هبة ابراهيم العلاف 1974 – 2008
الشهيدة المهندسة المدنية ومذكراتها
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث
المتمرس – جامعة الموصل
كان الموسم
العلمي والثقافي التاسع للكلية التقنية الهندسية في الموصل (حاليا الجامعة التقنية الشمالية ) ، والذي افتتح يوم 5-5- 2013 فرصة لتكريم عدد من الاساتذة والباحثين الأحياء منهم والمتوفين . ومما
اسعدني ان الكلية كرمت ابنتي الشهيدة المهندسة
المدنية السيدة هبة ابراهيم العلاف وكانت تعمل في الكلية والتي توفيت -رحمها الله –
وهي بعمر الزهور اثر اصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية ، وعمرها لم يزد على ال (34) عاما ، ودفنت
في مقبرة سحاب بالعاصمة الاردنية عمان وذلك في 19-12-2008 ..كُرمت بنسخة من القران
الكريم محفوظة في اطار خشبي مزخرف جميل وبدرع الكلية وبشهادة علمية .
ومما جاء في الشهادة : " عرفانا من عمادة الكلية التقنية الهندسية
-الموصل بالجهود التي أسهمت بها المغفور لها السيدة هبة ابراهيم خليل العلاف
(رحمها الله ) في ديمومة عمل الكلية ووصولها الى ما وصلت اليه بمعية الخيرين من
منتسبي الكلية نقدم هذه الشهادة لتبقى ذكرى أمام محبيها....والله ولي التوفيق
.....الدكتور اياد يونس عبدالله - العميد 5-5-2013
وقد حضرتُ الاحتفال ، والقيتُ كلمة شكرت فيها السيد عميد الكلية الاخ الدكتور اياد يونس عبد الله على مبادرته
المعبرة هذه وجعل ما يقوم به في ميزان حسناته ..رحم الله ابنتي الشهيدة التي توفيت
في عمان -الاردن حيث كنا نعالجها في ( مركز الحسين للسرطان ) ، ودفنت في مقبرة
سحاب . ومن الغريب ان زوجها السيد راكان محمد وجيه خليل العلاف قد توفي بالمرض
ذاته رحمه الله مع انه للأسف الشديد تركها ، ورفض ان يصحبها في رحلة العلاج بمركز
الحسين للسرطان بعمان – الاردن ورافقها اخويها الدكتور نشوان والدكتور هشام حفظهما الله ووفقهما .
وللتاريخ اذكر ان المرحومة ابنتي ،
ابنة كاتب هذه السطور السيدة هبة من مواليد 3 آذار سنة 1974 ، كانت اثناء طفولتها في روضة الرياحين ثم في
مدرسة الثقافة الابتدائية ، وقد اكملت دراستها
الثانوية في ثانوية الطلائع ، ودخلت
قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة – جامعة الموصل وتخرجت وعينت معيدة ومهندسة في
قسم هندسة تقنيات البناء والانشاءات - الكلية التقنية .
خصصتُ بعد وفاتها واحياء لذكراها جائزة تمنح للباحثين الشباب بإسم (جائزة هبة العلاف) مقدارها
مليون دينار عراقي مع جوائز تكريمية وشهادات تقديرية للباحثين الشباب واول ما منحت
الجائزة في العام 2010 للباحثين في حقل
التاريخ .. وفي العام 2011 مُنحت للباحثين والباحثات " في
ميدان "الهندسة المدنية وفي هذا العام 2012 مُنحت للباحثين والباحثات في علم الاقتصاد . وفي العام
2013 خصصت " لبحوث علوم
القران الكريم " وكان لإعلان الجائزة ومنذ اطلاقها قبل سنوات ، صدىً
طيبا في الأوساط العلمية والثقافية باعتبار أن ذلك إحياءً لتقليد عربي وإسلامي
الغاية منه تشجيع البحث بين الشباب .
في 16 نيسان سنة 2010 موقع ميدل
ايست اون لاين الالكتروني ، موضوعا بعنوان ( ابراهيم العلاف يطلق جائزة هبة
العلاف لبحوث الهندسة المدنية ) جاء فيه :" أطلق الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف مدير مركز
الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل جائزة سنوية تحت اسم (جائزة هبة العلاف)، تمنح -
حسب قول العلاف - للباحثين الشبان ممن هم
دون سن الأربعين عاماً، بعد كتابتهم لبحوث في (مجال الهندسة المدنية) ، وقيمتها
مليون دينار عراقي.
ونوه العلاف
إلى أن إطلاق هذه الجائزة جاء إحياءً لذكرى ابنته المهندسة المدنية والمعيدة في
الكلية التقنية في الموصل بالعراق السيدة "هبة" والتي توفيت في مستشفى
الحسين للإمراض السرطانية بالأردن بعد إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية وهي في عز
شبابها قبل سنتين .
وعن الهدف من
الجائزة أضاف العلاف أنها "لتشجيع الباحثين الشبان على إنجاز بحوث أكاديمية
رصينة في جوانب حية ومهمة من جوانب الهندسة المدنية والسعي باتجاه نشرها ووضعها في
متناول الناس."
وستتضمن
المشاركة حسب العلاف "كتابة بحث في موضوع معين من موضوعات الهندسة المدنية
تتراوح صفحاته بين 15 - 25 صفحة وتراعى فيه الشروط العلمية والأكاديمية"،
ومشيراً إلى أن مبلغ الجائزة سيوزع حسب درجات الفوز الثلاثة ، فسيحصل الفائز الأول
على 500 ألف دينار، والفائز الثاني على 300 ألف دينار، والفائز الثالث على 200 ألف
دينار. كما ستمنح جوائز وشهادات تقديرية للمشاركين في الجائزة من غير الفائزين .
وتابع العلاف
"سيتم التقديم الى الجائزة في الأول من شهر مايو/آبار ، وتنجز البحوث في 15
شهر سبتمبر- أيلول وتعلن النتائج في 15 نوفمبر/تشرين الثاني".
مشدداً على أن
هناك لجنة ستشكل من أساتذة متخصصين متميزين لتقويم البحوث المقدمة، إضافة إلى أن
هناك شهادة تقديرية ستمنح للفائزين وسيقام لهم احتفال خاص .
كما أعرب
العلاف عن أمله بأن تقدم البحوث المشاركة في الجائزة إلى إدارة مركز الدراسات
الإقليمية في جامعة الموصل. ومن الجدير بالذكر أن الجائزة منحت في العام الماضي
للباحثين في ( مجال التاريخ الحديث) ، وكان لإعلان الجائزة صدى طيب في الأوساط العلمية
والثقافية باعتبار أن ذلك إحياء لتقليد عربي وإسلامي الغاية منه تشجيع البحث بين
الشباب .
وفي السنة التالية خصصت جائزة هبة العلاف للبحوث التاريخية وبعدها للبحوث
الاقتصادية وكتبت في مدونتي في حينها :" احتفالية
توزيع جائزة هبة العلاف للبحوث الاقتصادية ما يأتي :" جرت في قاعة
المناقشات بكلية الادارة والاقتصاد بجامعة الموصل هذا اليوم الاربعاء 20 حزيران
2012 ،وبرعاية الاستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل وعددا من
السادة العمداء وجمع كبير من الحضور احتفالية توزيع جائزة هبة العلاف للبحوث
الاقتصادية –الدورة الثالثة 2012 . وابتدأت الاحتفالية بتلاوة آيات بينات من
القران الكريم .وبعد ذلك اعلن الاستاذ ثامر معيوف مدير اعلام الجامعة
بيان لجنة الجائزة والتي خصصت هذا العام 2012 للباحثين الشباب ممن
هم دون سن الثلاثين عاماً، بعد كتابتهم لبحوث في مجال علم الاقتصاد وقيمتها (مليون
دينار)
وقال : ان اللجنة المكلفة بإختيار البحوث
الفائزة برئاسة الاستاذ الدكتور أنمار أمين حاجي البرواري وعضوية كل من
الدكتور سعد محمود الكواز والدكتور فريد السيفو ،قد انجزت اعمالها
وتوصلت الى مايلي:
1.الفائز
الاول هي (الانسة تهاني صالح مجبل )وعنوان بحثها هو : " كمية النفايات
السكنية الصلبة واحتياجات الحاويات في حي سومر بمدينة الموصل وبأشراف الدكتور أبي
صبري الوتار وقيمة الجائزة( نصف مليون دينار) .
2.الفائز
الثاني هو (السيد وافي سلام سليمان )وعنوان بحثه : " الازمة المالية وتذبذب
النمو الاقتصادي في تركيا وبأشراف الدكتور مروان عبد المالك ذنون وقيمة الجائزة
300 الف دينار .
3.الفائز
الثالث هي ( الانسة هاودنَك طلعت محمد )وعنوان بحثها : " الموارد الزراعية في
الوطن العربي وآفاق تحقيق الامن الغذائي العربي " وبأشراف الدكتور عماد حسن
النجفي وقيمة الجائزة 200 الف دينار .
ثم
القى الاستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس الجامعة كلمة اشاد فيها بفكرة
الجائزة وقال ان هذا احياء لتقليد اسلامي ودعا الى اهمية الاقتداء بهكذا افكار
تهدف الى تشجيع العلم ، ودفع الشباب الى ارتياد مجاهيله .كما القى الاستاذ الدكتور
فواز جار الله نايف الدليمي عميد كلية الادارة والاقتصاد كلمة اشار فيها الى دور
الكلية في تيسير انجاز اجراءات تقييم البحوث المقدمة لنيل الجائزة .والقى الاستاذ
الدكتور أنمار امين حاجي رئيس لجنة تقييم الجائزة كلمة قال فيها ان اللجنة عقدت
عدة اجتماعات ونظمت استمارة لتقييم البحوث بشكل علمي وتوصلت بموضوعية
الى البحوث التي استحقت الجائزة .
تفضل
السيد رئيس الجامعة فوزع الجوائز على الباحثين الفائزين ثم قدم الاستاذ الدكتور
ابراهيم خليل العلاف نسخا من القران الكريم للسيد رئيس الجامعة والسيد
عميد كلية الادارة والاقتصاد والسادة المشرفين على البحوث ومدير اعلام الجامعة الاستاذ
ثامر معيوف ، والقى كلمة ختامية في الاحتفالية قال فيها : " ما
أروع أن يحول الإنسان مصابه إلى شئ نافع للناس ، وما اروع أن يتفاعل الناس مع كل
عمل خير ومفيد .. وها نحن اليوم .. إخواني –أخواتي ، اجتمعنا على الفعل الخير
والمفيد ..إنه عمل كان آبائنا وأجدادنا يحرصون على القيام به وأقصد تشجيع طلبة
العلم واحتضانهم والأخذ بيدهم لما فيه خير البلاد والعباد ..
لقد كانت فقيدتنا ، هبه ،
رحمها الله من اللواتي أحببن العلم فكانت متميزة في كل مراحل دراستها الابتدائية
والمتوسطة والإعدادية ، وفي قسم الهندسة المدنية ، وعندما عينت معيدة في المعهد
الفني ثم الكلية التقنية في الموصل لكن المرض داهمها وهي لما تتجاوز الـ (34) سنة
من عمرها.. لا أقول أنها ابتليت ولا أقول أنها ظلمت ..لكني أقول أنني احتسبتها عند
الله شهيدة غريبة ، مرضت وعولجت في مركز الحسين للسرطان في عمان بالأردن وأجريت
لها عملية زرع النخاع ، وشفيت ثم انتكست وتوفيت ودفنت في مقبرة سحاب بالأردن ..
دعاءنا لها بالرحمة ولكم الشكر والتقدير ، أخص الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي
رئيس الجامعة والإخوة مساعديه وللسادة العمداء والسيد رئيس لجنة تحكيم الجائزة
والأعضاء الكرام والسادة المشرفين على البحوث والمقيمين لها وللطلبة الفائزين أقدم
أجمل التهاني بالفوز ..." وكما هو معروف فأن الجائزة جاءت إحياءً لذكرى المهندسة
المدنية والمعيدة في الكلية التقنية في الموصل بالعراق السيدة "هبة ابراهيم العلاف " ، والتي توفيت في
مستشفى الحسين للإمراض السرطانية بالأردن يوم 20 كانون الاول –ديسمبر سنة 2008 ،
بعد إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية وهي في عز شبابها . وعن الهدف من الجائزة قال
الدكتور العلاف : أنها تجيئ "لتشجيع الباحثين الشبان
على إنجاز بحوث أكاديمية رصينة في جوانب حية ومهمة من جوانب العلم
والمعرفة والسعي باتجاه نشرها ووضعها في متناول الناس."
وكما
هو معروف فأن المشاركة في
الجائزة تضمنت "كتابة بحث في موضوع معين من الموضوعات
الاقتصادية "، تتراوح صفحاته بين 15 - 25 صفحة وتراعى فيه الشروط
العلمية والأكاديمية وبأشراف أحد الاساتذة المتخصصين .
ومن
الجدير بالذكر أن الجائزة منحت في العام 2010 للباحثين في مجال
التاريخ " وفي العام 2011 " في
ميدان "الهندسة المدنية وفي هذا العام 2012 للباحثين في علم
الاقتصاد . وفي العام القادم 2013 ستكون مخصصة " لبحوث علوم
القران الكريم " وكان لإعلان الجائزة ومنذ اطلاقها قبل سنوات ، صدىً
طيبا في الأوساط العلمية والثقافية باعتبار أن ذلك إحياءً لتقليد عربي وإسلامي
الغاية منه تشجيع البحث بين الشباب .
اعود
فأقول ، ان ابنتي المهندسة المدنية
الشهيدة السيدة هبة ابراهيم العلاف تركت بين يدي (دفتر ) صغير وجدت فيه انها دونت
جانبا من مذكراتها وابتدأت الدفتر دفتر
المذكرات بكلمات جميلة جاء فيها " بسم الله الرحمن الرحيم ..هذا الدفتر هدية
من الطفلة الحلوة بسناء الى اختها الكبيرة هبة ..أنا وأسرين نحبك بسناء واسرين
يدعون لك بالشفاء وتطلعين سلامات ..ووضعت صورة لقلب فيه من الجهة اليمنى اسم بسناء
وفي الجهة اليسرى هبة " . وبسناء من اسرة اردنية كانت جيران هبة في تلاع
العلي بشقتها التي اجرتها لها وطلبت منها وهي في رحلة العلاج ان تبقى فيها دوما
بعد ان هجرها زوجها ورفض مرافقتها في رحلة العلاج وقلت لها انا اتكفل بالايجار
ورجوتها ان تستعين بخادمة فليبينية ان
ارادت وبعد اجراء عمليتها عملية زرع النخاع في مركز الحسين للسرطان والتي كلفت
الكثير من ملايين الدنانير العراقية وبالعافية عليها تحملتها عن طيب خاطر والحمد
لله رب العالمين .
نعود
الى (دفتر المذكرات) واقول كانت هبة مثقفة تعلمت تعليما راقيا وعودتها على القراءة
هي واختها الدكتورة لمى واخويها الدكتور نشوان والدكتور هشام وكانت تقرأ القصص
والروايات والشعر لهذا كان اسلوبها رائعا ..في الصفحة الثانية من مذكراتها كتبت
العبارات التالية : اسلم واعلم ان كنت تعلم انه من يرحم يُرحم ..ثم قالت بالرغم من مرضها " وابتسم
للدهر دوما ان يكن حلوا ومرا ولتقل ان ذقت هما ان بعد العسر يسرا "
وبعدها
ذكرت آيات من سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم : الله نور السموات والارض مثل
نوره كمشاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري ..........والله
يرزق من يشاء بغير حساب" .ثم ارفقت الآية بدعاء :"اللهم اني ضعيف فقوني
في رضاك ضعفي وخذ الى الخير بناصيتي ..." وبعدها سطور من سورة (المؤمنون )
ودعاء وسطور من سورة ياسين ودعاء وسطور من سورة الفجر وابتدأت يوم 1 من تموز –يوليو
سنة 2008 بكتابة المذكرات وقالت : بدأت رحلتي العلاجية في مركز الحسين للسرطان
،الطابق الرابع وحدة زراعة النخاع الذاتية .لقد كنت خائفة بعض الشيء ولكني كنت
اهيئ نفسي لمواجهة هذا المعركة التي اسمع عنها منذ حوالي اربعة اشهر واترقبها
وخصوصا في ظرفي هذا السيء حيث اضطررت للبقاء لوحدة بعد مغادرة اخي هشام وبانتظار
ان يأتي اخي نشوان ليحل محله في مرافقتي ولكن هذه الخطوة مع انها كانت قاسية لكني
تعلمت ان اعتمد على نفسي اكثر " .
ثم
تحمد الله الذي اوقف بجانبها اناسا مثل بيت ابو احمد " وابنتهم بسناء التي
دخلت قلبي كثيرا وقد تعلمت منها الكثير بالرغم من صغر سنها فهي في الثامنة من
العمر وانا في الاربعة والثلاثين ولكني استفدت في كون لديها القابلية على التعبير
عن نفسها بحرية والتعبير عن رغباتها بكل وضوح وصراحة ، وانني لااملك هذه الخاصية
خصوصا عندما يكون هناك حولي اناس يثبطون معنوياتي حيث اشعر حينها بأنني مقيدة ولا استطيع
التحرك وهذه العادة هي سيئة في نظري" وهنا تقصد زوجها واهل زوجها حيث كانت
تعيش قبل اصابتها بالمرض اثر مداهمة قوات من الجيش الاميركي المحتل للمزرعة التي
كانوا يعيشون فيها مما ادى الى اصابتها بالسرطان ومن ثم اصابة زوجها بالمرض ذاته .
في
دفتر الذكريات وسأنشره كاملا ان شاء الله تتحدث عن ذهابها الى السوق مع ام احمد
لشراء بعض لوازم المبيت في المستشفى وتقول :" في صباح يوم الدخول الى
المستشفى اتى لي (ابو سنر وهو الاستاذ اسامة ابراهيم الجلبي وقد كلفت ولديّ بإيصال
اجور العملية اليها ) واعطاني احور عملية
زراعة النخاع الشوكي الباهظة وذهبت الى المستشفى ...وتروي قصة اخذها للجرع
الكيماوية وتحدثت عن الدكتور اياد الاحمد ومساعدته وقالت انها تكن له كل الاحترام
والتقدير وكذلك الدكتور عمر الراوي والممرضون والممرضات وعن السيدة ام مختار وعن
يوم العملية وتشيد بموقف اختها الدكتورة لمى وتشكر ادارة المستشفى التي وفرت
لها لابتوب واتصال بالأنترنت وقالت ان ام احمد اتصلت بها وصديقتها اروى من الموصل
".
كتبت
" لقد شعرت من خلال مرضي هذا انني والحمد لله محبوبة جدا من قبل الناس الا من
البعض والذين خانوني وغدروا بي حتى شعرت بأن تعبي معهم كان ضائعا وفي مقدمة هؤلاء
كان زوجي بالاضافة الى خالي واهله الذين لم يكلفوا أنقسم حتى بمجرد السؤال عني
حسبي الله ونعم الوكيل ..كم امضيت من وقت وافنيت من جهد لإرضائهم ومجاراتهم ولكني
لم اتمكن من ذلك...كنت اشعر معهم انني مكبلة بالسلاسل والقيود من قبل زوجي راكان
والذي لم يحاول تعزيز ثقتي بنفسي بل على العكس كان يثبط معنوياتي وينظر الي نظرة
الضعيق يا الله ..يا الله ..كم تؤلمني هذه الذكريات وتجعلني احس بمدى الظلم والحيف
الذي تعرضتُ اليه " .
وتقف
لتتحدث عني ، عن والدها (ابراهيم العلاف) فتقول :"اسأل الله ان يرضى عنه في
الدنيا والاخرة فقد كان خير عون لي في شدتي ..اطال الله عمره وامده بالصحة
والعافية .لقد كانت المسؤولية الملقاة على عاتقه عظيمة جدا ،ولكنه أب حنون وطيب
حيث وفر لي مبالغ العملية بكل جرأة ورجولة وشهامة ، حتى انه لم يكن يخبرني كيف اتى
بهذه المبالغ وكان دائما ما يقول لي لاتحملي هما فان المال موجود ..كم اجهدني
موضوع الاجور ،فقد كانت باهظة جدا ومبالغ خيالية ، فقد صرفت ما يقارب 60000 الف
دولار امريكي حتى الان " .
وتواصل
:" اسأل الله تعالى ان يعين أبي ،وان يسعده في حياته الجديدة مع زوجته
الجديدة الدكتورة سناء والتي قال عنها بأنها امرأة جيدة ومثقفة اتمنى ان تسعده
وتريحه ...لقد كان لرحيل امنا الغالية (لطفيه طه محمد العبيدي ) اثر كبير على
حياتنا ...كانت اما رائعة وكتلة من الحنان والمشاعر والقيم " .
اكتفي
بهذه المقتبسات من دفتر مذكرات ابنتي واعد بنشرها ان شاء الله تعالى .رحم
الله ابنتي الشهيدة هبة فقد نجحت العملية
عملية زرع النخاع وخرجت من المستشفى يوم
السبت 27 تموز 2008 وزرتها وزوجتي الدكتورة سناء في آب 2008 وقضينا وقتا معها كانت جميلة بحيث
اصطحبتنا الى اماكن لطيفة ، لكن اصيبت بعدها
بالأنفلونزا وانتكست وتوفيت يوم 19 كانون الاول سنة 2008 ، ودفنت في مقبرة سحاب بالعاصمة الاردنية عمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق