اللواء
الركن عباس علي غالب 1915-1991 ....جوانب من حياته ومواقفه
ا.د.ابراهيم
خليل العلاف
استاذ
التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
سألني
عنه الاخ غسان عدنان وهو احد طلبة
الدراسات العليا وقلت له ان يصلح ان يكون موضوعا لرسالة ماجستير ان توفرت عنه
المعلومات والوثائق وابرزها ملفته التقاعدية في وزارة الدفاع العراقية ، وما يتوفر
عنه في وزارة الداخلية حيث عمل مديرا عاما للشرطة في العراق بين الخامس من ايلول
سنة 1956 و14 تموز سنة 1958 حيث خلفه العقيد طاهر يحيى التكريتي كأول مدير عام
للشرطة في العراق بعد ثورة 14 تموز سنة 1958 ، وكان العقيد الركن نوري السعيد اول
مدير للشرطة العراقية في العهد الملكي .
في كتاب
الاستاذ جميل ابو طبيخ ( بغداد ) وحسبما جاء في موقع مجلة الكاردينيا الالكترونية
ورابطها التالي :
https://www.algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/fereboaliraq/33418-2017-12-28-22-22-02.html
حديث
المرحوم الدكتور كمال السامرائي عن ما نقله له المرحوم اللواء الركن عباس علي غالب
عن العلاقة بين نوري السعيد رئيس الوزراء المزمن في العهد الملكي والزعيم عبد
الكريم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 وبعنوان (اللقاء
الاخير بين نوري السعيد وعبد الكريم قاسم ) ، نقل الدكتور كمال السامرائي عن صديقه اللواء
الركن عباس علي غالب الذي توفي في اليوم السادس عشر من تموز سنة 1991 اثر اصابته
بنوبة حادة في امعائه لم تمهله الا يومين
فقط عن عمر بلغ السادسة والسبعين وهو من خريجي المدرسة (الكلية) العسكرية في بغداد
وكلية الاركان فيها ودرس العسكرية في لندن، وكان من المتقدمين بين اقرانه الانكليز
، وتدرج في المراتب العسكرية حتى وصل الى رتبة ( لواء ركن) وانيطت اليه قيادة الفرقة الاولى في الديوانية
،وكان في غاية النشاط وملم بتاريخ الحروب القديمة والحديثة وموهوب بالرسم واقتناء
التحف القيمة.
وفي سنة 1958 ولاه نوري السعيد رئيس الوزراء
مديرية الشرطة العامة اعارة من الجيش لمدة سنتين فكانت آخر ايامه في هذه الوظيفة
قريبة جدا من ثورة 14 تموز من السنة نفسها ، فاوقفه قادة الثورة من الضباط الاحرار
بعد قيام الثورة رهن التحقيق مع من اوقف من رجال العهد الملكي وافرج عنه بعد بضعة
اشهر لعدم ثبوت ما يستوجب حبسه فانعزل في داره الا في بعض الزيارات التي كان
يتبادلها مع اصدقائه الخلص، روى الى بعض اصدقائه بعد ان اطلق سراحه من التوقيف قال
له:
في
حوالي منتصف شهر مايس – ايار سنة 1958 كلمني رئيس الوزراء للاتحاد الهاشمي نوري
السعيد.. وطلب مني ان اتحرى حركات بعض ضباط الجيش ومنهم عبد الكريم قاسم فقد بلغه
(على حد قوله) ان مجموعة من الضباط يخططون لانقلاب عسكري، ثم اضاف نوري السعيد
وانا استغرب ان يكون منهم عبد الكريم قاسم الذي حظي باهتمامي اكثر مما حظى مني اي
ضابط اخر، وختم كلامه وهو يقول بغضب، اريد ان ارى عبد الكريم قاسم بأسرع وقت.
قال عباس علي غالب: اتصلت بالحال بعبد الكريم
قاسم في المقدادية ليحضر الى دائرتي في بغداد، وجاءني في اليوم التالي الى مديرية
الشرطة العامة وبعد ان ادى التحية العسكرية لي طلبت منه ان يجلس قريبا مني فقلت له الباشا نوري السعيد
ساخط عليك بتورطك في تحركات سرية ضد الدولة، فاحذر ياكريم ان تتورط في مثل هذه
الامور.
فاجابني عبد الكريم: انا
ياسيدي لايمكن ان أتآمر ضد الباشا وما سمعه عني محض افتراء ولاصحة له باي قدر .
قلت له على كل حال الباشا يريد مقابلتك .
تناول عباس علي غالب الهاتف وكلم نوري السعيد
قائلا:
باشا عبد الكريم قاسم في دائرتي وقاطعني نوري
السعيد قائلا يجيني الان واغلقت الهاتف وتحولت نحو عبد الكريم قاسم وقلت له الباشا
ينتظرك ثم قلت له، وعد الي بعد مقابلتك له لاعرف جلية الامر..
وبعد ساعة دخل عبد الكريم قاسم غرفتي بمديرية
الشرطة العامة، وهو يبتسم ويقول الباشا واهم وغاضب علي دون سبب فلا انا ولا احد في
لوائي له الافكار التي يتكلم عنها الباشا قلت له، ياكريم خبرني بتفاصيل المقابلة
قال ماكدت ادخل غرفة الباشا حتى سألني وهو ينهض من كرسية.. كريم انا
مقصر معاك!! الم ابعثك الى لندن مرتين دون مبرر؟ وهل رفضت لك طلب؟
واردت ان اتكلم فاسكتني بحدة قائلا، اسمعني والله اذا قبضت عليكم
فسأعلقكم واحدا واحدا على طول شارع الرشيد واجعل اهلكم يلبسون الاسود طول اعمارهم. فقلت له باشا اسمح لي:
فقاطعني بقوله: ولاكلمة..
تنكر؟
فقلت له نعم ياباشا انفي كل ما سمعته عني.
قال: تقسم
بالشرف العسكري؟
قلت له: اقسم بالشرف العسكري ان لاصحة لما
وصلك عني فانا لايمكن ان اخونك ياباشا.
عندها تبدلت اسارير وجهه وهو يقول لي:
اقتنعت في الامان يالله وغادرت غرفته بعد ان
لمست رضاه عني.
وفي فجر يوم 14 تموز حدثت الثورة وكان الزعيم
عبد الكريم قاسم احد ابرز قادتها مع العقيد الركن عبد السلام محمد عارف .
تحدث
الاخ والصديق الاستاذ وسام قاسم الشالجي عن والده ( الملازم الاول قاسم الشالجي )
الذي حارب مع الجيش العراقي في فلسطين سنة 1948 في مدونته ورابطها التالي
http://ayamuna.blogspot.com/2019/07/blog-post.html
وقال
:" وحين اندلعت حرب فلسطين سنة 1948 ، صدرت الأوامر لجحفل اللواء الأول الذي
كان بوقتها بأمرة العقيد الركن عباس علي غالب ، ومعه الفوج الأول من اللواء 15
بالتحرك الى فلسطين ليشارك في معركة تحرير فلسطين . تحرك جحفل لواء المشاة الاول
مع الفوج المتجحفل معه من مقره في منطقة المسيب متجها الى مدينة المفرق بالأردن في
العاشر من مايس – ايار سنة 1948 . ولان
الملازم الأول قاسم الشالجي كان أمر مفرزة التصليح فقد تعين عليه ان يتحرك في
نهاية رتل اللواء والفوج المتجحفل معه لتصليح اي عجلة او ألية تتخلف على الطريق
بسبب عطل او خلل فني .
وصلت طلائع اللواء الأول الى منطقة المفرق فجر يوم الخامس عشر من مايس ، وبناء على
أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية فقد طلب من اللواء عدم التعسكر
والانتظار في منطقة المفرق بل مواصلة التقدم مع بقية القوات العراقية المندفعة الى
داخل فلسطين . وكانت القوات العراقية قد استلمت الاوامر بالتقدم الى داخل فلسطين
وكانت بذلك اول قوة عربية تدخل اليها من بين جميع القوات العربية المتوجهة لتحرير
فلسطين . وجه قائد القوة العراقية الزعيم طاهر الزبيدي الاوامر الى الفوج الاول
للواء الاول الذي كان بإمرة المقدم الركن عبد الكريم قاسم بالتقدم نحو مستعمرة
كيشر لاحتلال قلعتها بينما وجه امرا أخرا الى الفوج الاول اللواء 15 لمسك مرتفعات
تطل على منطقة كوكب الهوى . وبعد معارك شرسة اشتملت على قصف مدفعي وبالهاونات
واستخدام الطائرات فشلت القوات العراقية باقتحام المستعمرة واحتلال قلعة كيشر . من
ناحية اخرى فقد بقيت القوات العراقية تمسك المرتفعات المطلة على كوكب الهوى حتى
السابع عشر من ايار لكنهم انسحبوا منها بعد ان تعرضوا لهجوم شديد فقدوا من جرائه
خسائر لا باس بها . وعلى ضوء هذه المعارك صدرت الاوامر للقوات العراقية بالتقدم
شمالا نحو نابلس حيث تغيرت الخطة العراقية وأصبحت تتضمن الاندفاع باتجاه منطقة
طولكرم نحو كفر يونا لبلوغ ميناء ناثانيا على البحر الابيض المتوسط ..." .
وتحدث الصديق والاخ العميد الركن الدكتور صبحي ناظم توفيق عن
ذكرياته في حرب فلسطين وقد مر عليها (73) سنة في الموقع التالي ورابطه :
https://barq-rs.com
وقال ان العقيد الركن عباس علي غالب كان يشغل آمر جحفل لواء المشاة
الاول من الفرقة الاولى وهو ثاني الوية الجيش العراقي التي تعاقبت في الوصول الى الاراضي الاردنية قبيل اندلاع حرب فلسطين 1948 .
قد اعود ثانية لاستكمال المقال عن هذه الشخصية العسكرية العراقية
التي للاسف لم تحظ بالاهتمام المطلوب مع انها عملت في مواقع مهمة في الجيش العراقي
والشرطة ولسنوات رحم الله اللواء الركن عباس علي غالب وطيب ثراه وجزاه خيرا على
ماقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق