الاستاذ مزاحم محمود والاستاذ مارك الطويل
الاستاذ مزاحم محمود حسين وكتاب ( نمرود : مقابر الملكات )
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل
ارتبط اسم الاثاري العراقي الموصلي الاخ والصديق الاستاذ مزاحم محمود حسين بالاكتشافات الكبرى في منطقة النمرود - محافظة نينوى ، حيث واحدة من عواصم الامبراطورية الاشورية .. وقد هزت اكتشافاته في مقابر الملكات هناك العالم المتقدم بأسره ، ودوت اصداء هذا الاكتشاف زوايا الدنيا واركانها وانشغلت وكالات الانباء والصحف ومراكز البحوث الاثارية والمؤسسات العلمية والاثارية بهذا الاكتشاف المهم ، وحسنا فعل حين اصدر كتابا باللغة الانكليزية يحمل عنوان (
Nimrud: The Queens' Tombs)
والذي ترجمه وحرره واضاف اليه بعض الملاحظات كلا من الاستاذ مارك الطويل والاستاذ ماكغواير جيبسون Mark Altaweel, and additional editing and notes by McGuire Gibson والكتاب ظهر بحلة قشيبة ، وبغلاف سميك ، وانيق ، وبورق ارت ، وصور ملونة رائعة ، واخراج جميل والصور التقطت من خلال مصور بارع هو Donny George .
واكتشافات الاستاذ الاثاري البارع الاستاذ مزاحم محمود لمقابر الملكات الآشوريات في قصر آشور ناصر بال في نمرود -كالح ، كانت في سنة 1989 . وقد كانت بحق مثيرة وعُدت ، ولاتزال ، اضافة نوعية للاكتشافات الاثارية الحديثة ليس في العراق فقط بل في العالم ، لذلك حظيت بتقدير واعجاب اقسام وكليات الاثار والمتخصصين العراقيين والاجانب من فرنسيين وانكليز وايطاليين والمان وامريكان وغيرهم .
وقد كان المكتشف العراقي الاستاذ مزاحم محمود محط انظار واحترام كل تلك المؤسسات .وقيمة هذه الاكتشافات هي انها تلقي اضواء جديدة على ما نعرفه عن الملكات الاشوريات في القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد ومن ذلك ما كان مدفونا في هذه المقابر من حلي ذهبية مُبهرة ودقيقة الصنع بحيث لاتضاهيها اية حلي بما في ذلك التي اكتشفت في المقابر المصرية الفرعونية .
ويقينا ان ما قدمه الاستاذ مزاحم محمود من معلومات ، وحقائق عن هذه الكنوز الذهبية عد جديدا ، واصيلا ، وبكرا .ولازلت اتذكر كيف ان الاخ والزميل المتخصص بالتاريخ القديم المرحوم الاستاذ الدكتور عامر سليمان وضع مع الاخ الاستاذ مزاحم محمود دراسة رائعة بعنوان (نمرود مدينة الكنوز الذهبية ) ونشرت الدراسة عندما كان العراق يواجه الحصار وفي نطاق محدود ـ وصعب وبطريقة لم تعطِ لذلك الاكتشاف ما يستحقه من اهتمام علمي واعلامي .
من هنا ، كان هذا السفر الضخم الذي اهداني الاخ الاستاذ مزاحم محمود نسخة منه ، محاولة لتلافي ما حدث ، والسفر الاثاري هذا صدر سنة 2016 كجهد مشترك بين (مجلس الدولة العراقي للآثار والتراث ) و( المعهد الشرقي ) في شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية ،وفيه حقائق ومعلومات غاية في الاهمية عن القبور وما ضمته من كنوز .
الكتاب او لنقل المجلد الضخم يضم 220 لوحة معظمها ملونة ، ويباع بحوالي 90 دولارا امريكيا .. ويقينا انني لااستطيع ان اقدم لكم كل ما يتضمنه هذا السفر الضخم ، لكني اقول ، وباطمئنان ان اصداره ، ووضعه في متناول المهتمين من الاثاريين والمؤرخين ، يُعد محاولة ممتازة ومفقة وجديرة بالتقدير والاعتزاز لانه سيكون محل دراسة وتمحيص والنتائج التي خلصت منها هذه الاكتشافات قلبت الكثير من الحقائق المتداولة عن الامبراطورية الاشورية ، ودور المرأة وصنع الحلي والريادة في ذلك ، وطريقة الدفن ، وموقع الملكات ، ودورهن .
بارك الله بجهد الاخ الاستاذ مزاحم محمود ، وشكرا له على هديته الثمينة والى مزيد من التقدم لاعلاء شأن وواقع المدرسة الاثارية العراقية المعاصرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق