لقاء الزعيم عبد الكريم قاسم مع مندوب صحيفة اللوموند الفرنسية 4- 5 شباط 1963
-ابراهيم العلاف
ادوارد صعب مندوب صحيفة اللوموند الفرنسية التقى الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة في العراق في مقره بوزارة الدفاع واللقاء لعله الاخير واغلب الظن انه الاخير في حياة الزعيم ففي 8 من شباط 1963 حدث انقلاب 8 شباط 1963 واعدم الزعيم في يوم 9 شباط 1963 .
الصحفي المخضرم الاخ والصديق الاستاذ محسن حسين نشر ترجمة للقاء وصلته من السيد حسين الهنداوي في 9 من شباط 2014 ونشرها في جريدة (الزمان ) اللندنية عدد 15 من شباط 2022 .ونسخة العدد الان بيدي وما يهمني ان انقله لكم بعض اقوال الزعيم ومنها "انه استلم قبل بضعة ايام [يعني في مطلع شهر شباط 1963] مذكرة "تهددني فيها واشنطن بفرض عقوبات ضد العراق اذا تمسكت بمواقفي ولاادري كيف يعطون لانفسهم الحق باستخدام لغة كهذه ...وهم لايدركون ان جمهوريتنا لايمكن قهرها طالما هي نابعة من ارادة الشعب وحده" . ايضا تعهد الزعيم ان عام 1963 سيشهد ولادة الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة هكذا سمى البرلمان العراقي .
تحدث عن حالة البؤس الذي يعيشه العراقيون وقال انه يريد تحرير الفقراء من مشاكلهم.ويضيف :" “أنا نفسي منحدر من وسط فقير جداً، وهو ما اعترف به بكل فخر، كان ابي نجاراً، وقد واجهت أمي الكثير من الضنك في سعيها لكي احصل على تعليمي المدرسي. لذلك استطيع ان اتصور ماذا تعني المدرسة في حياة الأطفال. وهو ما يفسر لكم لماذا انا في عجلة لضمان التعليم المدرسي لكل الأطفال الفقراء في بلادي، ذلك لأنني اريد ان أجنبهم المشاق التي واجهتها في طفولتي”.
ثم قال :" قطعت وعداً ببناء (مدينة الثورة) آنئذ اعتبرني كثيرون مجرد حالم وطوباوي. لكن الجميع اليوم بامكانهم الذهاب الى هذه المدينة اللطيفة التي يعيش فيها ثلاثمئة وخمسون الفاً من السكان جميعهم من ذوي الدخل المحدود. وقريباً ستكون لها حدائق عامة وشوارع مبلطة ومســـبح كبير. وفيها الآن عدد من المدارس ومستشفى ومستوصفات بنيت بالتزامن مع بناء المنازل. وهذا ليس كل شيء. هناك ايضاً سد دربندخان الاروائي الذي كلف الدولة 26 مليون دينار واترك الكلام عن الطرق والساحات والنصب والعمران والمصانع الحديثة والاصلاح الزراعي وغيرها.وكل هذا بهدف اشاعة الرفاه الاجتماعي. اننا لا نعادي الاغنياء ما داموا مستعدين لمعاونتنا في سعينا الهادف الى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفقراء. يقول مندوب صحيفة لوموند :" بيد ان الزعيم قاسم لم يعد ثورياً، فلقد وجدته واقعياً مؤمناً برسالته ويتمتع بطريقة تفكير راجحة واكثر تطوراً من تلك التي يتمتع بها كثير من زعماء الدول العربية" .
لقاء تاريخي مهم ينبغي ان يطلع عليه كل طلبة الدراسات العليا المتخصصين بتاريخ العراق المعاصر فضلا عن المهتمين والمؤرخين .واللقاء متوفر على شبكة المعلومات -الانترنت وضمن رابط جريدة (الزمان ) اللندنية
وهو التالي : https://www.azzaman.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق