كتاب المؤرخ البريطاني الكبير البروفيسور بول كيندي
المؤرخ البريطاني الكبير البروفيسور بول كيندي
بول كيندي وماكرون وانتهاء الهيمنة الغربية على العالم
-ابراهيم العلاف
وانا اقرأ ماترجمه الاستاذ ماجدي علاوي ، وارسله لي الاخ الدكتور خليل عبد العزيز عبر بريدي الالكتروني ، من انه (كلمة الرئيس الفرنسي ايما نوئيل ماكرون) حول قرب (انتهاء الهيمنة الغربية على العالم) والتي قالها وهو يتنهد وحزين : "الهيمنة الغربية على العالم تقترب من نهايتها " ،والمصدر موقع
my.com.kritik
تذكرت كتاب ( صعود وسقوط القوى العظمى :التغيرات الاقتصادية والصراع العسكري1500-2000 ) . والمؤرخ البريطاني الكبير بول كيندي Paul Kennedy ، مؤلف الكتاب من مجايلي ؛ فهو وانا من مواليد سنة 1945أستاذ جامعي، ومؤرخ بريطاني، وهو عضوٌ في الأكاديمية البريطانية، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.تعلم في كلية سانت أنطوني ، وجامعة نيوكاسل.وكان مشرفه على اطروحته للدكتوراه المؤرخ البريطاني الكبير ألان جون بيرسيفال تايلور .كتابه نشر بالانكليزية سنة 1987 ، وهو كتاب يكشف سياسات ، واقتصادات القوى العظمى من 1500 إلى 1980 وسبب أفولها. والكتاب يتنبأ بصعود قوى منها الصين واليابان وروسيا وقد اثار عند صدوره ضجة واسعة، وبيعت منه مليونا نسخة، كما تُرجم إلى 23 لغة من بينها اللغة العربية.
اليوم 4 من آذار - مارس الجاري 2022 ، نقرا كلمة ( نسبت) الى الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون يتنبأ فيها ويقول ( ان الهيمنة الغربية في طريقها الى الانتهاء) ، وان الغرب بسياساته المعادية لروسيا سيدفع ثمنا باهضا ، وقد صدم هذا الحديث الكثيرين مع انه تحليل صائب للوضع فاوربا التي تعلمنا منها سياسة ( دعه يمر .. دعه يعمل) باتت تقيد العالم اقتصاديا من خلال العقوبات الاقتصادية التي كانت الولايات المتحدة الامريكية تمارسها على العالم منذ زمن بعيد بدليل ان الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية 1958-1963 قال لمندوب صحيفة اللوموند يوم 5 شباط 1963 اي قبل الانقلاب عليه وقتله باربعة ايام ان امريكا ابلغته بانه اذا لم يغير سياسته فانها ستفرض الحصار على العراق . تأملوا ولازلنا نتذكر حصار امريكا منذ 1990-2003 على العراق والذي انهته باحتلال بلدنا .
وحصارها على ايران وحصارها على سوريا وافغانستان ووو...... دليل على ان هذه السياسة اضرت ليس باقتصاديات هذه الدول ، بل باقتصاد العالم كله وها هو اي الحصار بسبب الحرب الروسية على اوكرانيا يسبب المشاكل الاقتصادية للعالم وبشكل اكبر مما جرى خلال تفشي فايروسكورونا منذ 2019 .
قرأت كلمة الرئيس الفرنسي كلها ، والتي يقول فيها ان النظام الدولي ينقلب بطريقة جديدة كليا ويقول :" انا متأكد من ان هذا اضطراب كبير في تاريخنا وله عواقب بعيدة المدى في جميع انحاء العالم ...انه تحول في النظام الدولي " ، وضرب مثلا بفرنسا عصر التنوير في القرن 18 وبريطانيا بعصر الثورة الصناعية في القرن 19 وامريكا التي خرجت من القرن 20 بعد حربين عالميتين وان عظمة الغرب خلقت من كل هذا لكن سياسات الولايات المتحدة في عهود كلينتون وبوش واوباما وترامب تجاه الصين والحرب على العراق والازمات المالية كانت خاطئة بحيث هزت الهيمنة الغربية .
واضاف ماكرون ان من الخطأ التقليل من قيمة القوى الناشئة هذه القوى باتت لاتؤمن بالفلسفة الغربية بل تعمل من اجل سيادة فلسفتها وثقافتها الوطنية وتعزز من قوتها الاقتصادية ..هذه الصين وقد انتشلت 700 مليون شخص من براثن الفقر ونحن في فرنسا لم نقدر على حماية حتى الطبقة الوسطى التي حجر الزاوية في نظامنا الغربي نظام الدمقراطية واقتصاد السوق والكلمة طويلة ومليئة بالتحليلات لكني اختصر فأقول ان الرئيس الفرنسي ماكرون قال ان طرد روسيا من اوربا وانسياق اوربا وراء امريكا اكبر خطأ جيوسياسي لاوربا في القرن الحالي القرن الحادي والعشرين وان الثورة التكنولوجية الجديدة التي خلقت قاعدة للنظام الدولي جلبت اختلالات اقتصادية وتناقضات طبقية واختلافات ايديولوجية ولكن ماذا نفعل ؟هو هذا السؤال المهم سوف نفقد السيطرة وبعد ذلك ما ينتظرنا هو الاختفاء تتلاشى حضارتنا تتلاشى اوربا وتختفي معها لحظة الهيمن الغربية وسوف يدور العالم حول قطبين : الولايات المتحدة والصين وسيتعين على اوربا الاختيار بين القطبين وهو يرى من وجهة نظره ان فرنسا وحدها ستستطيع اعادة تأسيس حضارة اوربية عميقة وحدها فرنسا يمكنها ان تنظر في مسألة البقاء الاوربي من منظور الاستراتيجية الدولية والروح الفرنسية عنيدة تسعى وراء عالم مختلف ومن خلال ما اسماه الاجندة الاوربية الاسيوية سنعيد التوازن بين اوربا واسيا وعلى فرنسا ان تؤسس لنفوذ جديد لها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لموازنة صعود قوة الصين في المنطقة فنحن بحاجة الى بناء سيادة حقيقية لليورو وعلى الدبلوماسيين الفرنسيين ان يسعوا من اجل ابقاء فرنسا قوية في جميع انحاء العالم للدفاع عن المصالح الوطنية ، وترك القيم الفرنسية الثقافية تنتشر في جميع انحاء العالم " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق