الثلاثاء، 26 أبريل 2022

مجلة ( صوت الطليعة ) مجلة دورية تعنى بشؤون الخليج والجزيرة العربية

                                                                                      مجلة  ( صوت الطليعة )
 

مجلة  ( صوت الطليعة ) مجلة دورية تعنى بشؤون الخليج والجزيرة العربية

 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

ومنذ سنوات  قليلة سألني طالب دراسات عليا عن ما يساعده في متابعة احداث وقعت في منطقة الخليج  والجزيرة العربية خلال السنوات الخمسين الماضية ، فنصحته ان يعود الى الوثائق ، والى عدد من المصادر وذكرت له عددا من المجلات الاكاديمية والثقافية والايديولجية ومنها على سبيل المثال  مجلة (صوت الطليعة ) ، وقلت له انه سيجد فيها بعض البيانات والتعليقات والآراء وحتى الوثائق ، واشرت الى انني امتلك في مكتبتي بعض أعدادها .

وفي عدد جريدة ( الزمان ) اللندنية الصادر يوم الاحد 5 من اذار الجاري 2022 قرأت حديث الصحفي الاستاذ احمد عبد المجيد مع القيادي البعثي السابق الاستاذ  عبد الواحد شمس الدين ومما لفت نظري في الحديث والحوار ان الاستاذ  عبد الواحد شمس الدين تحدث عن مجلة ( صوت الطليعة ) .

ولابد لي من ان اذكر بأن مدينة البصرة  في العراق ، سبق ان شهدت صدور صحيفة شيوعية بعنوان   :   ( صوت الطليعة ) كتب عنها في موقع (الحوار المتمدن ) الاستاذ  سلمان رشيد محمد الهلالي مقالا  والرابط هو التالي :

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=557566

 

وقال : " انها اول صحيفة ايديولوجية في مدينة البصرة , وهى جريدة سياسية نصف اسبوعية لصاحبها نصيف جاسم الحجاج ومدير الادارة عبد الجبار الشيخ . منحت الامتياز في الثاني من نيسان 1959 وتوقفت عن الصدور في السادس من اب 1961 . وتوجد اعداد 1959 في دار الكتب والوثائق في بعداد (المكتبة الوطنية) واعداد 1960 في مكتبة المتحف العراقي . وكانت تطبع في البدء في مطبعة الخير للعبا يجي ثم اقتنت مطبعة خاصة بها اطلق عليها مطبعة صوت الطليعة , وقد عبرت عن افكار واراء الحزب الشيوعي العراقي الذي شهد تصاعدا في نفوذه وقوته بعد ثورة تموز 1958 من خلال دعمه الكامل والمطلق لحكومة الثورة بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم , وتغطية نشاطات الحزب في الالوية (المحافظات) الثلاث (البصرة والناصرية والعمارة) . وقد ادرجت الصحيفة فوق عنوانها الرئيسي شعار الحزب الشيوعي العراقي المعروف (وطن حر ... وشعب سعيد) .

اذا كانت صحيفة ( صوت الطليعة ) البصرية شيوعية في توجهاتها ،فان  مجلة ( صوت الطليعة ) التي تحدث عنها الاستاذ عبد الواحد شمس الدين ،  كانت بعثية في توجهاتها .  ومما قاله  انه وبعد انقلاب 17 تموز سنة 1968  " اتصل به نعيم حداد  وقد اصبح فيما بعد  عضو قيادة قومية ، وطلب منه العودة الى الحزب يقصد حزب البعث ، وكان قد تركه قبل ذلك و...ان الاستاذ عبد الخالق السامرائي طلب منه -  بالرغم من ابتعاده عن الحزب -  المشاركة في لجان ثقافية تنظيمية تستهدف محاولة كسب الطلبة العرب الدارسين في الكليات والجامعات العراقية ،ولاسيما اولئك الوافدين من دول الخليج العربي " .

وقال :      ان النية كانت تتجه لتوسيع خلايا الحزب في البلدان العربية عبر هذه الفئة من الطلبة ، وهكذا انضممنا انا ونحو ( 12 )  آخرين من أمثالي من البعثيين القدماء الى المكتب الثقافي . وقد كلفني الاستاذ عبد الخالق السامرائي بما سمي (مكتب الجزيرة والخليج في القيادة القومية ) وهكذا شرعنا بأصدار مجلة اسميناها ( صوت الطليعة ) .

واقول انا كاتب هذه السطور ، انني لا ادري هل ان الصدف وتوارد الخواطر كانت وراء استخدام الاسم نفسه لصحيفة (صوت الطليعة ) البصرية ام ان الامر كان مقصودا لمحاولة محو ما كان عالقا في الذاكرة من امور عن الصحيفة الشيوعية تلك والتي احتجبت أو توقفت عن الصدور سنة 1961 . وانا ارجح الرأي الثاني .

على العموم الاستاذ عبد الواحد شمس الدين قال انه يمتلك اعدادا من مجلة ( صوت الطليعة ) ، ومنها مجلد فيه (12) عددا ، واستأنف القول :" كنا ننشر فيها مقالات ، وتحقيقات تُعنى بالشأن الخليجي ولاسيما ما يخص المملكة العربية السعودية ، وكان معي في انجاز هذه المهمة الاستاذ (الدكتور فيما بعد وأمين  بيت الحكمة ببغداد قيس محمد نوري ) ، وجاسم علي العيد ، وجاسم علي العيد شقيق جعفر علي العيد الذي تولى لفترة ادارة الدار الوطنية للتوزيع مطلع السبعينات وكان مسؤول هذا المكتب أي (مكتب الجزيرة والخليج العربي) الدكتور علي غنام وهو سعودي توفي رحمه الله سنة 2008 ، وكان من اوائل البعثيين في المملكة العربية السعودية وتحت قيادته وصل الحزب هناك الى تنظيم شعبة .

كما كان لدى المكتب شعبة في البحرين منذ الخمسينات وكان للمكتب دور كبير في تنظيم عدد من الطلبة العرب وكانت اجتماعات المكتب اسبوعية في منطقة كرادة مريم مقابل محطة تعبئة البنزين قبل ان تنتقل القيادة القومية الى مبناها الكبير وكانت كل المكاتب في هذه المنطقة فيما كان مقر القيادة في منزل نوري السعيد الواقع على نهر دجلة .

مجلة (صوت الطليعة ) صدرت سنة 1973 ، وكما جاء  في ترويستها انها ( مجلة فصلية تُعنى بشؤون الجزيرة العربية ) ، وهذه الترويسة موجودة على الغلاف تحت عنوان ( صوت الطليعة ) كما هو واضح في الصورة المرفقة لهذا الكلام . والعدد الذي نشرته جريدة (الزمان) ، هو عدد حزيران 1974 –جمادى الاول  1394 العدد السادس – السنة الثانية .

في الاعداد المتوفرة في مكتبتي الشخصية هي التي صدرت بين سنتي 1973 الى سنة 1979 ولا اعرف متى توقفت ، وكانت محدودة التداول حسب علمي اذ كانت لا توزع  على مكتبات بيع الكتب والمجلات ، لكنها كانت تصلني بحكم اهتمامي بتاريخ الصحافة العراقية والعربية وقد اصدرت كتبا في هذا الاتجاه ، واشرفت على رسائل ماجستسر واطروحات عن الصحافة العراقية والموصلية والعربية ، وجدت ان هناك موضوعات ومقالات كانت منشورة في تلك الأعداد،  اذكر منها  موضوع بعنوان (الشورى بين الواقع والمطلوب ) ، و(محنة الدمقراطية في الكويت) ، و(ملامح الاقتصاد السعودي واتجاهات التصنيع) ، و(قصة الاحتكارات البترولية في الجزيرة العربية ) و(امكانية التنمية وعوامل التخلف في الخليج والجزيرة ) ، ومتابعة لمؤتمر قمة القاهرة بتاريخ 18 تشرين الاول – اكتوبر سنة 1976 ، و(الخلاف بين اركان الاسرة الحاكمة في السعودية ) ، وعناصر الضعف في انظمة الحكم في الخليج والجزيرة ) ،   و(النفوذ الامريكي في المنطقة العربية ) ، و( الثورة الاسلامية في ايران 1979 وتأثيراتها في المنطقة )  . ووضع على الغلاف الثاني من المجلة ثمنا للنسخة من المجلة وهو (نصف ريال سعودي او ما يعادله ) كما انها نشرت مرة ان المجلة وصلتها رسائل ودية ، وتبرعات رمزية لدعمها ، وقال انها " ستظل صوت الطليعة صوت القوى الخيرة في شعبنا ،صوت الحرية ،صوت الكرامة ، صوت الغد الافضل " وخاطبت الشباب لتذكرهم بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى وطريق النضال ليس مفروشا بالورود والرياحين ولن ينالها الانسان الا بالتضحية والعطاء وان السعادة لا تقاس بمقدار ما يملكه المرء ولا بمقدار ما هو متاح له من متاع الحياة ،وانما السعادة كل السعادة هي في تحرر الاوطان وازدهارها وتقدمها .

المجلة  كانت تصدر في عدد من الصفحات يتراوح بين 100(  و170 ) صفحة من الحجم الكبير وتخصص 30%  من صفحاتها للمتابعات وعبر ما كانت تعنونه ( من خلال الاخبار – وثائق للمستقبل – الشؤون الداخلية – الشؤون البترولية – الشؤون المالية والاقتصادية – الشؤون العسكرية – الشؤون العربية – الشؤون الخارجية – العلاقات الامريكية مع دول المنطقة ومنها  الدول العربية واسرائيل – مقتطفات من الصحف العربية والعالية – ملاحظات وافكار وتعليقات  وكانت تنشر بعض القصائد الشعرية كما كانت تنشر بعض الانطباعات لزوار وطبيعي هي تعكس رأي وافكار حزب البعث الحاكم في العراق في كل ما كانت تنشره واغلب ما كانت تنشره يحمل توقيع مستعار من قبيل (هيئة التحرير ) – عارف – مرشد الصالح – وضاح –مجاهد –ابو سلمى – ابو داؤد – صفاء .

ومما ينبغي ملاحظته ان المجلة ، وهي تكتب عن شؤون الخليج والجزيرة العربية مقالات ، وبحوث ، ودراسات ، ومتابعات كانت تقدم ما تقدم مهمشا ، ومُنصصا ، وتضع قوائم للمصادر والمراجع المعتمدة ، مع انها تتدخل في توجيه عناوين هذه المقالات والبحوث والدراسات لتعطيها بُعدا ايديولوجيا يتلاءم وافكار وتوجهات الجهة المسؤولة عن اصدار المجلة . وسواء اتفقنا او اختلفنا  مع اطروحات المجلة .. قبلنا او رفضنا ما هو موجود في اعداد مجلة ( صوت الطليعة) ، لكنها تظل واحدة من المصادر التي يمكن لطلاب البحث وطلاب الدراسات العليا والمهتمين يرجعون اليها وخاصة  ضمن الفترة التي صدرت فيها والممتدة من سنة 1973 وحتى سنة 1980 او حتى توقفها عن الصدور واحتجابها .

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق