتابه الكبير : (نقدات ملا ناصر الدين ) ويقع في ثلاث مجلدات واصدره سنة 1922 كما حقق ونشر كتاب (الكعبي ) الموسوم (زاد المسافر ولهفة المقيم والحاضر ) سنة 1924 . وله قصص اختارها من الادب التركي وقد طبع في القاهرة سنة 1936 وله كتاب (سعد زغلول في العراق ) نشره سنة 1927 وفي سنة 1984 نشر الدكتور محسن جمال الدين في جريدة العراق (البغدادية ) مقالا عنه وضمن سلسلة مقالاته الرائعة التي كنت اتابعها بشغف ( اكراد خدموا اللغة العربية ) .
توفي الاستاذ خلف شوقي الداؤودي سنة 1939 رحمه الله وجزاه خيرا واعتقد ان الآوان آن لكي يتفرغ احد طلبتنا لكتابة رسالة ماجستير عنه فهو يستحق واكثر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق