محمد سامي عبد الكريم وقصصه في الخيال العلمي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
جميل جدا ان ينصرف كاتب ،وقاص ، وروائي للكتابة عن الخيال العلمي ، وان ينشر قصصا في هذا المجال .وجميل جدا ان نرى المهندس والقاص والروائي العراقي الموصلي الاستاذ محمد سامي عبدالكريم يذهب بعيدا في توجهاته في كتابة القصص الى الخيال العلمي .
انا شخصيا ارى بأن لدى محمد سامي عبد الكريم اهتمامات جديدة وتدوينات مهمة منها كتابة المقالات الناقدة والتهكمية حول مشاكل المجتمع وتعقيدات حياتنا التي نعيشها ، وقد كنت قبل هذا قد قلت انه صاحب قلم وصاحب فكر واستطاع عبر السنوات القليلة الماضية ان ينحت له اسما ، ويترك بصمة وحضورا في المشهد القصصي والروائي العراقي المعاصر ، وها وجدته كاتبا يلج ميدانا مهما وهو ميدان الخيال العلمي ، وهذا الميدان لايدخله الا من كان يتمتع بثقافة رفيعة المستوى، وخيال قوي وعميق .
ومما يسعدني انه اهداني نسخة من كتاب جديد له يضم مجموعة من قصص الخيال العلمي بعنوان ( أصداء الماضي الكوني) .وانا اشكره على كلمات الاهداء الرائعة .
ويقينا ان ذكاء الانسان أبدع ويبدع دوما ومما ابدعه اكتشافات الذكاء الاصطناعي وها هو الذكاء البشري - كما يقول القاص - يلتقي الذكاء الاصطناعي ليحدثا هذه الثورة الرائعة في مجال التقنية ، والابتكار ، والابداع بحيث اصبح عالمنا اليوم ليس مشابها لعالم الأمس ، والزمن يتسارع ، والتغيير مستمر ، والنتائج مذهلة ، وكل ما تحقق هو نتاج عقل الانسان فالانسان يتكيف ، ويتقدم مع ما يحيط بالدنيا من مشكلات وهموم ، ولكي نفهم العالم ، لابد لنا ان ندرك حقيقة ما يحدث حولنا ، وما ينجزه الانسان ، وما يفرزه العقل من واقع ، وما يبشر به من امور تبدو لنا وكأنها خيال . سيارة تسير في الشارع وعند حدوث الازدحام تتحول الى طائرة ، وروبوت يحفظ خريطة دارك ويسهم في تنظيفه ، وهكذا تتقدم البشرية ، وتعيش عصرا هو اقرب الى الخيال ، بل هو الخيال نفسه .
عبر (23) قصة قصيرة ، انتقل بنا الكاتب وهو بالمناسبة مهندس كهربائي تخرج في قسم الكهرباء الكترونيك- كلية الهندسة -جامعة الموصل سنة 1978 ، الى عوالم خيالية ؛ فالذكاء الاصطناعي ينتقل بنا الى آفاق جديدة ويدير كل شيء من حركة المرور الى صناعة القرارات السياسية الدولية ..عقول ، واكوان ، وشيفرات ، وروبوتات ، وفضاء رقمي ، وحاضنات لا مادية ، وذباب الكتروني ، وارقام ، واكواد (جمع كود ) ، وحاضنات اصطناعية ، وانظمة تحكم ، وتوجيه للطاقات ، وصناديق سوداء ومعادلات خطيرة ، ونسيج زمنكاني للارض ، وما يفعله كوكب نيمورا ، وممحاة الذاكرة ، وشبكات عصبية ، والرغبة في استيطان المجرات ، والمجّمد الكمي ، والمادة الصفرية ونسيج الوعي الكوني ، والامن المطلق ، ورقائق تتحكم في الادمغة والعقول ، وشبكة اوتار الالم ، والذكاء البيئي ، وفك شيفرة النباتات ، وحماية الجذور والاصول .
والقصص التي يتناولها الكاتب فيها من علوم الفيزياء والرياضيات والهندسة الشيء الكثير ، ولو لم يكن الكاتب مهندسا ما استطاع ان يضع يدنا على هكذا متغيرات ، واحداث ، وحركات ما تزال تتقدم ، وتتطور في كل لحظة وهذا ما يؤشر لحقب تاريخية لم يشهد مثلها الانسان من قبل والقاص والروائي في متخيلاته استطاع ان يمدنا بسيل من المعلومات لاتتوفر لنا بسهولة فبورك جهده وتمنياتي له بالتقدم .
بقي ان اقول بأن الكاتب ، والقاص ، والروائي قدم لنا من قبل اعمالا رائعة منها مجاميع قصصية من قبيل (احلى السنين - مقهى المغنى العربي - براعم عطشى -اعصار في الافق - حكايات مقهى الامراء -قلبان في جسد - اصوات من زقاق الحياة -السير تحت المطر -سيعود الربيع يوما -حين نبكي بصمت .كما قدم اعمالا روائية منها .. المفتش - كان هناك بيت -دموع عند الحافة -خريف اصفر - ذكريات خلف ابواب منسية . كما لديه مقالات منشورة جمعها في كتب منها (حافات الرؤى) ، و( تأملات في زمن متصدع ) .
اتمنى للمؤلف ، والكاتب ، والقاص ، والروائي الاستاذمحمد سامي عبد الكريم كل تقدم ، ونجاح . الموصل 22-11-2025


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق