المؤثرات الحضارية للمسلمين على سكان ضفاف نهري السند والكونج في العصر العباسي 132-656 هجرية - 749-1258 ميلادية ) رسالة ماجستير للسيدة وفاء كامل داؤد سليمان باشراف الاستاذ الدكتور سفيان ياسين ابراهيم
#المؤثرات الحضارية للمسلمين على سكان ضفاف نهري السند والكونج في العصر العباسي 132-656 هجرية - 749-1258 ميلادية ) في رسالة ماجستير
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل -العراق
موضوع بكر ، ومهم ، واصيل هذا الذي تناولته الاخت السيدة وفاء كامل داؤد سليمان في رسالتها للماجستير والموسومة ( المؤثرات الحضارية للمسلمين على سكان ضفاف نهري السند والكونج في العصر العباسي 132-656 هجرية - 749-1258 ميلادية ) باشراف الاخ الاستاذ الدكتور سفيان ياسين ابراهيم ، وقد قدمت الى مجلس كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة الموصل 2021 وبين يدي الان نسخة منها .
ومما تناولته الباحثة ، قضية مهمة وقف عندها طويلا المؤرخ البريطاني الكبير آرنولد توينبي (توفي سنة 1975) ، وهي ان الانهار شكلت تحديا للانسان ، وان الانسان في الهند استطاع الاستجابة لهذا التحدي فصنع حضارة مزدهرة هي حضارة نهر السند حاله حال الانسان في العراق ، والانسان في مصر حيث دجلة والفرات في العراق والنيل في مصر .
ومن الطريف ان الهنود وهم قد دخلوا الاسلام اعتقدوا ان منبع نهري السند والكنج من الجنة لذلك قدسوا هذين النهرين وارتبط بهما الكثير من الاحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والرسالة وقفت عند المؤثرات الحضارية الاسلامية على سكان ضفاف ذينك النهرين العظيمين خلال العصر العباسي .
وما كانت الرسالة تؤدي وظيفتها ، الا بعد ان أُطرت بمجموعة من المعطيات العلمية من قبيل تقديم وصف جغرافي وتاريخي وحضاري للمنطقة موضوعة الدراسة والبحث.هذا فضلا عن تناول مؤثرات الفتح الاسلامي لاقليم السند والفتوحات الغزنوية والغورية ، وتأثيراتها على مناطق حوض نهر الكنج ، وعموم الشمال الهندي .
ومن الطبيعي ان تحدث في هذا الاقليم الحضاري ، ثورة علمية وادبية من خلال اقبال الهنود على تعلم العلوم الفقهية واللغوية والعقدية والعقلية وهذا بدوره انعكس في تعديل كثير من المعتقدات الكلاسيكية التي كانت شائعة في الهند قبل مجيء الاسلام .
ومن الطريف ان وجود العرب المسلمين في تلك المناطق ، أسهم في الازدهار الاقتصادي ، فهم يشجعون على تنمية المُلكيات الشخصية ، ويدفعون الباعث الشخصي في التجارة والزراعة والصناعة الى الامام ، لذلك ازدهرت مثلا صناعات الالبسة القطنية والبسط ، وتوسع الاهتمام بالخانات ، والمستشفيات ، والحمامات ، ودور العبادة ، وظهر التأثير المعماري الاسلامي واضحا في البنيان وتطور المدن ومنها مثلا مدينتي البيضاء والمنصورة .
الرسالة اكدت حقيقة يحاول البعض طمسها وهي انه حيثما حل الاسلام حلت الحضارة وحيثما حل الاسلام ازدهرت العمارة والعلوم والادارة والثقافة وكشفت فصول الرسالة مسألة مهمة وهي ان الادارة الاسلامية في اقليم السند احدثت الكثير من المتغيرات وبرزت امارات اسلامية في عدد من مدن نهر السند ومنها الملتان والديبل كما ان الغزنويين المسلمين والغوريين اكدوا حقيقة المؤثرات الاسلامية وسلطنة دهلي انموذجا .
وفوق هذا وذاك فان انتشار الاسلام في الهند حد من انتشار النظام الطبقي وقلل من سطوته الاجتماعية وافسح المجال لعدد من العلماء والمفكرين الهنود ليسهموا في حركة التأليف في العلوم التقلية والعقلية فضلا عن ان وجود العرب المسلمين ساعد في الازدهار الاقتصادي والعمراني فازداد عدد السكان ، واستحدثت مدن ، وتوجهت موجات من السكان ولفترات تاريخية مختلفة الى مناطق ضفاف نهري السند والكنج .
اقول ما قدمته الاخت السيدة وفاء كامل داؤد سليمان ، باشراف الاستاذ الدكتور سفيان ياسين ابراهيم ، يُعد فتحا جديدا في البعد الهندي في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ، واضافة نوعية الى المكتبة الهندية الاسلامية ، ولي عدد من الاصدقاء من الاساتذة الهنود تعرفت عليهم خلال سني عملي في الجامعة ، وعبر نصف قرن سيكونون سعداء جدا عندما يطلعون على ما قدمه ، ويقدمهم زملاؤهم في العراق من دراسات تتعلق بالهند والمؤثرات الاسلامية وسأضع بين ايديهم هذا المقال ان شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق