الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف يلقي محاضرته الافتتاحية في احتفالية الذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) لتأسيس كلية التربية للعلوم الانسانية الخميس 20-11-2025
أٌسس ومرتكزات في تاريخ
كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل -العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
"وفوق كل ذي علم عليم "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور وحيد محمود
الابراهيمي المحترم
السيد عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور
سعد رمضان الجبوري
الاخوة والاخوات الحضور-اعزائي الطلبة – الضيوف الكرام
يسعدني ويشرفني ان اتحدث عن هذا الصرح العلمي الكبير اقصد
كلية التربية بجامعة الموصل والذي رافقت تأسيسه منذ خمسين سنة أي منذ ربع قرن
ومازلت واحمد الله على ذلك فهذه نعمة من نعم
الله لايحسها الا من نالها وتذوق حلاوتها .
وحسنا فعلت عمادة كلية التربية للعلوم الإنسانية حين خصصت هذا
اليوم المجيد للاحتفال بالكلية والاحتفاء بيوبيلها الذهبي ويخمسينتها فهذا يدل على
اهتمام العمادة بالتوثيق والتاريخ لهذه المؤسسة التربوية التي قدمت الالاف من
المدرسين والمدرسات المؤهلين للتدريس في المدارس المتوسطة والثانوية .وكم انا فخور
وانا خريج كلية تربية بغداد ابن رشد قبل اكثر من ستين سنة وانا أرى كليات التربية
في جامعات العراق ومنها كليتنا العتيدة تسير بنفس مسار الكلية الأولى واقصد دار
المعلمين العالية في بغداد والتي الفت عنها كتابا واحتفلنا قبل سنتين بمئويتها .
أقول كم كنا سعداء ونحن نحضر في صباح اليوم الخامس من
تشرين الثاني - نوفمبر سنة 1975 حيث أقيمت احتفالية كبيرة حضرها المرحوم
الأستاذ الدكتور محمد صادق المشاط رئيس الجامعة آنذك وقص شريط الافتتاح في بناية
تتوسط بنايتي كلية العلوم وكلية الاداب في بنايات كانت بالاصل اقساما داخلية
للمجموعة الثقافية .وكم كنا سعداء والاخ والصديق والزميل الأستاذ الدكتور محي
الدين توفيق اول عميد لكلية التربية وهو
يقف يوم 5 تشرين الثاني سنة 1975 ليلقي كلمة ويقول ان تأسيس الكلية كلية التربية جاء استجابة لقرار أصدره ( مجلس
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ) بافتتاح كليتين للتربية الأولى في الموصل،
والثانية في البصرة .فضلا عن كلية التربية بجامعة بغداد، وذلك بسبب التوسع في فتح
المدارس المتوسطة والثانوية خلال السبعينات من القرن الماضي .
ومما قاله أيضا أن هدف الكلية تخريج مدرسين مؤهلين علميا ،
وتربويا ، وثقافيا يتولون التدريس في المدارس المتوسطة والثانوية .وعن عدد الطلبة المقبولين
قال إن خطة الكلية تقتضي قبول حوالي( 850) طالبا منهم ( 500 ) في الأقسام العلمية
و ( 350 ) طالبا في الأقسام الإنسانية . نعم الكلية استقبلت فعليا عند بدء تأسيسها العام الدراسي
1975-1976(550 )طالبا وطالبة فقط . ولم يقتصر القبول على الطلبة العراقيين بل شمل
كذلك عددا من الطلبة العرب .وكانت الأقسام العلمية التي تألفت منها الكلية هي : قسم الطبيعيات ( ويضم فرعي الكيمياء وعلوم
الحياة)،وقسم الفيزياء والرياضيات (ويضم فرعي الفيزياء والرياضيات ) .أما الأقسام
الإنسانية فهي قسم العلوم الاجتماعية (فرعي التاريخ والجغرافية ) ، وقسم العلوم
النفسية والتربوية (فتح باب القبول فيه العام 1978 )، وقسم اللغات (ويضم فرعي
اللغة العربية واللغة الانكليزية ) .
وعن أسلوب القبول أكد
السيد العميد آنذاك إن المعدل ورغبة الطالب هي الأساس في القبول . والجميل ان
السيد العميد آنذاك بشرنا بأن رئاسة جامعة الموصل بدأت في تنفيذ مشروع لإنشاء
بناية جديدة للكلية على ارض مناسبة داخل الحرم الجامعي ،وخصص للمرحلة الأولى مبلغ
نصف مليون دينار ،وللمرحلة الثانية ثلاثة ملايين دينار وان الانتهاء من البناء
والتأثيث سيحتاج إلى حوالي 600 يوم . وبعد الانتهاء من البناية اتضح بأنها تضم
أربعة مدارج سعة كل مدرج حوالي 100 طالب طالبة مع 31 قاعة دراسية و29 مختبرا
للدراسات الأولية والبحوث منها 8 للفيزياء و8 لعلوم الحياة و10 للكيمياء و2
للأصوات اللغوية ومرسم للجغرافية وكافتيريا للأساتذة وقد صممت المختبرات وفق احدث
المواصفات الهندسية والعلمية وتحتوي على احدث الأجهزة المختبرية .وقد الحق بالمبنى
برج لإدارة الكلية وأقسامها، وغرف التدريسيين .فضلا عن جناح للمكتبة وفق احدث طرز
للمكتبات الجامعية . وبخصوص المناهج فقد اعتمدت مناهج كلية التربية بجامعة بغداد
مؤقتا وان الجهود تبذل لإعداد الكادر التدريسي .
وما زلت أتذكر انني توليت رئاسة قسم العلوم الاجتماعية وبعدها
انفصل القسم الى فرعين ثم قسمين هما التاريخ والجغرافية وما زلت أتذكر ان السيد
عميد الكلية كلفني ان ادير القسم لبضعة اشهر لكن هذه البضعة اشهر أصبحت ( 15 ) سنة ومما انفردت به الكلية انها كانت رائدة
في ميدان التأليف المنهجي للكتب المستخدمة في التدريس ومنفردة في تأسيس مراكز
تدريب للغات وانفردت بتأسيس مركز لاعداد الخرائط والوسائل التعليمية وانفرت بأنها
وطدت علاقتها بمؤسسات وزارة التربية وكانت ثمة لجنة تدير شؤون العلاقة بين وزارتي
التربية والتعليم العالي والبحث العلمي فهي أي كلية التربية تعد وتؤهل المدرسين
والمدرسات الذين لايعينون ولايمارسون التدريس الا بعد شهر ونصف يقضيها الطالب طالب
المرحلة الرابعة في التطبيق في مدارس وزارة التربية فضلا عن ممارسة المشاهدة في
المرحلة الثالثة .
وانفردت كلية التربية في انها كانت تضم طلبة من جميع انحاء
العراق وانها لم تخدم بيئة توطنها محافظة
نينوى فقط بل انتشر خريجوها في كل المحافظات العراقية وكثيرا ما التقي طلبة في
داخل الموصل وخارجها يفخرون بأنهم من خريجي كلية التربية -بجامعة الموصل .
وفيما يتعلق بالكادر التدريسي فقد كان على درجة عالية من
المهنية فكان هناك أساتذة متخرجين من جامعات الدنيا كلها ونحن في قسم التاريخ كنا
نفخر بأن قسما من الأساتذة كانوا خريجي بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة
واليونان ومصر
كانت كلية التربية تهتم بالتدريب والتطبيق العملي على التدريس
في المدارس المتوسطة والثانوية في المحافظة . وكثيرا ما كانت إدارة الكلية تؤكد على خلق نزعة التتبع العلمي عند الطالب ، وبما
يساعده على نقل خبراته لطلبته بعد تخرجه ..
أصدرت كلية التربية دليلا لها لأول مرة طبع في ( دار ابن
الأثير للطباعة والنشر) التابعة لجامعة الموصل سنة 1980 .وتضمن الدليل
التقويم الجامعي، وكلمة عميد الكلية ، وأهداف الكلية ، وإدارتها واقسامها
ونشاطاتها العلمية، ونظامها الدراسي مدعما بالصور التذكارية وبواقع 144 صفحة .
كما ضمت ( مكتبة الكلية ) عند تأسيسها أكثر من
9180 كتابا في مختلف الاختصاصات .وكان للكلية اشتراك في أكثر من 100
مجلة أكاديمية .فضلا عن الصحف .وكانت المكتبة تستوعب 108 من الطلبة في آن واحد،
وتتبع المكتبة نظام ديوي العشري العالمي .وقد أصدرت الكلية مجلة أكاديمية بإسم :
(التربية والعلم ) منذ شباط 1979 وتعنى المجلة بالبحوث والدراسات العلمية
والإنسانية .وبعد فترة أصبحت المجلة تصدر بجزئين أولهما يهتم بالبحوث العلمية
الصرف. وثانيهما يهتم بالبحوث الإنسانية.وافخر بأنني ولفترة توليت سكرتارية تحرير المجلة.
كما اعتادت الكلية إقامة موسم ثقافي سنوي يتضمن الكثير من
الفعاليات الثقافية، وكانت هناك لجنة تدير النشاط الثقافي برئاسة الدكتور طارق عبد
عون الجنابي .وقد استضافت الكلية في سنوات تأسيسها الأولى أساتذة عراقيين وعرب
وأجانب .وأتذكر بان الكلية استضافت (البروفيسور ايكون فيرث) رئيس المعهد
الجغرافي في جامعة ارلانكن –نورنبرك في ألمانيا، وألقى ثلاث محاضرات حول المدينة
العربية والسوق الإسلامية القديمة ونظام الري في المدن الإسلامية .كما استضافت
الكلية الأستاذ الدكتور فاروق أبو شقرا أستاذ اللغة العربية في قسم الدراسات
الأسيوية والإفريقية بجامعة هلسنكي في فنلندة، والدكتور هنريك ستافوياك عضو
أكاديمية العلوم البولونية ،والدكتور هانز ستيفاني أستاذ الفيزياء في جامعة فردريك
شيلر في ألمانيا، والدكتور روبير منتران الأستاذ في جامعة اكس اوف برفانس بفرنسا ،
والدكتور عمر الدقاق عميد كلية الآداب بجامعة حلب .كما القى عدد من أساتذتها
محاضرات ضمن المواسم الثقافية التي كانت الكلية تحرص على اقامتها .
وزار الكلية أساتذة من جامعة بغداد والقوا محاضرات في بعض
أقسامها ومنهم الدكتور جلال صبري الخياط الأستاذ في قسم اللغة العربية بكلية
الآداب –جامعة بغداد ،والدكتور كمال قاسم نادر أستاذ الأدب الانكليزي في كلية
الآداب –جامعة بغداد والدكتورة ايمي سكويرا أستاذة الأدب الانكليزي في كلية الآداب
–جامعة بغداد، والدكتور فاضل حسين أستاذ التاريخ الحديث في كلية الآداب –جامعة
بغداد والدكتور صبري فارس الهيتي أستاذ الجغرافية بكلية الآداب –جامعة بغداد .
كما زار أساتذة الكلية عددا من الجامعات العراقية والعربية
والأجنبية ،وحضروا ندوات ومؤتمرات علمية وألقوا المحاضرات في حقول اختصاصاتهم
المختلفة .وشارك أساتذة الكلية في إلقاء محاضرات في مؤسسات الدولة والمجتمع .كما
اشتركوا في دورات لتدريب المدرسين والمدرسات التابعين لوزارة التربية، وكانت هناك
علاقات طيبة مع المديرية العامة للتربية في نينوى.
وقام عدد من أساتذة الكلية بتأليف الكتب المنهجية والعامة
.كما ترجم بعضهم كتبا علمية في لغات مختلفة، وأنجزوا بحوثا تم نشرها في مجلة
الكلية والمجلات الأكاديمية داخل العراق وخارجه وقد اكتسبت تلك البحوث قيمة علمية
من خلال إخضاعها للتقويم العلمي . وكان في الكلية لجان متعددة تدير النشاطات
اللامنهجية منها لجنة الثقافة والإعلام ، ولجنة النشاط الاجتماعي ،ولجنة الشؤون
الرياضية، ولجنة الشؤون العلمية . وقد أسهم الطلبة في كل هذه اللجان .وقد حققت فرق
الكلية الرياضية نتائج جيدة وخاصة فريق كرة القدم الذي نال المركز الأول في
الجامعة للعامين 1975-1976 و1977-1978 ،والمركز الثاني في العام 1979-1980 .وتهدف
اللجان إلى تنمية مواهب الطلبة وقابلياتهم العلمية والثقافية والرياضية .وكانت
اللجان تقيم المعارض، والمهرجانات، وتصدر النشرات وتعقد الندوات، وتجري المسابقات
بين الطلبة .
كانت الكلية خلال التسعينات من القرن الماضي تضم تسعة أقسام
علمية هي أقسام الفيزياء والرياضيات والكيمياء وعلوم الحياة والتاريخ والجغرافية
واللغة العربية واللغة الانكليزية والعلوم التربوية والنفسية فضلا عن فرع جديد
استحدث آنذاك بأسم فرع علوم الحاسوب يتبع قسم الرياضيات .وقد يكون من المناسب
الاشارة الى ان الكلية بسبب النقص في الملاك التدريسي لبعض الاقسام العلمية
استعانت بأساتذة عرب واجانب فعلى سبيل المثال كان هناك في قسم الكيمياء الدكتور
كمال عبد الله رزق .وفي قسم علوم الحياة الدكتور عاصم محمود حسين ،والدكتور علي
محمد سليط وكلهم مصريون .وفي قسم الرياضيات كان هناك الدكتور محمود احمد قريشي
(باكستاني ) ،فضلا عن اساتذة مصريين اربعة، منهم الدكتورة سميرة تادرس والدكتور جوزيف
نادر .
كما كان هناك في مجلس الكلية ممثل للطلبة وآخر لنقابة
المعلمين .وقد تكاملت آنذاك أقسام الكلية وتطورت إعداد كادرها التدريسي حتى أن قسم
علوم الحياة على سبيل المثال كان يضم 54 تدريسيا وقسم الكيمياء 51 تدريسيا وقسم
التاريخ 26 تدريسيا إلا أن بعض الأقسام كانت تعاني من نقص في عدد التدريسيين، ومن
ذلك قسم اللغة الانكليزية ،وقسم الرياضيات .وقد تداركت إدارات الكلية ذلك فأرسلت
البعثات، ومنحت الإجازات الدراسية ،وعينت المعيدين لغرض تطويرهم ضمن برامج
الدراسات العليا التي أخذت طريقها إلى الكلية وفي مختلف الاختصاصات شيئا فشيئا .
في دليل جامعة الموصل للعام 2005 ما يشير إلى أن كلية التربية
اليوم تضم 11 قسما علميا وإنسانيا .وكانت هناك أي في سنة 2005 فكرة
لفصل الكلية إلى كليتين للتربية ؛ الأولى
للعلوم الصرف. والثانية للعلوم الإنسانية .
وفي الكلية دراسات أولية تتبع النظام
السنوي ، ودراسات عليا تتبع نظام الفصل الدراسي .وأقسام الكلية هي القران الكريم
والتربية الإسلامية ،واللغة العربية ، والحاسوب ،والكيمياء، وعلوم الحياة،
والفيزياء، والرياضيات ،واللغة الانكليزية، والتاريخ، والجغرافية ،والعلوم
التربوية والنفسية .وتواصل مجلة الكلية الأكاديمية المحكمة : "التربية والعلم
" صدورها . في مجلة كلية التربية العلمية المحكمة : "التربية والعلم
" والكل يشهد على أن المجلة وصلت إلى مرحلة كبيرة من التطور وذاعت شهرتها
وكنا نطبعها في بغداد من خلال احد الأصدقاء من الأساتذة هناك وقد نشرت المجلة بحوث
الأساتذة العلمية التي كانت لهم عونا كبيرا في ترقياتهم العلمية.
في سنة 2013 انشطرت كلية التربية الى كليتين الاولى (كلية
التربية للعلوم الانسانية ) و(كلية التربية للعلوم الصرفة) واصبح لكل كلية
بنايتها الخاصة لكن ظلت مجلة الكلية تحمل اسم (مجلة العلم والتربية للعلوم
الانسانية) و(مجلة التربية والعلم للعلوم الصرفة) .
عميد كلية التربية للعلوم الانسانية اليوم الاخ والصديق
الاستاذ الدكتور سعد رمضان الجبوري ورئيسة
قسم التاريخ الان الأخت الأستاذة الدكتورة نضال مؤيد الاعرجي تحياتي واعتزازي بهما وبكل كادرها
التدريسي والإداري فضلا عن طلبتها . وما زالت الكلية تواصل مسيرتها أتمنى للقائمين
عليها كل التوفيق والتقدم وان شاء الله نحتفل بذكرها المئؤية بوجودكم دمتم والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته .
*محاضرة افتتاحية القيت في احتفال كلية
التربية للعلوم الإنسانية -جامعة الموصل باليوبيل الذهبي ومرور(50) سنة على
تأسيسها 1975-2025 وجرى الاحتفال في مسرح الجامعة الكبير صباح يوم الخميس
20-11-2025


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق