حادثة المروحة في قصر القصبة والاحتلال الفرنسي للجزائر 1830
- ابراهيم العلاف
في كتابي ( تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1918 ) ، وقد صدر عن مطبعة جامعة الموصل 1985 ، تحدثتُ عن الاحتلال الفرنسي للجزائر ، واشرت الى أن جذور الاطماع الفرنسية في الجزائر تمتد الى العصور الوسطى حين قاد لويس التاسع ملك فرنسا 1226-1270 حملة استعمارية متقنعة بالدين وضمن حروب الفرنجة سنة 1270 استهدفت السيطرة على الشمال الافريقي الا انها ارتدت وفشلت .
وكما هو معروف ، ان محاولات التغلغل الفرنسي في الجزائر ارتبطت بطبيعة العلاقات بين الجزائر وفرنسا حيث كان الفرنسيون يطلبون النجدة من الاسطول الجزائري لحماية الشواطئ الفرنسية ضد هجمات الاسبان وملكهم شارل الخامس آنذاك .
وكان لفرنسا ، قناصل في الجزائر منذ سنة 1564 ، وقامت ( المؤسسة الفرنسية الافريقية) ، بدور كبير في التمهيد للاحتلال الفرنسي من خلال المشاريع الاقتصادية التي اقامتها في الجزائر ، وقد ازدهرت بسبب ذلك تجارة القمح الجزائرية . وفي سنة 1798 بلغت ديون فرنسا للخزانة الجزائرية قرابة( 18) مليون فرنك ذهبي ، وفي مقابل ذلك عدت فرنسا الجزائر سوقا لبضائعها .
وفي سنة 1826 ، تأزمت العلاقات بين حكومة (الداي حسين ) الجزائرية وفرنسا ، وتطور الامر الى ضرب الحصار حول مدينة الجزائر في السنة التالية بعد افتعال (حادث المروحة) المعروف الذي وقع في يوم 29 نيسان سنة 1827 اي في مثل هذا اليوم لتتخذ منه ذريعة للاحتلال وخلاصته ان فرنسا كانت مدينة للجزائر كما سبق ان قدمنا بمبالغ باهضة ثمنا لقمح إشترته منها وقد تقاعست عن دفعه عدة سنين ، فحدثت مشادة في (قصر القصبة ) بين الداي حسين (الداي لقب اي الحاكم ) حاكم الجزائر والقنصل الفرنسي (بيير دافال ) ، كانت نتيجتها ان (نَهَرَ) الداي حسين القنصل بيير دافال طالبا منه الخروج بعد ان أساء في كلامه للداي وأشاح بمروحة كانت في يده تعبيرا عن سخطه فمست وجه القنصل ، وقد عدت حكومة فرنسا هذا العمل اهانة لها وقررت غزو الجزائر مدعية انها تريد الانتقام للاهانة التي لحقت بما اسمته (الشرف الفرنسي) ، وهيأت لذلك جيشا كبيرا بقيادة (المارشال بورمون ) وزير الحربية الفرنسي وبدأ الانزال الفرنسي في حزيران سنة 1830 في خليج سيدي فرج على بعد (25) كيلومترا من مدينة الجزائر وقاوم الجزائريون الاحتلال وابتدأت ثورتهم الكبرى سنة 1954 واعتمدت الكفاح المسلح وانتصر الجزائريون وخرجت فرنسا من الجزائر واستقلت الجزائر في 3تموز سنة 1962 ولتلك الاحداث قصة اخرى سأرويها لكم في وقت لاحق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق