ابراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر
ابراهيم باشا بن محمد علي باشا 1789-1848 القائد العسكري المصري
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في 10 من تشرين الثاني نوفمبر سنة 1848 ، أي في مثل هذا اليوم توفي القائد العسكري المصري ابراهيم باشا بن محمد علي باشا الابن الاكبر له . وهناك من يقول انه ليس ابنه بل ابن زوجته وكانت من قبل ان يتزوجها متزوجة من رجل آخر انجبت منه ابراهيم .
اليوم 10-11-2025 تمر الذكرى (177) لوفاته .. ولمن لايعرف ابراهيم باشا وهذا تمثاله في مصر كما ترون الى جانب هذه السطور ، هو من اسرة محمد علي باشا 1805-1953 التي حكمت مصر حتى اعلان الجمهورية .
ولإبراهيم باشا قصة طويلة تحدثتُ عنها في كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1816) وصدر عن مطبعة جامعة الموصل سنة 1983 وهو كتاب منهجي مقرر ، وابراهيم باشا ووالده هما من أدخلا مصر عهد التحديث والقوة ؛ فمحمد علي باشا يعتبر مؤسس مصر الحديثة نظرا لاصلاحاته الاقتصادية والادارية والعلمية والثقافية والعسكرية التي ادخلها الى مصر .فضلا عن محاولاته في جعل مصر قاعدة لدولة عربية قوية تشمل العراق والشام والسودان والجزيرة العربية التي توسع فيها عسكريا وقد قال لأحد الموفدين الاوربيين ، وهو الجنرال الفرنسي بواييه انه الباني الاصل لكن شمس مصر جعلته عروبيا وان جيشه سيمضي حيث يوجد من يتحدث العربية وهو من حاصر الدرعية سنة 1818 واسقط الدولة السعودية الاولى وهو من قضى على ثورة اليونانيين ضد الدولة العثمانية في سنة 1828 وهو من سيطر على بلاد الشام وتحالف مع والي الموصل يحيى باشا الجليلي .
قلت في كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني ) : ان بالمرستون وزير خارجية بريطانيا كتب الى حكومته في ربيع سنة 1833 يقول :"ان الهدف الحقيقي لوالي مصر هو تأسيس مملكة عربية تضم جميع البلدان الناطقة باللغة العربية " وذكر المبعوث النمساوي في تقرير له الى حكومته في 17 ايار - مايو سنة 1833 انه خلال مقابلته لمحمد علي باشا في الاسكندرية اطلع على الخطوط العامة لسياسة محمد علي وتتلخص بإقامة امبراطورية عربية تشمل مصر والسودان وشبه الجزيرة العربية والشام والعراق . وطبيعي هذا جاء من معرفة ارتباط مصر الستراتيجي بالاطراف المحيطة بها .
لكن الدول الاوربية منعته من التوسع وفرضت عليه وعلى والده (معاهدة لندن) 1840 وبموجبها تنازل عن الشام والجزيرة العربية وادنة وكريت وحصرته داخل مصر وحدت من نفوذه وفي الاول من حزيران سنة 1841 حدد السلطان العثماني عبد المجيد 1839-1861 الاوضاع في مصر بفرمان اصدره لهذا الغرض وبموجبه احتفظ محمد علي بمصر ملكا وراثيا في اسرته على ان تظل مصر تابعة للدولة العثمانية .
تولى حكم مصر كوال تسعة اشهر في سنة 1848 وتمرض وتوفي يوم 10-11-1848 أي توفي قبل والده .بالمناسبة المصريون يحبونه ، ويحترمونه ، ويعدونه بطلا قوميا وتوجد عبارة منقوشة على تمثاله في ميدان العتبة وسط العاصمة المصرية القاهرة (سلام على ابراهيم قاد جيشه من نصر الى نصر ) .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق