الأحد، 17 أبريل 2022

ميثاق 17 نيسان 1963 في ذكراه ال (59) ا.د. ابراهيم خليل العلاف


 


ميثاق 17 نيسان 1963 في ذكراه ال (59)
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل -العراق
في كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ) الذي صدر عن دار ابن الاثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل سنة 1982 ، كتبتُ فصلا بعنوان : (اشتداد حركة الدعوة لتحقيق الوحدة العربية ) تطرقت فيه الى سعي العرب منذ نشوب الثورة العربية الكبرى سنة 1916 الى تأكيد حقهم في اقامة الدولة العربية الموحدة ضمن الحدود التي رسمتها التنظيمات القومية السرية التي عملت في الساحة العربية وفي مقدمتها (جمعية العهد) و(جمعية العربية الفتاة ) .
وتطرقت الى مشاريع وحدودية ، واتحادية كثيرة منها : مشروع الهلال الخصيب ، ومشروع سوريا الكبرى ، وتأسيس جامعة الدول العربية، والجمهورية العربية المتحدة ، والاتحاد العربي الهاشمي ، وميثاق 17 نيسان 1963، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية .
اليوم 17 نيسان 2022 تمر الذكرى ال (59) لميثاق نيسان 1963 . ومما كتبته في كتابي آنف الذكر عن الميثاق أنني قلت انه بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة من اندماج مصر وسوريا يوم 22 شباط 1958 ، ظهرت محاولات لضم بعض الاقطار العربية اليها ، وكانت المملكة اليمنية المتوكلية في مقدمة هذه الاقطار التي استفادت من ميثاق الوحدة التي ينص على السماح بانضمام اقطار عربية الى الجمهورية العربية المتحدة وعلى اثر اندلاع ثورة ايلول 1962 في اليمن توثقت العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن .
وكما هو معروف فان التغيير والانقلاب الذي حصل في العراق يوم 8 شباط 1963 ، وفي سوريا يوم 8 من اذار سنة 1963 هيأ الظروف للتقارب بين قيادة البعث في العراق وسوريا ، وقيادة الرئيس جمال عبد الناصر في الجمهورية العربية المتحدة ، وجرت مباحثات من اجل اقامة وحدة ثلاثية تضم العراق ومصر وسوريا .
وخلال الفترة مابين 14و17 نيسان 1963 جرت في القاهرة مباحثات بين وفود عراقية وسورية ومصرية انتهت باعلان قيام اتحاد ثلاثي عرب ب(ميثاق 17 نيسان 1963) .
وقد اكد البيان على ان الوحدة هدف حتمي كما ان من الضروري انشاء قيادة عسكرية مشتركة تكون مستعدة للمواجهة .واشار البيان الى " ان الوحدة ثورة ؛ لانها شعبية ، وتقدمية، وحضارية، ولانها مرتبطة ارتباطا عميقا بقضية فلسطين ، وان على القيادة الجديدة ان تضع تدريجيا تنظيما سياسيا موحدا (طبعا بدل حزب البعث في العراق وسوريا وبدل الاتحاد الاشتراكي العربي في مصر) ، وطبعا كان هذا شرط عبد الناصر ، واتفق اعضاء الوفود على ان الوحدة الجديدة (اتحادية ) اي فيدرالية وليست (اندماجية ) ، وان هناك مجلسين احدهما بنسبة عدد السكان في كل قطر .. والثاني يتكون من عدد متساوٍ من الاعضاء في كل قطر . وينتخب رئيس الدولة من مجلس الامة ويكون له ثلاثة نواب من كل قطر وثمة مجالس تشريعية ووزراء ورؤساء لكل قطر الى جانب الوزارة الاتحادية ومجلس الامة الاتحادي ، ورئيس الدولة الاتحادي .
لقد ادى الصراع على السلطة في سوريا ، وانشغال العراق في مشاكله الداخلية ومنها ما كان موجودا من حركة مسلحة في منطقة كردستان العراق والخلاف الذي تفاقم بين الرئيس جمال عبد الناصر والمسؤولين السوريين فضلا عن عدم اخلاص النية الصادقة ، وعدم توفر الجدية المطلوبة ، ووجود شكوك عند الرئيس جمال عبد الناصر بالقيادتين البعثيتين في العراق وسوريا كل ذلك ادى الى فشل الميثاق ، وتوقف مسيرة الاتحاد بين الجمهوريات الثلاث ، مما دفع الرئيس جمال عبد الناصر الى الغاء الاتفاق من طرف واحد ثم جاء انقلاب 18 تشرين الثاني - نوفمبر 1963 الذي قام به الرئيس العراقي السابق عبد السلام محمد عارف 1963-1966 ، ليقضي على الميثاق ويجعله مجرد ذكرى تاريخية نستعيدها بين سنة واخرى لندلل على ان العرب حاولوا الاتحاد والوحدة لكنهم لم ينجحوا لأسباب قسم منها داخلية ، وقسم منها خارجية تتعلق بموقف اسرائيل والدول الغربية منها .
ومن الطريف الاشارة الى ان مباحثات الوحدة او الاتحاد هذه ، موثقة ، وظهرت في مجلد كبير لدي نسخة منه في مكتبتي الشخصية وهو بعنوان ( محاضر مباحثات جلسات الوحدة ) ، وصدر سنة 1963 ، وكما ترون صورة غلافه الى جانب هذه السطور ، ويقع في ( 606 ) صفحات . ومن حسن الحظ انه متوفر على شبكة المعلومات العالمية -الانترنت ، ويعتبر من مصادر دراسة ميثاق 17 نيسان -ابريل 1963 الاساسية .
*كاتب ومؤرخ عراقي 17-4-2022 .

Khalid Al Tharam، Tarik Isam وشخص آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق