السبت، 16 أبريل 2022

الموقف من الامبراطورية العثمانية ...رؤية علمية وجوابا على سؤال


 

الموقف من الامبراطورية العثمانية ...رؤية علمية وجوابا على سؤال
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل -العراق
اولا ان الامبراطورية العثمانية (عثمانلي امبراطورلغ) عاشت سبعة قرون 1299-1922 ميلادية .. وثانيا كانت اراضيها تمتد على ثلاثة قارات هي اسيا وافريقيا واوربا .. وثالثا الامبرطورية العثمانية مرت بفترات تاريخية مختلفة انتصرت وهزمت .. ورابعا انها سيطرت على البلاد العربية مدة اربعة قرون من 1516 حتى 1918 .. وخامسا الاسلام لايعترف بالحدود بين البلدان الاسلامية .. وسادسا المشاكل الحدودية بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية لم تُحل بسبب النظرية الاسلامية التي تتعلق بالحدود ؛ فالحدود غير معترف بها بين الدول الاسلامية وكلها مصطنعة وهي فقط بين الدول الاسلامية والدول غير الاسلامية . وسادسا يسألني الاحبة في كل يوم عن ماذا نسمي العهد العثماني ( فتح - احتلال - غزو ) فاعود بهم الى كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916) والفته سنة 1982 وهو كتاب منهجي معروف وفيه قلت (العهد العثماني) لم اقل ( الفتح العثماني) حتى لااكون مع ذوي التوجه الاسلامي الفكري ولم اقل (الاحتلال او الغزو العثماني ) حتى لا اكون مع ذوي الاتجاه القومي ، واخترت ان اطلق على العهد العثماني تعبير ( السيطرة العثمانية على الوطن العربي ).
النقطة التي اريد ان اؤكدها ان الدولة العثمانية او الامبراطورية العثمانية كانت لاتتدخل في شؤون الولايات بل تتركها وتترك النظم والقيم والمبادئ والعقائد والعادات على ما هي عليه وكثيرا ماحكم الولايات حكام من اهلها واللغة العربية كانت هي السائدة وهي المحترمة وكما كان يقول استاذي وشيخي الدكتور عبد العزيز نوار وهو مؤرخ مصري درسني في جامعة بغداد 1964-1967 ان الحكم العثماني ( سطحي) لايتدخل في شؤون الناس لهذا لم تسد اللغة التركية وظلت اللغة العربية سائدة وظل العثمانيون يحكموننا اربعة قرون .
ولكن في فترة محددة وقصيرة تقع في نهايات الدولة العثمانية وبعد انقلاب 1908 ومجيء جماعة حزب الاتحاد والترقي القوميين المتعصبين وخلع السلطان عبد الحميد الثاني 1909 ، تغير الموقف واراد هؤلاء فرض التتريك والطورانية والمركزية ودخلوا الحرب مع المانيا وسقطت الدولة العثمانية ، ونشأت الكيانات السياسية العربية القومية الحديثة في العراق والشام وبقية الوطن العربي بمساعدة الغرب .
هذه هي حقائق التاريخ وهذا الرأي ينسحب ايضا على كثير من الدويلات الاسلامية التي حكمت العالمين العربي والاسلامي ومنهم الصفاريون والسامانيون والبويهيون الفرس والسلاجقة الاتراك والايوبيون الاكراد وهكذا هؤلاء لانعدهم (غزاة ومحتلين وانما هم مسلمون) سيطروا بسبب اسلاميتهم على كثير من المناطق في ديار الاسلام وحكموها ضمن فترات التاريخ وفي حدود ما كان يسمى ( امارة الاستيلاء) و(امارة السيطرة ) وهي نظرية موجودة في الفكر السياسي الاسلامي .
حياكم الله ورمضانكم كريم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...